أصبح سوق الجملة للخضر والفاكهة بكفر الدوار قنبلة موقوتة تبحث عن حل سريع قبل وقوع العديد من الكوارث حيث ضاق السوق علي التجار بالإضافة إلي انه يلاصق مدرسة ثانوية مشتركة وزحفت منازل الأهالي حوله من كل اتجاه، وكعادة الحكومات المتعاقبة لا تتدخل إلا للبكاء علي اللبن المسكوب. وكانت بداية إنشاء السوق عام 1971 الذي ظل يعمل علي مدار 44 سنة ومع الزيادة السكانية وتزايد أعداد التجار من مختلف المحافظات المترددين ضاق السوق وأصبح لا يستوعب ذلك، بالإضافة إلي الطرق الضيقة المؤدية إليه والتي لا تسمح بمرور سيارات النقل الثقيل. ورغم وجود العديد من الموافقات لنقل السوق إلي قطعة أرض مساحتها 18 فدانا مملوكة لمجلس المدينة علي الطريق الزراعي السريع علي أن يتم بناء مساكن للشباب علي أرض السوق الحالي بمنطقة السعرانية لحل أزمة المساكن إلا أن هذه الموافقات لاتزال حبيسة الإدراج في انتظار وقوع الكارثة حتي يتحرك المسئولون. انتقلت «الوفد» إلي السوق الكائن بمنطقة السعرانية وسط المنازل والمدرسة الثانوية المشتركة الذي تحول إلي سوق عكاظ من زحام شديد وسيارات نقل كبيرة ومتوسطة عربات وكارو وأقفاص الخضراوات والفاكهة قبل البوابة الوحيدة للسوق بعشرات الأمتار حتي داخل السوق ووسط أصوات السيارات ومناداة البائعين التقينا مع بعض التجار. في البداية يقول أيوب كساب تاجر: أصبحنا مخنوقين جدا بعد أن ضاق بنا السوق وأصبح لا يستوعب الأعداد الكبيرة من المزارعين الذين يأتون بالخضر والفاكهة وكذلك التجار من مختلف المحافظات وتزداد الأمور سوءا في مواسم المحاصيل مثل البطيخ والطماطم والتفاح والتي تحتاج إلي مساحات واسعة وكذلك صعوبة دخول سيارات النقل بسبب الزحام الشديد وضيق المكان مما يضطرنا إلي العمل في الشوارع المحيطة وينتج عن ذلك مشاجرات عديدة مع أهالي المنطقة. وأضاف كساب أن هناك العديد من الموافقات الحكومية لنقل السوق إلي قطعة الأرض الجديدة مما يشجع التجار من مختلف المحافظات للحضور ويضاعف حصيلة خزينة مجلس المدينة من رسوم الدخول والخروج إلي عشرات الأضعاف بدلا من المبالغ الهزيلة التي يتم تحصيلها حاليا ويؤكد استعداد التجار للمساهمة في تجهيزات السوق الجديد من أجل سرعة الانتهاء منه في أقرب فرصة. ويقول محمد أحمد العسلي أصبح السوق لا يستوعب عدد المحلات التي تبلغ 105 محال فضلا عن انتشار البلطجة والمشاجرات اليومية التي تصل إلي مسامع طلاب وطالبات المدرسة الثانوية المشتركة الملاصقة للسوق. وأضاف أن الزحام الشديد وصعوبة الوصول أدي إلي هروب التجار إلي أسواق الإسكندرية والعامرية وأبوالمطامير مما يعرضنا إلي خسائر فادحة. ويقول أبوالمكارم بدر إن العديد من التجار أصبحت علاقاتهم مباشرة مع المزارعين وأصبح لا يأتي إلينا إلا أقل القليل من التجار والمزارعين ولذلك نطالب بسرعة نقل السوق خاصة بعد انتهاء الموافقات والدراسات الخاصة بنقله. ويقول كل من صلاح الدين أحمد ومحمد عبدالعزيز سيارات البضائع تأخذ ساعات طويلة تصل إلي يوم كامل حتي تتمكن من دخول السوق مما يتسبب في فساد الخضراوات والفاكهة التي لا تتحمل البقاء ساعات طويلة تحت الشمس الحارقة وقد تضطر السيارات إلي المبيت بالبضائع مما يفسدها قبل تفريغ الحمولة ونتج عن ذلك أن أعدادا كبيرة من المزارعين أصبحوا يبيعون المحاصيل إلي التجار وسط الحقول. ويقول أحمد جابر نطالب نحن تجار سوق الجملة للخضر والفاكهة بمعاملتنا مثل تجار أسواق الجملة بالعبور و6 أكتوبر والإسكندرية. وتحقيق حلم التجار الذي سيوفر فرص العمل للشباب والرواج الاقتصادي بعد حضور التجار من مختلف المحافظات للشراء بالإضافة إلي صلاحية الطرق والمؤدية إلي الطريق الزراعي الذي يربط شبكة الوجه البحري والصعيد. ومن جانبه أكد المحاسب فتحي مرسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالبحيرة ضرورة إنشاء سوق جملة حضاريا لتقديم كافة الخدمات والتسهيلات إلي رواد السوق وأضاف أن الغرفة بذلت جهودا كبيرة منذ أكثر من خمس سنوات إلا أن محترفي الاستيلاء علي أراضي أملاك الدولة يضعون يدهم علي مساحات شاسعة من السوق الجديد البالغ مساحته 18 فدانا.