تدور معارك عنيفة في بلدة الدخانية قرب دمشق التي كان مقاتلو المعارضة السورية استولوا على أجزاء كبيرة منها قبل يومين، نتيجة هجوم مضاد للقوات النظامية بهدف استعادتها نظرا لأهمية موقعها القريب من العاصمة والمتاخم للغوطة الشرقية، احد معاقل المعارضة في ريف دمشق. من جهة ثانية، تستمر الغارات التي تقوم بها الطائرات الحربية التابعة للنظام على مناطق في محافظتي الرقة (شمال) ودير الزور (شرق) واقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" والتي اوقعت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية نحو سبعين قتيلا بين المدنيين، بالإضافة إلى عدد من عناصر التنظيم المتطرف. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "تشن القوات النظامية هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على بلدة الدخانية الصغيرة القريبة من دمشق والتي كانت الكتائب المقاتلة سيطرت على اجزاء كبيرة منها الجمعة في معركة قتل وجرح فيها العشرات من عناصر قوات النظام" وتدور معارك عنيفة بين الجانبين تستخدم فيها قوات النظام الطائرات والقصف المدفعي ما تسبب اليوم، بحسب المرصد، بمقتل عشرة مقاتلين من جبهة النصرة ( تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب اخرى معارضة. وتحدث مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس عن "وجود حالة خرق في بلدة الدخانية"، مشيرا الى ان مسلحين "تسللوا الى بعض المباني" في البلدة، والى ان "وحدات من الجيش قامت بالاشتباك معهم ودحرتهم". ورأى ان المسلحين "قاموا بفتح جبهات توتر في المناطق الامنة لتخفيف الضغط عن حي جوبر" في شرق دمشق الذي تنفذ فيه القوات النظامية منذ نحو اسبوعين عمليات عسكرية واسعة بغية انتزاعه من سيطرة مقاتلي المعارضة الموجودين فيه منذ اكثر من سنة. وتسلل مقاتلو المعارضة الى الدخانية من بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية التي تتعرض بدورها لحملات قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف من قوات النظام. وتقع الدخانية قرب مدينة جرمانا ذات الغالبية المسيحية حيث افاد سكان ان اصوات الانفجارات الناتجة من المعارك تسمع حتى منازلهم. وهي بمحاذاة المتحلق الجنوبي الذي يقود من دمشق الى درعا، وبالتالي فان استقرار مقاتلي المعارضة فيها يجعل قسما كبيرا من احياء دمشق في مرمى قذائف الهاون التي يطلقونها على العاصمة. على صعيد آخر، افاد المرصد السوري عن مقتل 69 مدنيا بينهم 18 طفلا خلال ثمان واربعين ساعة في غارات للطيران الحربي على مناطق في محافظتي الرقة ودير الزور. ونفذت الطائرات غارات عدة الاثنين قتل فيها ثلاث طفلات في دير الزور واربعة اشخاص بينهم امراة وطفلتها في الرقة.