يعانى السوق المصرى من عجز دائم فى الأسمدة الزراعية ويعد العجز أكبر فى سماد نترات الأمونيا، فى حين لدينا زيادة فى اليوريا والأسمدة الفوسفاتية ومن هنا كان التفكير فى إعادة تأهيل الشركات المملوكة للدولة لمضاعفة الطاقة الإنتاجية بنسبة 100%. ويعد مشروع شركة النصر للأسمدة بالسويس والخاص بإضافة وحدة جديدة لإنتاج نترات الأمونيا بطاقة 1200 طن يوميا، بمثابة أمل جديد فى سوق السماد المصرى والذى تعنى وفرته وسد العجز فيه القضاء على أزمات الزراعة الدائمة، فضلاً عن الدور الذى يلعبه بشكل غير مباشر فى جميع المشروعات المتعلقة بالزراعة من أمن غذائى وخلافه، ورغم الأزمة الحالية فى الطاقة وحاجة أى من مصانع الأسمدة إلى وفرة فى الغاز الطبيعى، إلا أن العائد المتوقع من إعادة تأهيل المصانع وإنشاء الوحدة الجديدة يفوق تكلفة توفير الطاقة، فضلاً عن إعلان أشرف سالمان، وزير الاستثمار، عن تقديم دراسة لإعادة محاسبة وتسعير الأسمدة دون أن تتحمل الشركات الدعم رغم تحملها شراء الطاقة بالسعر العادى بدون دعم مما يعنى خسائر لشركات الدولة. وتعد شركة النصر للأسمدة من أقدم وأعرق الشركات الحكومية العاملة فى مجال إنتاج الأسمدة، حيث أنشئت فى عام 1946 وعانت كثيراً فى فترات سابقة من ظروف صعبة منها خلافها مع شركة سيمكو وتم إيقاف التعامل معها ورغم تأثير ذلك على مبيعات الشركة إلا أنه تم الحفاظ على استمرارية الإنتاج وتوفير بدائل فنية فى الشركة منعت توقفها وقامت الشركة منذ عدة سنوات بإجراء دراسات خاصة مع الخبراء فى الشركة للتطوير وإعادة تأهيل الشركة. وأوضح محمد كمال ناصر، رئيس مجلس إدارة الشركة أن صافى أرباح النشاط بلغ ما يقرب من 40.5 مليون جنيه عن العام المالى 2012/2013، كما نوه رئيس الشركة عن وجود قطعة أرض تابعة للشركة صالحة لإقامة مشروعات صناعية جديدة مساحتها تتعدي 250 فداناً، مزودة بالبنية التحتية اللازمة من الكهرباء والمياه والغاز الطبيعى، كما أنها قريبة من مصادر المدخلات والخامات. واشار إلى ان ارتفاع الارباح تم رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج فى الفترة الماضية، وتوقع رئيس الشركة أن تزيد الأرباح إلى 80 مليون جنيه خاصة مع إنهاء مشروع إعادة تنمية النصر للأسمدة والتى تعد رمانة الميزان للأسمدة فى مصر، مؤكداً حاجة الشركة إلى توسعات واستثمارات جديدة وقال إن الشركة كانت تضم مصنع السويس ثم مصنع طلخا وبعد العدوان الثلاثى على مصر أصبح المصنعين شركة واحدة وكان جزء من مصنع السويس يخسر من عام 1990 إلى نهاية التسعينيات وكانت الخسائر مخفية داخل الإطار العام للشركة لأن الجزء التابع لطلخا كان يحقق أرباحاً وتم تدارس الموقف وانتهت الدراسات إلى ضرورة فصل الموقعين عن بعض وتأسيس شركة منفصلة فى السويس لتأخذ الاهتمام الكافى وثبت نجاح التجربة وسلامة التوقعات وتحولت الشركة فى السويس من الخسارة إلى الربح خاصة بعد تجديد هيكلها الفنى. وقال المهندس كمال ناصر إننا نأمل أن يتم تمويل المصنع من خلال البنوك المصرية بالإضافة إلى جزء تمويل ذاتى وقال إنه من لأصعب تحديد التكلفة النهائية للمشروع الآن. وتنتج شركة النصر للأسمدة 6 أنواع من الأسمدة منها نترات النشادر المبرد وسلفات النشادر ونترات الكالسيوم السائل ونترات الكالسيوم المبرد ومحلول نترات النشادر وحامض النيترات وحامض الكبريتيك ومحلول الأمونيا، مما يؤكد أهمية الشركة واهمية عمليات التأهيل والتحديث الفنى لها. وبحسب أحمد خيرى رئيس اللجنة النقابية للعاملين بشركة النصر للأسمدة فإن مشروع إنشاء وحدة لإنتاج 1200 طن أمونيا يومى بالشركة يعد بمثابة قلب الشركة لمواكبةة السوق، ويشرح خيرى الامر بقوله ان وحدة إنتاج الأمونيا بالشركة تنتج 400 طن فقط فى حين أن وحدة إنتاج النترات فى حاجة إلى 600 طن يوميا من أجل إنتاج 1000 طن نترات ولهذا كان طلب إنشاء وحدة لإنتاج 1200 طن أمونيا بمثابة إنقاذ للشركة، وهو ما يتيح زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 500 طن نترات يومى و15 ألف طن شهرى، وبالتالى يزيد الإنتاج إلى 160 ألف طن سنويا وهو ما يؤثر بشكل إيجابى على وضع الشركة الحالى ويزيد من إنتاج الحامض الذى تحتاجه الاكمونيا ولا نستطيع الوفاء به، ويضيف «خيرى» أن الأثر المباشر للمشروع الجديد هو زيادة الإنتاج بشكل ملحوظ وقال إن دراسات الجدوى التى تمت أشارت إلى قدرة الشركة فى حالة تنفيذ المشروع الجديد على سد الفجوة فى إنتاج الأسمدة بنسبة من 30 إلى 35% من العجز الموجود فى السوق، وأكد «خيرى» أن الأمر طرح لأكثر من مرة على المسئولين، وقال إنه أخيراً استجاب أشرف سالمان وزير الاستثمار إلى مطلب الشركة الذى هو فى حقيقة الأمر مطلب قومى لا يخص الشركة بمفردها ولكن لصالح البلاد خاصة أن الأمر يعود بالنفع على جميع المشروعات الزراعية والمنتجات الحيوانية والألبان، حيث تعانى مصر من عجز فى سماد النترات، مشيرا إلى أن الوقت المستغرق فى تنفيذ المشروع من الإنشاء إلى الإنتاج يستغرق من سنتين إلى 3 سنوات، وقد سمعنا أن الغاز الذى يحتاجه المشروع متوفر. وكان أشرف سالمان وزير الاستثمار قد أعلن الموافقة على المشروع الجديد لشركة النصر للأسمدة معتبرا الأمر فى إطار تنمية أصول الدولة. ويصل عدد العاملين فى الشركة إلى 1273 عاملاً بإجمالى أجور مليون و654 ألف جنيه سنوياً بمتوسط شهرى 7 آلاف جنيه للعامل. كانت الاقتراحات السابقة أن يتم تمويل التطوير من القابضة للصناعات الكيماوية، إلا أن الظروف لم تكن تسمح خاصة أن التكلفة الاستثمارية للمشروع قد تصل إلى نحو 570 مليون دولار بحسب تصريحات سابقة للمهندس يحيى مشالى رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية السابق ويجرى الآن العمل على توفير مصادر للتمويل. وكان جهاز البيئة قد منح الشركة مهلة عامين للتوفيق البيئى بعد دراسة معالجة العمليات الصناعية بالمصانع عن طريق المعالجة عند المنبع، وقد أظهرت أحدث الدراسات التى أجريت انخفاض الملوثات لمصنع السلفات إلى أقل من 10% للمعدلات السابقة.