الأمن يضبط المتهم بفيديو التعدي على رجل مرور في الجيزة    تراجع سعر الذهب في مصر بقيمة 20 جنيهًا    إعلام إيرانى ينفى ما نشره تليفزيون أذربيجان حول أنباء مقتل أحمدى نجاد    لقطات خاصة من مران الأهلي الأول قبل مواجهة بالميراس في مونديال الأندية (فيديو)    بيريرا: لم أختر كل شيء في وجودي بلجنة الحكام.. والمجاملات كانت معيارًا أساسيًا    تشكيل كأس العالم للأندية - مونتييل أساسي مع ريفر بليت.. ومهاجم وحيد ل أوراوا    اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – الفرنسي يبحث الشراكة الاستثمارية وسبل تعزيزها بقطاع الطيران المدني    نائبة التنسيقية: انتشار حفر الآبار العشوائي يهدد التربة والمحاصيل وثروات الدولة    جامعة دمياط تتقدم في تصنيف US News العالمي للعام الثاني على التوالي    مغامرة وماضي إجرامي.. أحداث برومو فيلم «أحمد وأحمد»    غدًا.. أحمد فتحي ضيف فضفضت أوي على WATCH IT مع معتز التوني    وزير الصحة يعقد اجتماعا لمتابعة الموقف التنفيذي لميكنة منظومة التأمين الشامل    براءة الفنان محمد غنيم بعد التصالح مع طليقته    هل تشتعل «حرب» عالمية ؟    القوات المسلحة الإيرانية: سيتم تنفيذ العملية العقابية قريبًا    واشنطن تحشد طائرات التزود بالوقود جوًا في الشرق الأوسط استعدادًا لتصعيد محتمل    "قصر العيني" يستقبل سفير الكونغو لتعزيز التعاون الأكاديمي في إطار تدشين البرنامج الفرنسي    بعد المطالبة بترحيلها.. طارق الشناوي يدعم هند صبري: محاولة ساذجة لاغتيالها معنويًا    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    محافظ الأقصر يوجه بصيانة صالة الألعاب المغطاة بإسنا (صور)    مبابي مهدد بالغياب عن مباراة ريال مدريد ضد الهلال.. تقرير يكشف السبب    التعليم العالى تعلن فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعى 2026    مجلس النواب يوافق علي خمسة مشروعات قوانين للتنقيب عن البترول    مصرع شاب في حادث دراجة بخارية بالمنيا    الزمالك يجدد عقد الحارسة نورا عبد المجيد حتى 2026    قرار مهم من "التعليم" بشأن سداد مصروفات الصفوف الأولى للعام الدراسي 2026    "أكبر من حجمها".. محمد شريف يعلق على أزمة عدم مشاركة بنشرقي أمام إنتر ميامي    «البحوث الإسلامية»: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني    "موقف السعيد وشيكابالا".. الغندور يكشف تقرير الرمادي لنادي الزمالك    رئيسة «القومي للبحوث»: التصدي لظاهرة العنف الأسري ضرورة وطنية | فيديو    5 فواكه يساعد تناولها على تنظيف الأمعاء.. احرص عليها    الخميس.. جمعية محبي الشيخ إمام للفنون والآداب تحتفل بالذكرى ال30 لرحيله    "الحرية المصري": نخوض الانتخابات البرلمانية بكوادر على غالبية المقاعد الفردية    في أقل من شهر.. «المشروع X» يفرض نفسه في شباك التذاكر    بدء الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة    درة تحتفل بتكريمها من كلية إعلام الشروق    محافظ أسيوط يستقبل السفير الهندي لبحث سبل التعاون - صور    ماذا يحدث لجسمك عند التعرض لأشعة الشمس وقت الذروة؟    عرض غنوة الليل والسكين والمدسوس في ختام الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يواصل تألقه بعرض خاص في القاهرة    تأجيل محاكمة متهمين بإجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بعابدين    شملت افتتاح نافورة ميدان بيرتي.. جولة ميدانية لمحافظ القاهرة لمتابعة أعمال تطوير حى السلام أول    محافظ أسوان يشيد بجهود صندوق مكافحة الإدمان فى الأنشطة الوقائية    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    زيلينسكي: روسيا هاجمتنا بالطائرات المسيرة بكثافة خلال ساعات الليل    إيران ترحب ببيان الاجتماع الاستثنائى لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 16 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    ضبط 18 متهمًا بحوزتهم أسلحة و22 كيلو مواد مخدرة في حملة أمنية بالقاهرة    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    الجيش الإسرائيلى يعلن مقتل رئيس الأركان الجديد فى إيران على شادمانى    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    الغردقة.. وجهة مفضلة للعرب المهاجرين في أوروبا لقضاء إجازاتهم    مصر تبحث مع وفد مؤسسة التمويل الدولية (IFC) تعزيز التعاون ودعم أولويات الحكومة    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«داعش» البروفة النهائية للحرب الباردة
نشر في الوفد يوم 08 - 09 - 2014

يبدو أننا قادمون لا محالة على شبه حرب باردة روسية - أمريكية تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية، خاصة أن الأمريكان لم يتنازلوا عن برجهم العاجي ليؤمنوا بأن العالم لا يقوم إلا بالتوازن الدولي بين المصالح لجميع الدول صغيرها وكبيرها كل حسب مصلحته، والإقلاع عن خديعة نشر القيم الأمريكية في العالم، لأن أكذوبة السيطرة على مقدرات العالم والإبقاء على أحادية القطب وتكوين الحكومة العالمية التي ينادي بها بعض المعتوهين المتطرفين، لم تعد تجدى مع العالم.
والمؤكد أن الخاسر الأكبر في مثل هذه الحرب ستكون شعوب المنطقة، وبالتالي أرى أن العلاقات الروسية - الأمريكية لن تشهد بوادر حلول في القريب العاجل، أو مواجهة مباشرة بينهما، بل ستبقى المنافسة، والتصادم، والضغط المُتبادل والمجابهة وانعدام الثقة من جهة، والالتقاء وتقاسم المصالح من جهة ثانية، فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن تطور الموقف الروسي والأمريكي حيال بؤر التوتر والأزمات الدولية سيتفاوت من منطقة إلى أخرى، تبعاً للظروف والحساسيات والمصالح، ولذلك سيتعين على متتبعي هذه المواقف دراسة أثر النزاع الروسي – الأمريكي على أزمات العالم كل على حدة، كصراعهما حول ما سمى ب «الربيع العربى» وتناحرهما مع الأزمة الأوكرانية وصراعهما حول أزمة الصواريخ العابرة للقارات.
وحسب قواعد لعبة الشطرنج إذا حاصرت حجارة الخصم، أو إذا أفشلت خطتك، فعليك الضرب في مكان آخر لا يتوقعه خصمك أو يعتبره خاصرة رخوة، من هنا جاءت ضربة أوكرانيا التى كانت بمثابة خيانة لاتفاق أبرم عشاءً ونقض صباحاً، فكل شيء كان مرتب بتخطيط أمريكي - إسرائيلي (كان مع المعارضين المسلحين جنود إسرائيليون من أصل أوكراني)، ولكن روسيا أيضاً كانت مستعدة بخطة ضد هذا الهجوم لصيانة مصالحها في المياه الدافئة، وتأمين موانئ أسطولها، ونفذت بجدارة خطة انضمام شبه جزيرة القرم على البحر الأسود إليها.
أما الموقف من داعش فنحن أمام متاهة، ومباراة للشطرنج على أعلى مستوى بين الطرفين، فأمريكا التى صنعت داعش وسلحتها، هى التى تحاربها الآن وتحاول القضاء عليها، بعدما انقلب السحر على الساحر، بينما نرى أن التطورات الأخيرة فى الحرب ضد داعش فى العراق أتاحت لروسيا النفاذ إلى الساحة العراقية عبر بوابة التسليح، وذلك بالتوازي مع تأخر الولايات المتحدة عن تزويد نظام المالكي بالطائرات المطلوبة، وهو الأمر الذي أشار إليه المالكي صراحة في لقاءات علنية مع وسائل الإعلام، ما دفعه إلى الاستعاضة عن الطائرات الأمريكية في إدارته لهذه الأزمة بطائرات سوخوي روسية الصنع.
وإذا عدنا للوراء سنجد أن لقبول روسيا قرارات مجلس الأمن الخاصة بالربيع العربي خاصة ليبيا، أكبر الأثر في استفاقة الدب ونهوضه في وجه أمريكا، فالدول الغربية وأمريكا لم ترض لروسيا بأى نصيب في ليبيا بل عمدت لشطب عدة اتفاقات مع النظام الليبي السابق بمليارات الدولارات، فكانت روسيا والصين لها بالمرصاد في المسألة السورية كون سوريا شريكاً استراتيجياً لروسيا في الشرق المتوسط، وكون الغرب وأمريكا يخادعان الروس باستهتار بدورهما العالمي، من هنا لعبت سوريا رافعة الدور الدولي الروسي والصيني لكسر أحادية القطب الدولي ومن هنا نجد أن معظم التقديرات تذهب إلى عودة الحرب الباردة، بين روسيا والولايات المتحدة، رغم اختفاء البعد الأيديولوجي الذي سبغ الحرب الباردة «الأولى» بطابعه الخاص لأن العالم الآن تسيطر عليه المصالح الاقتصادية وليست المفاهيم الأيديولوجية.
وما زالت أمريكا تريد التهام تورتة العالم بمفردها مع ترك القليل من الفتات لأعضاء حلف الناتو، وساعدها على ذلك اعتقادها أن روسيا لا تريد حرباً باردة ولا تقوى عليها، ولا تستطيع احتمال تبعات سباقات التسلح التي تمليها، وهي الخارجة من رحم سنوات وعقود من الركود و«الشمولية» والأزمات الاقتصادية المتلاحقة والتخلف في مضمار التكنولوجيا الحديثة الأكثر تطوراً.
وهذا تقدير غير موفق للقدرات الروسية فى ظل قيادة بوتين التى ستخوض «حرب باردة» إن كتبت عليها، ولأن روسيا تعرف أن الحرب الباردة «اقتصادية» بالدرجة الأولى، ولكونها لا تريد أن تخسرها كما حدث فى الماضى لذلك كونت مجموعة البريكس، مع الوضع فى الاعتبار أن روسيا استفادت كثيراً من طفرة أسعار النفط الأخيرة، وقد توفر لديها فائض يجعلها تتصرف بحرية أكبر على الساحة الدولية، مع سعيها على المدى الطويل، لاستخدام عائداتها من النفط والغاز لتحقيق أكبر قدر من التوسع في النمو الاقتصادي وتحديث ترساناتها العسكرية وإذا كانت واشنطن تعمل على الإبقاء على «شعرة معاوية» مع روسيا، خشية أن تخرج سياسية الكرملين عن انضباطها حيال عدد من الملفات الساخنة: برنامج إيران النووي، تسليح سوريا على سبيل المثال، وضع عراقيل على طريق حلفائها في آسيا الوسطي وشرق أوروبا كما حدث في أوكرانيا، إلا أنه مازال لدى واشنطن حلم اقتناص الفرصة المتاحة لتصفية كل الحساب مع روسيا بتجريدها من حساباتها ومناطق نفوذها وعناصر قوتها وتفوقها، كما أن واشنطن تريد أن تضع يدها على طرق النفط ومنابعه، لإضعاف روسيا.. كل هذا يدفعنا دفعا نحو عودة الحرب الباردة من جديد ولكن بقوانين للعبة جديدة، التى ربما تبدو أكثر تحضراً ومناداة بالديمقراطية والتعايش السلمى بين الشعوب، ولكنها ستكون أكثر توحشاً وفتكاً بكل القيم الإنسانية.. وأعتقد أن داعش هى البروفة النهائية لعودة الحرب الباردة بين الطرفين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.