أكد دبلوماسيون أن أحداث 11 سبتمبر أثرت بشكل كبير على التوازنات الإقليمية والعالمية بين القوى الفاعلة في المجتمع، وهي الصينوروسيا واليابان، التي كانت لديها رغبة وطموح في تحدي ومواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية لتقليص سيطرتها على العالم. من جانبه قال أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه بالرغم من العمل الإرهابي الذي استهدف مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون فى أحداث 11 سبتمبر 2001 إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تتأثر بشكل قوي حتى الآن ولا تزال تحتفظ بقوتها ومكانتها. أشار القويسنى إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تزال هي القوة العظمى والمسيطرة في العالم، وتعتبر هي القطب الأوحد والأقوى عسكريا فى تاريخ الإنسانية. أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق ان دولتى روسياوالصين كل منهما على حده تحاول باستمرار أن تكون هى الدولة المسيطرة وان تكون قوى كبرى نظرا لما سيكون لهم من دور اكبر وسيطرة على العالم. أضاف القويسنى أن أمريكا لم تتعظ بعد أحداث 11سبتمبر التى اثبتت انها فى متناول أيدي الجماعات الإرهابية ذات الخلفية الدينية، التي طالتهم في عقر دارهم مؤكدا أنها شنت حرباً تحت مسمى محاربة الإرهاب فى كل من العراق وافغانستان، تحت غطاء وجود أسلحة نووية، ولكنها دخلت الحرب ولم تستطع الخروج منها نظرا لكذب ادعاءاتها بوجود اسلحة او تركز للقاعدة. فيما تعجب القوسينى من تشجيع الولاياتالمتحدةالأمريكية لحكم الجماعات الإسلامية في محاولة لتقسيم العالم العربي فى الوقت نفسه،مؤكدا أن الدول الكبرى تتحالف مع امريكا لتحقيق هذا الغرض. واتفق معه في الرأي السفير جمال بيومي، الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، حيث أكد على ان التوازنات الإقليمية فى العالم اختلت قليلاً بعد حادث 11 سبتمبر، مضيفاً ان دول العالم الآن لابد لها من التحالف على المصالح المشتركة قائلاً: "نحن فى زمن التحالف"،وليس الوقت يتسع إلى الاختلاف والنزاع. أكد بيومى على عدم وجود أي صراعات او مواجهات أو تحديات لأى من الصينوروسيا واليابان باعتبارها من دول العالم الكبرى فى الوقت الراهن، مشيراً إلى التحالفات والمصالح المشتركة بينهم من خلال التحالف الاقتصادي بين الصينوأمريكا باعتبار ان الصين من أكبر الدول المستفيدة من العملة الأمريكية. فيما أشار السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين بجامعة الدول العربية، إلى أنه من الصعب القول ان امريكا الدولة الكبرى والمسيطرة على العالم لوجود منطقة قوية كالشرق الأوسط، مبيناً انه بعد أحداث 11سبتمبر أصبحت دولة هشة من الداخل. ذكر صبيح ان الموقف الأمريكي أصبح ضعيفاً، خصوصاً بعد مساندة أمريكا لدولة اسرائيل، وذلك بعد حديث الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأن هجوم اسرائيل على قطاع غزة دفاعاً عن النفس وحق شرعى. وأوضح الأمين العام ورئيس قطاع فلسطين بجامعة الدول العربية، ان كلاً من دولتى الصين واليابان وروسيا أصبحوا من الدول الكبرى فى العالم فى الوقت الحاضر. وفى السياق نفسه أيده عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر بالولاياتالمتحدة الأسبق، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تملك قدرة السيطرة على العالم كله. وأكد بأن هناك قوى كبرى أخرى بخلاف الولاياتالمتحدةالامريكيةكالصينوروسيا والهند والبرازيل وألمانيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أمريكا تغير نظرة العالم لها بعد دخولها العراق 2003، لافتا إلى أنها دفعت ثمن ذلك غاليا وتعاني من نتائج تلك الحرب حتى الآن.