قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إنه غير واثق من إمكان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى شرق أوكرانيا. أضاف بوروشينكو - في حوار لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أذاعه اليوم السبت - أنه باعتباره رئيسا لأوكرانيا، يبذل كل ما فى وسعه لإحلال السلام ولإنهاء الحرب ووقف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين والقوات الأوكرانية. لفت إلى أن التأثير السلبي للحرب لا يقتصر فقط على الصعيد الاقتصادي، وإنما أيضا على الصعيد الاجتماعي، حيث يمكن أن يسفر عن حدوث كارثة إنسانية. مضى يقول "إنه أكد فى شهر يونيو الماضي، عقب الانتخابات الرئاسية، أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار من جانب واحد وأعطى الجانب الآخر أسبوعا للموافقة على المبادرة، إلا أنه خلال هذه المهلة لقي 25 جنديا أوكرانياً حتفهم. وقال بوروشينكو إنه فى الوقت الراهن، باتت أوكرانيا أكثر جاهزية لوقف إطلاق النار، مع إشراك مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة وضمان تطبيق وقف إطلاق النار، وحتى يعلم العالم من مصدر مستقل من يتحمل مسئولية انتهاك وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن روسيا توفر الأسلحة والذخيرة والأموال للانفصاليين، كما توجد قوات روسية على الأراضي الأوكرانية، يتراوح تعدادها ما بين 4 و8 آلاف جندي، إضافة إلى أكثر من 350 دبابة وناقلة أفراد ونظم صاروخية ومدفعية حديثة وأسلحة استطلاع واستخبارات، مشددا على أن ذلك يعرف فى القانون الدولي بالعدوان المباشر. وأضاف بوروشينكو أنه يتحمل مسئولية حماية سيادة وأمن الأراضي الأوكرانية، وأنه مقتنع بضرورة الدخول فى حوار مع روسيا من أجل تسوية الأزمة الراهنة، وإرساء قواعد السلام والاستقرار، مؤكدا أن ذلك يتطلب تنفيذ المبادرة التي تتكون من 15 بندا من أبرزهم إجراء إصلاح داخلي، واللامركزية، ومنح السلطة للحكم المحلى، والدفاع عن الحقوق الإنسانية والثقافية، وقانون العفو وغيرها.. وتابع" إلا أنه أكد ضرورة تنفيذ شرطين أساسيين، هما انسحاب القوات الروسية، وإغلاق الحدود.. لافتا إلى أنه فى حال حدوث ذلك فإن السلام والاستقرار طويل الأمد سيعم أوكرانيا فى غضون أسبوعين". بشأن ما إذا كانت القوات الأوكرانية مستعدة للانسحاب من مدينة دونيتسك ولوهانسك وتركها للانفصاليين، أكد بوروشينكو أنه لا يوجد مجال للتحدث عن سحب القوات الأوكرانية من هذه المدن؛ لأنها أراض أوكرانية ، موضحا أنه لا يرى أن مقترح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بسحب القوات الأوكرانية من المدن الشرقية يعكس تحمله للمسئولية تجاه تطبيق وقف إطلاق النار. أكد بوروشينكو، ضرورة أن يتحد العالم فى إظهار التضامن مع أوكرانيا؛ لأن جيش روسيا يعد واحدا من أكثر جيوش العالم تقدما، مشيرا إلى أنه قبل أقل من 3 أشهر، كان الانفصاليون فى شرق أوكرانيا يسيطرون على منطقة دونيتسك ولوهانسك بالكامل، لكن الآن فقدوا الكثير من سيطرتهم بسبب نجاح عمليات القوات الأوكرانية. حول قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" الأخيرة التي عقدت فى بريطانيا، أوضح بوروشينكو أن المباحثات التي أجراها مع رؤساء الغرب أظهرت دعما قويا للموقف الأوكرانى، واتخاذ خطوات فعلية من خلال توفير التمويل والتعاون العسكري واقتراح بتقديم الدعم من خلال توفير الأسلحة المتطورة للمساعدة فى تحقيق أمن أوروبا. وأشار بوروشينكو إلى أن بلاده تسعى إلى الانضمام للاتحاد الأوروبى، بينما سيتم إجراء استفتاء شعبي على الانضمام إلى حلف الناتو. وأكد أنه فى حال ثبوت تورط أى من الجنود الأوكرانيين فى انتهاك القوانين، فإنه سيتم على الفور تقديمه للعدالة ومحاكمته.. موضحا أنه عندما يتحقق السلام سيتحسن الاقتصاد الأوكرانى ويصبح مناخ الاستثمار أفضل وتحظى البلاد بعلاقات اقتصادية مع مختلف دول العالم.