منذ عدة أيام شعر رئيس مجلس وزراء مصر الدكتور/ عصام شرف بوعكة صحية فأنتقل علي الفور إلي مستشفي دار الفؤاد الخاصة جدا وذلك لاجراء فحوص طبية وتلقي العلاج المناسب....! ويبدوا أن الوعكة الصحية جعلت دولة رئيس الوزراء يتناسي انه رئيس كل وزارات جمهورية مصر العربية ويعيش في ظل ثورة 25 يناير المجيدة، فتناسى معاليه أنه كان من الواجب عليه باعتباره أحد رعاة هذه الأمه أن يذهب لأحد المستشفيات الجامعية أو أحد المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة لتلقي العلاج المناسب ويرى بعينه كيف يعالج علية القوم...!؟ وكان من الممكن أيضا أن يذهب سيادته لأحدى مستشفيات القوات المسلحة وهي غنية عن التعريف بامكانياتها... كل هذا دفعني للتساؤل عن أسباب توجه الدكتور/ شرف للقطاع الخاص؟ هل لأنه سيدفع من جيبه الخاص تكاليف العلاج والفحوص والاقامه؟ أم أن مجلس الوزراء متعاقدا مع تلك المستشفي لأن أحد كبار مؤسسيها شغل منصب وزير الصحة لفترة طويلة في حكومات الحزب الوطني السابقة؟ أم لعدم ثقه رئيس الوزراء في مستشفيات الحكومة؟ أم لتصورة بأن مستشفيات الدولة غير مجهزة وغير مستعدة لإستقبال حكام مصر..! . عدة خيارات واجابتها كلها مرة لكنه من حقنا أن نعرفها بعد 25 يناير في حالة تحمل الدولة لنفقات علاج دولة رئيس الوزراء، ونقول هذا أيضا لثقتنا التامة بأن الفارق بين مستشفيات الدولة ودار الفؤاد يختلف تماما عن الفارق بين مستشفي شرم الشيخ ومستشفي سجن طرة..! وكم أتمني أن تكون تلك الواقعة هي البداية لإلغاء تعاقدات الوزارات والجامعات والهيئات الحكومية للعلاج علي نفقة الدولة في مستشفيات القطاع الخاص طالما أن الخدمة متوفرة في مستشفيات الدولة التي أشرنا إليها وخاصة أن القائمين علي العلاج هم نفس الأشخاص وإن أختلفت مواقع الفندقة..! وعظيمة يامصر..! أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا [email protected]