سألنى أحد الأصدقاء الإعلاميين، بعد قراءته ما كتبته عن الهجمة الشرسة على الأحزاب السياسية وعلى رأسها حزب الوفد قائلاً: الملايين الضخمة التى تنفق يومياً فى الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى، والخطاب الإعلامى الجديد الذى يصدر مشاهد مزيفة عن الأحزاب السياسية بهدف التأثير على صانع القرار المصرى، والتأثير تحديداً على الرئيس عبدالفتاح السيسى، ألا ترى معى أن إنفاق هذه الأموال على بناء الوطن أنفع وأجدى وقال الصديق الإعلامى إن صندوق «تحيا مصر» لم يحقق الأمل المرجو منه كما كنا نحلم بذلك..صحيح أن هناك الكثيرمن أصحاب الأموال تبرعوا للصندوق لكن ليس هذا المأمول منهم، بل كنا نتوقع أن المائة مليار جنيه المطلوبة كان قد امتلأ بها الصندوق، ومع الأسف لم يتم ذلك فى حين أن هناك ملايين ضخمة تنفق يومياً من أجل التجييش ضد الأحزاب بهدف القضاء عليها.. ولأن الأحزاب كلها ليس بمقدورها الرد على هذه الحملات بنفس سياسة الإنفاق البذخ، وحتى لو كان لديها مثل هذه الأموال لتبرعت بها على الفور لصالح مصر. أصحاب رؤوس الأموال الأجدى والأنفع لهم أن ينتشلوا مصر من عثرتها المادية، ولديهم ذلك وأكثر، ساعتها سيسجل لهم التاريخ هذا الموقف الوطنى بحروف من نور، بدلاً من الإنفاق على المؤامرات والدسائس وتصدير خطاب إعلامى مزيف عن كل الوطنيين بالبلاد.. أعلم ان كلامى هذا لن ترضى عنه عصابات جمع الأموال التى حصلوا عليها من دم الشعب المصرى طوال عقود من الزمن وطبعاً أعلم أن هؤلاء سيتهموننى بأننى من الحاقدين على غناهم!!.. لا يعنينى ما يقولون، لكن ما دمت حياً لن أتراخى عن المطالبة بضرورة إنقاذ مصر وبيد أبنائها المصريين، وليس هناك أمل فى هؤلاء الذين غرتهم مطامعهم وأمانيهم وراحوا ينفقون أموالهم على الدسائس والمؤامرات، رغم أن هذه الأموال أولى بها البلاد. سياسة الاستجداء لم تعد تنفع، خاصة أن أموال هؤلاء امتصوها من دم المصريين على مدار عقود الظلم والطغيان.. ولابد من بحث عن وسائل أخرى عسى أن يستجيب هؤلاء لنداء الوطن، بالفعل وليس بالكلام.. مصر لن تقترض من الخارج، وكفى قروضاً خاصة أن هناك مصريين للوطن عليهم كل الفضل فلماذا لا يلبون النداء بدلاً من صرف الأموال على الدسائس والخطاب الإعلامى المزيف. انتهى سؤال صديقى المطول والذى يمكن إجماله بأنه حزين على حجم الأموال الضخمة التى تصرف بشأن تعطيل خارطة المستقبل، فى حين أن حجم الأموال التى يطلبها الوطن منهم مازالت قليلة. وأطمئن صديقى أن مصر لن تعود الى الوراء، ولن تستنسخ تجارب سياسية ماضية، فمصر فى عام 2014 لا يمكن أن تكون مصر فيما مضى من الزمان.. مصر التى شهدت ثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30 يونيو يحدوها الأمل فى تحقيق بناء الدولة الحديثة، ولن تؤثر أفعالهم المغرضة الذين يسخرون أنفسهم وأموالهم فى تعطيل دولة المؤسسات الجديدة، والذي لا يرى الثورتين إما أعمى أو مغيب، فلا أفعال هؤلاء تجدى أو تنفع، ولا المصريون سيرضخون لأية ألاعيب.