تألمت كثيراً.. وأرهقتنى الاوجاع.. عندما شاهدت الفيديو الذى كشف المأساة الانسانية التى يعيشها اطفال صغار داخل دار أيتام بالهرم. المشهد مروع يدمى القلوب.. فالمشرف أو المدير المسئول عن رعاية الاطفال اليتامى.. يعتدي عليهم بقسوة وعنف وكأنهم مجرمون قتلة.. رغم ان كل ما فعله الاطفال هو القيام بتشغيل التليفزيون وفتح الثلاجة دون علمه! المشرف أو المدير المجرم الغبى يضرب الاطفال الابرياء بقسوة مفرطة فى صور مختلفة للتعذيب تؤكد انه غير طبيعى.. بل تجعل المرء ينتابه الاحساس بأن هذا المدير معتوه أو مجنون أو على الاقل مريض نفسيا أو مختل عقليا. هذه الواقعة.. وتلك المأساة تؤكد ان هناك انتهاكات وجرائم داخل دور الايتام بعيدة عن العيون تؤدى لإيذاء أطفال وإلحاق أضرار بالغة بهم..وأن الجهات المختصة بالرقابة على تلك الجمعيات ودور رعاية الاطفال غائبة أو فاقدة الوعى. زوجة الجانى هى التى قامت بتصوير عمليات تعذيب الاطفال ثم نشرت شريط الفيديو بعد تصويره بفترة زمنية طويلة تصل لحوالى شهرين.. أى ان عمليات التعذيب كان يمكن أن تصبح فى طي الكتمان.. لولا زوجة الجانى التى قررت فضحه وكشف انتهاكاته ربما لخلاف! هذه الجريمة التى تحقق فيها النيابة بعد كشفها.. تؤكد ان الاطفال الذين يعيشون فى دور الايتام فى خطر.. وأن الرقابة على أعمال دور الرعاية غائبة.. وأن الفوضى داخل هذه الدور المخصصة لرعاية الاطفال يمكن أن تؤدى لاستغلال الاطفال فى جرائم يخططها ويستفيد منها المسئولون بهذه المؤسسات الاجتماعية. هؤلاء الاطفال الذين حرموا من الاحضان الدافئة.. وتعرضوا للتعذيب والإيذاء النفسى والبدنى.. أحوالهم تؤكد أن الدولة أهملت فى رعايتهم..والمجتمع قصر فى حمايتهم.. واننا لم ندافع عن حقوقهم.. ونحن مذنبون ان عمليات التعذيب التى تعرض لها الاطفال الابرياء الذين ظلمهم المجتمع.. تطرح قضية مهمة.. وهى ضرورة اعادة النظر فى القائمين على العمل بالمؤسسات الاجتماعية خاصة المتعلقة برعاية الاطفال..والكشف الدورى على المشرفين والعاملين بها للتأكد من سلامة قواهم العقلية وحالتهم النفسية حتى لا يمثلوا خطرا جسيما على أطفال أبرياء.. وأيضا وقبل أى شيء اجراء فحص دورى منتظم على الاطفال المقيمين بالدور الاجتماعية للتأكد من سلامة صحتهم.. وأنهم يتعاملون بإنسانية ويتمتعون بكامل حقوقهم.. ويعيشون حياة كريمة. فى الحقيقة.. المشهد مؤلم للغاية.. طفل يجرى ضربه بقسوة تدفعه للبكاء والانهيار.. لانه فتح التليفزيون.. أو الثلاجة دون علم المدير! هل هناك حكومة محترمة تقبل أن يكون على أرضها أطفال من أبناء الوطن حرموا من أسرهم.. يتلقون هذا العذاب. ارحموا الاطفال الايتام.. يرحمكم الله.. وحاسبوا المجرمين.