وصل إلى القاهرة أمس وفد حركة «حماس» برئاسة عزت الرشق عضو المكتب السياسى للحركة قادما من الدوحة للمشاركة فى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، والمقرر عقدها تحت رعاية مصر . وقالت مصادر مطلعة كانت فى استقبال الوفد الذى وصل على متن الطائرة المصرية القادمة من الدوحة إن الوفد يضم 6 أعضاء، حيث سيشارك ضمن الوفد الفلسطينى بعد تعذر وصول بعض قيادات حماس من قطاع غزة بسبب تدهور الوضع الأمنى هناك. وأشارت المصادر إلى أن محاولات تجرى لدخول وفد غزة الساعات القادمة. ومازال مصير المفاوضات غامضا، في ظل استمرار رفض الجانب الاسرائيلي المشاركة في حضور ممثلي «حماس». وكان مقررا أن يشارك في المفاوضات وفد اسرائيلي يضم رئيس الشاباك «الأمن العام» يورام كوهين رئيسا، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد والمحامي يتسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاص . ويفترض أن يغادر الوفد مطار بن غوريون على متن طائرة خاصة إلى مطار القاهرة إذا حسمت إسرائيل أمرها من المشاركة في المباحثات. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، لوكالة الأناضول، إن مشاركة بلادها فى مباحثات وقف إطلاق النار بالقاهرة «مرهونة بإطلاق حماس سراح الضابط المختطف». وأضافت أميرة أورون، والتى تشغل أيضا منصب مديرة إدارة مصر بالخارجية الإسرائيلية، أن «إسرائيل ستخوض المفاوضات بالقاهرة فى حال إطلاق سراح الضابط الإسرائيلى». وأوضحت «أورون» أن موقف بلادها بعدم المشاركة فى مفاوضات القاهرة، «لم يتغير، لكن ربما يتغير ذلك خلال المفاوضات وهو ما يتوقف على الوضع على الأرض»، ومضت قائلة إنه «فى حال إطلاق سراح الضابط الإسرائيلى، الذى تم اختطافه سيغير الكثير من الأوضاع وسنشارك فى مفاوضات القاهرة، نحن نتمنى أن يتم وقف إطلاق النار». وحول الانسحاب الجزئى للجيش الإسرائيلى من مناطق بقطاع غزة، والذى جرى فى وقت سابق أمس، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية، لوكالة الأناضول عبر الهاتف، «هو انسحاب جزئى بعد انتهاء مهمة القوات فى تدمير الأنفاق»، مضيفة أن «هذا انسحاب جزئى يتعلق بالقوات التى كانت تعمل على هدم الأنفاق، وفعليا خرجت أغلبية القوات عقب انتهاء تلك المهمة». ولم تحدد «أورون» بدقة عدد الأنفاق التى تم تدميرها، لكنها قالت إن الرقم يشير إلى «نحو 20 نفقا وربما أكثر»، ومضت أورون قائلة «حديث وزير الدفاع الإسرائيلى «موشيه يعلون» خلال المؤتمر الصحفى واضح فهناك تكليف بحشد القوات العسكرية فى غزة وليس الانسحاب». وفى وقت سابق، قالت أميرة أورون، لوكالة الأناضول، إنه ليس هناك أى قرار بإرسال وفد إسرائيلى للقاهرة للمشاركة فى مباحثات وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل،وأضافت المتحدثة «ليس هناك أى قرار بإرسال الوفد إلى مصر الآن، هذا الوفد كان فى مصر قبل 3 أو 4 أيام وغادر، لكن الآن «لا يوجد قرار بعودته». وبعد ساعات من وصول الوفد الفلسطيني إلى القاهرة، للمشاركة في المفاوضات التي دعت لها مصر لحل الأزمة الفلسطينية الحالية، أثنى القيادي بحركة فتح، حازم أبو شنب، على ما وصفه بالجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تبذلها مصر من أجل وقف إطلاق النار بغزة، والوصول إلى حل للأزمة الحالية على حد وصفه. وأضاف «أبو شنب» ان «الوفد الذي وصل للقاهرة جاء على أساس أنه يمثل فلسطين بأكملها، وليس فصيلاً واحداً فقط، فهو يضم ممثلين من جميع الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حركة حماس. وأشار إلى أن «رفض إسرائيل لحضور هذه المفاوضات قد يؤدي إلى أن تستمع الأطراف الحاضرة للمفاوضات لمطالب الوفد الفلسطيني، ثم تذهب به إلى الطرف الإسرائيلي، وفي حالة عدم استجابته قد يتحول الأمر إلى مجلس الأمن، ويتم إصدار قرار دولي ضد إسرائيل»، على حد تعبيره.