«ممكن تفصح عن أدق أسرارك وممكن كمان تنهمر دموعك وتتأثر وتتصنع وتشتم غيرك وتمتدح غيرك.. كل شيء من الآخر ممكن». هو شعار يرفعه نجوم الفن في رمضان وغير رمضان، لدرجة أن الجمهور بصراحة شديدة زهق منهم ومن تمثيلهم، لكن ممكن الواحد منهم يتعرض لمواقف سخيفة ومفبركة مثل التي شاهدناها في برامج منزوعة الضحك وقليلة الصنعة «رامز قرش البحر» أو «فؤش في المعسكر»، كل واحد يأتي بنجوم ويرفع شعار الشجاعة والرجولة، واحد من أجل تشجيع السياحة وواحد يسب ويلعن في إسرائيل أو حتي الذين استضافتهم المذيعة التي لا تملك خفة دم من الأساس، صاحبة برنامج «قلبك أبيض» بمواقفه الساذجة. الغريب أن كل فنان أو فنانة بعدما ينكشف الملعوب الذي من المفترض أنه يظهر من أول وهلة أنه مقلب وهو متأثر بشدة ويحتضن المذيع وهو ينفعل لدرجة العياط وكل فريق العمل يغني له «فضلت أحايله»، وأقول له يا سيدي لكن الحقيقة أن التأثر والتوتر التمثيلي الذي يظهر علي الضيف ربما يكون نتيجة خوفه من أنه لم يؤد دوره جيداً وينقص ذلك من أجره الذي يصل لأرقام «تخض» يحلم بها رجل بسيط في سنوات ويحصل الفتات عليهم في ساعات «أرزاق» واللهم لا اعتراض، لكن أن يصل مستوي السذاجة والتفاهة لمستوي برنامج «لعنة الفرحنا» فهذا شيء مؤسف. الغريب أن الأرقام التي تقاضاها ممثلو هذا البرنامج - نقصد الضيوف - خاصة اللبنانيات مستفزة للغاية، فمثلاً يقال إن نوال الزغبي تقاضت 60 ألف دولار في برنامج «رامز قرش البحر» ومايا دياب 30 ألف دولار وفيفي عبده 250 ألفاً وأحمد السقا مثلها وجورج قرداحي 25 ألف دولار ونيكول سابا مع رامز وفؤش حصلت علي 20 ألف دولار في كل برنامج.. الأعجب أن كثيراً من نجومنا كباراً وصغاراً ممكن يعملوا أي حاجة بشكل تمثيلي، خاصة في البرامج الحوارية مثلما يتصنعون ويتجملون في برنامج «ولا تحلم» المعاد والمكرر ويكشفون عن أي شيء وكل شيء لدرجة البكاء «يا عيني» وكذلك في النسخة التقليدية منه المسمي ببرنامج «الليلة مع سمر» اكشف عن كل شيء المهم حتاخد كام.. لكن لم نسمع ولم نر نجماً أو نجمة تتبرع وتساهم في حفل الخير كما نسمع ونقرأ عن النجمات العالميات الذين يتبرعون بملايين الدولارات ويكتفي نجومنا بالتمثيل المشرف في إعلانات الخير ونحمد الله أن البعض منهم ربما يتنازل عن أجره في الإعلان لكن يساهم في الخير «أشك» والحجة جاهزة ده عمل خير «خليها في سرك» مع أن النجوم أكيد يشاهدون الإعلان «الطحن» طوال شهر رمضان التي تطالب الجميع بالتبرع ولو بجنيه، لكن هم يتبعون منطق رجل الأعمال الذين دعاهم الرئيس السيسي للتبرع لمصر وأنه بحاجة ل 100 مليار، لكن الحصيلة مخيبة 6.5 مليار.. والغلابة في زيادة البنزين والكهرباء دفعوا 10 أضعاف.