"لقد عشت حياتى كلها ألاحق الحلم الأمريكى، حاملاً على أعناقى الحرية الاقتصادية وحرية الفرد والمسئولية الشخصية باعتبارها قيما غالية يتعين الحفاظ عليها".. بهذه الكلمات العاطفية الممتزجة بالدموع رد السياسى الجمهورى "جون باينر" على هتافات الجماهير قبيل توليه منصب رئاسة مجلس النواب الأميركى عام 2010. يعتز "جون باينر"، الرئيس الحالى لمجلس النواب الأمريكى، بأصوله المتواضعة فقد ولد فى مدينة سنسناتى بولاية أوهايو عام 1949، لعائلة كاثوليكية محافظة فى منزل بسيط وصغير يحتوى على حمام واحد وغرفتين للنوم تؤويان 12 من إخوته. انطلق "باينر" إلى الحياه العملية فى سن صغيرة حيث بدأ يعمل فى البار الخاص بعائلته وهو فى الثامنة من عمره حتى استطاع جمع ثروته من خلال شركة التسويق التى أنشأها عام 1977 بعد تخرجه من الجامعة. الضرائب.. نقطة تحول "جون باينر" للسياسة قال "باينر" المُدخن الشره إنه قرر التوجه إلى السياسة والانتماء إلى الحزب الجمهورى عندما وجد أنه يدفع ضرائب أكثر من دخلِه على مدار سنوات، صعد "جون باينر" السلم السياسى بسلاسة بسبب انضمامه لمجموعة من الجمهوريين الجدد الذين أخذوا على عاتقهم كشف الفضائح المالية فى الكونجرس بعد انتخابه عام 1990. مرّ المُفاوض الماهر بالعثرات السياسية فى طريقه للوصول إلى القمة، ففى عام 1998 تعرض "باينر" إلى محاولة للإطاحة به باعتباره قائدا صغير السن فى الحزب الجمهورى، ولكنه استطاع أن يلملم ذاته بسرعة إلى أن أصبح رئيس لجنة التعليم فى الكونجرس فى الفترة من 2001 لعام 2006 فى ظل الفترة الرئاسية للرئيس السابق جورج بوش الابن. اُنتخب "جون باينر" زعيماً للجمهوريين فى عام 2007 وعُرف حينها بسمعته كرجل حزبى شرس ومُفاوض مُتميز، وخِصم عنيد للكثير من القوانين التى يطرحها الحزب الديمقراطى من أبرزها قانون الرعاية الصحية "أوباماكير" – كما يُطلق عليه – الذى يتبناه الديمقراطيون، علاوةً على تحفظه على قضايا الطاقة والمناخ والتجارة الحرة. المشاكسات السياسية وجه الديمقراطيون وابلاً من الانتقادات إلى "باينر" معتبرين إياه دخيلاً سياسياً يتمتع بعلاقات وثيقة الصلة بجماعات الضغط السياسى، وكأحد مهندسى السياسات التى أدت للكوارث والأزمات المالية. وفى عام 2013 أجّل "باينر" تمرير 60 مليون دولار هى قيمة التعويضات المُستحقة لضحايا إعصار ساندى على الرغم من إقرارها من قِبل الكونجرس مما أثار ضده انتقادات كثيرة، بالإضافة إلى الجدل الذى أحدثه قبيل تمريره لقانون الهاوية المالية الأمريكية. عُرف "باينر" بنقده للحزب الجمهورى نفسه فى الكثير من المواقف من أبرزها موقف زملائه فى الحزب حيال قانون الهجرة، وفى ذلك الإطار قال "باينر" لزملائه بالحزب "لقد اُنتخبنا من أجل إيجاد حل للمشكلات وصناعة الاختيارات، وصار واضحاً بالنسبة لى أن زملائى لا يريدون ذلك مُفضلين الطريق السهل وأن يكونوا أقل مقاومةً، على الرغم من تحملّى للانتقادات الموجهة لى بسبب قانون الهجرة لأنى أريد حل هذا الموضوع، ولم أقل يوماً أنه سيكون بالأمر السهل أو اليسير". وكان صراع "باينر" مع الرئيس "باراك أوباما" هو حديث العالم كله بعد أن اتهمه بتجاوز القانون وسلطاته الدستورية وبالتالى يحق لمجلس النواب الدفاع عن الدستور، مما استدعى الكونجرس للموافقة على مقاضاه "أوباما" قضائياً بتهمة تجاوز القانون.