أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون اليوم أن القصف الذي تعرضت له مدرسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين "الأنروا" فجر اليوم بتوقيت نيويورك، جاء بعد اخطار الأنروا للجانب الأسرائيلي أكثر من مرة ،بوجود مدنيين فلسطينيين داخل المدرسة،مشيرا الي أن جميع الدلائل وجمع الأدلة وتحليل الشظايا ومعاينة أدلة الحفر التي خلفتها قذاف القصف تشيرا الي أن المدفعية الإسرائيلية هي من وجهت ضرباتها للمدرسة التي تأوي نحو 3 الاف و300 من المدنيين الفلسطينيين. وأعرب المسئول الأممي - في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع جون كينج مديرعمليات تنسيق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة- عن الدهشة من اعلان السلطات الأسرائيلية أنها قامت بتحذير الفلسطينيين وطالبتهم بالأبتعاد عن مناطق محددة في القطاع قبل قصفها. وقال الياسون للصحفيين :"أين يذهب هؤلاء النازحين؟ إن غزة مساحتها صغيرة مثل لاس فيجاس أو ديترويت،وجميع مناطقها صارت غير آمنة. نحن في الأممالمتحدة نسعي الي حماية هؤلاء المدنيين ونطالب بحماية مقراتنا في غزة،وفقا لمعاهدة جنيف المتعلقة بحماية منشآت الأممالمتحدة والمدارس والمستشفيات". ومع ذلك استبعد الياسون امكانية الحديث عن مبدأ المحاسبة فيما يتعلق بالمسئولين الأسرائيليين المتورطين في الهجوم علي مدارس الأنروا ومنشآت الأممالمتحدة في قطاع غزة،ودعا الي ضرورة توقف الجانبين الفلسطيني والأسرائيلي عن اطلاق النار،معربا عن أمل الأمين العام للأمم المتحدة في أن ينظرالطرفان بشكل جدي الي مقترحات وقف إطلاق النار. وتطرق نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون في المؤتمر الصحفي الي الرسالة التي بعثة بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الي الأمين العام يطلب فيها توفير حماية دولية للفلسطينيين في غزة وفي بقية الآراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الياسون :"لقد تقدم الرئيس الفلسطيني بهذا المقترح مدفوعا بحالة الأحباط مما يجري حاليا، وقد بدأت دعوات توفير الحماية الدولية للفلسطينيين في الظهور قبل بدء الأزمة الحالية في غزة،لكن الأتصالات الرسمية تجددت في الأيام الماضية،ونحن لا زلنا ندرس مع أعضاء مجلس الأمن الدولي كافة الخيارات الممكنة لتحقيق ذلك،خاصة وأننا وفرنا حماية دولية من قبل في تيمور الشرقية، وفي كوسوفو،ونراجع الآن خيار تطبيق مبدأ الحماية الدولية للفلسطينيين". وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون :"لقد أمضي الأمين العام للأمم المتحدة 6 أيام في بلدان الشرق الأوسط،وبذل جهودا حثيثة للتوصل الي وقف انساني لإطلاق النار،لكن المشكلة تتمثل في ان كل طرف لديه مطالب تتعدي الحاجة الملحة لهذه اللحظة الراهنة.إن اسرئيل تطالب بوقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية وغلق الأنفاق،والفلسطينيون يريدون رفع الحصار وفتح المعابر،والواقع إن مانراه حاليا ماهو إلا دائرة شريرة من العنف الذي سيجعل مبدأ اقامة الدولتين الفلسطينية والأسرائيلية حلا صعب المنال مستقبلا". وأضاف ان هناك اتتصالات تتم بشكل مكثف بين الأممالمتحدة وحماس عبر وسطاء من مصر وتركيا وقطر،لكن لا توجد حاجة في الوقت الحالي الي اجراء محادثات مباشرة بين الأمين العام وقادة الحركة في غزة". ومن جانبه قال جون كينج مديرعمليات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه لا توجد أي صلة بين مايثار بشأن تخزين مقاتلي حركة حماس لأسلحة في مدارس الأنروا في غزة،وبين القصف الأسرائيلي لهذه المدارس،مشيرا الي أن مدرسة جباليا التي تم استهدافها فجر اليوم بتوقيت نيويورك فهي المدرسة الخامسة التي يتم قصفها منذ بدء الأزمة في القطاع. واضاف جون كينج قائلا :"إن المدارس التي تم اكتشاف وجود أسلحة بها هي مدارس مهجورة ،ولم تعد تستخدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينين،وإننا نؤكد أن جميع المدارس التي تخضع لإدارة الأنروا في غزة،والتي تم استهدافها بالقصف والتدمير،هي مدارس خالية تماما من أي نوع من الأسلحة". واستطر قائلا :"إن 21% من عدد الضحايا المدنيين في غزة هم من الأطفال، ومدرسة مخيم جباليا التي ضربت اليوم هي المدرسة الخامسة التي يتم استهدافها بالقصف ،ولا يملك المدنيون خيار التوجه مثل اللاجئيين الي البلدان المجاورة.فأين يذهبون؟ومن أين يحصلون علي الماء والدواء،إن الوضع الآن في غزة أصبح شبه مستحيل".