مرت 5 سنوات على حرب يوليو تموز في لبنان ودارت معارك هذه الحرب بشكل أساسي وعلى مدى أربعة وثلاثين يوما بين إسرائيل وحزب الله. 34 يوما تمكنت خلالها فصائل المقاومة التابعة لحزب الله من الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي الذي استخدم كل قدراته البرية والبحرية والجوية دون أن ينجح في إسكات لا بندقيات ولا مدافع أو قاذفات صواريخ حزب الله. ولكن الثمن كان باهظا لدى الجانبين وأما الحصيلة المعنوية فكانت انتصارا دبلوماسيا لإسرائيل من خلال القرار 1701 في حين أن الانتصار العسكري كان من نصيب حزب الله على اعتبار أن مجرد الصمود في وجه الجيش الذي انهزم أمامه أقوى الجيوش العربية يشكل انتصارا بحد ذاته. وعليه فإن السؤال الذي طُرح في بيروت غداة انتهاء حرب تموز تمحور وقتها حول ما الذي سيفعله حزب الله بهذا الانتصار ؟ كيف سيستثمره ولمصلحة من ؟ للحزب دون سواه ؟ للطائفة الشيعية أم لكل لبنان ؟ كان هناك خوف حقيقي في أن تؤدي نشوة الانتصار هذه الى تبدل في وظيفة وجود سلاح حزب الله لاسيما أن الوحدة الوطنية اللبنانية لم تخرج سالمة من حرب تموز لا بل إنها كانت الضحية الأكبر ولا تزال. فبعد خمس سنوات لا يزال المشهد اللبناني مشهد انقسام بين فريقين: واحد برر حرب تموز وآخر رفضها. انقسام بدّل عنوانه من حرب تموز الى المحكمة الخاصة بلبنان. والأهم أن حزب الله لا يزال بسلاحه لا بمقاومته في جوهر هذا الانقسام. فمن منتصر في حرب 2006 إلى متهم في محكمة 2011. وأما السؤال الذي طرح في بيروت منذ خمس سنوات فلا يزال على حاله. ما الذي سيفعله حزب الله بالاتهام هذه المرة لا بالانتصار ؟ اللبنانيون مازالوا ينتظرون. فالجواب الأول الذي اكتفى برفض الاتهام قد زاد اللبنانيين انقساما.