اكتفى مجلس الأمن الدولي خلال الاجتماع الطارئ الذى عقده امس حول غزة بإصدار بيان هزيل أعرب فيه عن «دعمه الشديد لوقف اطلاق نار انساني فوري وغير مشروط» في قطاع غزة يجيز «تقديم مساعدة انسانية ضرورية وعاجلة الى السكان الفلسطينيين» في القطاع. وطالبت الدول ال 15 خلال الاجتماع الطارئ اسرائيل وحركة حماس بالتطبيق الكامل «لوقف اطلاق النار طيلة ايام عيد الفطر» وإلى ما بعده. وأعرب ممثل فلسطين لدى الاممالمتحدة رياض منصور اثر الجلسة عن اسفه لاكتفاء مجلس الأمن باصدار بيان رئاسي بدل قرار، وعدم دعوته الى رفض الحصار المفروض على القطاع منذ 2006. وقال «لا يمكن ابقاء 1.8 مليون شخص محتجزين في هذا السجن الكبير» الذي تحول اليه قطاع غزة. وأدت الغارات الجوية والقصف المدفعي الاسرائيلي الى استشهاد 1036 فلسطينيا وجرح حوالى 6000 في غزة، متسببة بدمار كاسح ودافعة بأكثر من 160 الف شخص الى اللجوء في مباني الاممالمتحدة. وافادت الاممالمتحدة ان 75% من القتلى مدنيون. كما اعلن الجيش الاسرائيلي الذي وسع عمليته الجوية على القطاع في 17 يوليو لتشمل توغلات برية سعيا الى ضرب قدرات حماس والجهاد الاسلامي العسكرية، عن مقتل 43 من جنوده فيما قتل ثلاثة مدنيين، اسرائيليان وتايلاندي، في سقوط صواريخ. من جهته أعرب السفير الاسرائيلي رون بروسور عن أسفه لكون البيان الاممي «لا يأتي على ذكر حماس ولا يأتي على ذكر اطلاق الصواريخ» مؤكدا انه «حين تتساقط الصواريخ عليكم، من حقكم الدفاع عن انفسكم»، متهما حماس بالاختباء خلف شعب غزة. من جانبه طالب الرئيس الامريكي باراك اوباما شخصيا، بعد فشل وزير خارجيته جون كيري في انتزاع وقف لاطلاق النار، بوقف المواجهات، واعرب اوباما بشكل صريح وواضح في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «الضرورة الاستراتيجية لاقرار وقف طلاق نار انساني فوري وبلا شروط يضع حدا في الحال للمواجهات ويؤدي الى وقف دائم للمعارك». واعتبر أوباما في حديثه مع نتنياهو ان «اي حل على المدى الطويل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني» سيمر عبر «نزع سلاح الجماعات الارهابية وازالة عسكرة غزة». ووفرت هدنة انسانية من 12 ساعة يوم السبت لسكان غزة فترة هدوء استفادوا منها بشراء المواد الغذائية، الا ان اسرائيل وبعد القبول بهدنة، استأنفت هجومها الاحد ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية بالرغم من اعلان حماس انها توافق على هدنة. وعلى صعيد العمليات تراجعت حدة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وكذلك إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، فيما يشبه «الهدنة غير المعلنة» بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي قتل 5 فلسطينيين من بينهم اثنان في قصف مدفعي شرقي الشجاعية. ولم يسمع سوى دوي بضع طلقات من دبابات إسرائيلية شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما قالت مصادر أمنية فلسطينية، على خلاف ما شهدته الأيام الماضية من قصف مكثف على مناطق شرقي وشمالي القطاع. وكسر الهدوء النسبي، ثلاث غارات شنها الطيران الإسرائيلي عل ما قال إنها «منصات لإطلاق الصواريخ» وسط وشمالي غزة. وأشار الجيش إلى أن الغارات جاءت ردا على إطلاق صاروخ فلسطيني على إسرائيل. وأعلن مصدر طبي فلسطيني، وفاة 3 فلسطينيين أصيبوا بجروح الأسبوع الماضي في قصف إسرائيلي على قطاع غزة. كما استشهد فلسطينيان بينهما طفل في قصف إسرائيلي مدفعي شرقي بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة. وقال مصدر طبي في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا إن «محمد أبو لوز استشهد في قصف مدفعي إسرائيلي لمنزل عائلته شرق جباليا شمال قطاع غزة». وكانت كتائب القسام ذكرت في بيان أن اشتباكات مسلحة تدور منذ صباح الاثنين بينها وبين الجيش الاسرائيلي. وبذلك يرتفع عدد الذين استشهدوا في عمليات القصف الإسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية في الثامن من يوليو إلى 1036 قتيلا، وأكثر من 6200 جريح، حسب المتحدث باسم وزارة الصحة.