وسط حالة من الحزن والأسى الشديدين التقت «الوفد» أسرة الشهيد النقيب محمد درويش في منزلها بالإسكندرية، حالة من الذهول لمقتله.. حالة بكاء وأنين انتابت زوجة الشهيد.. تنظر إلى صورة زفافهما.. وتتذكر مواقفه مع أسرته وأصدقائه.. وتذرف من عينيها الدموع وتنظر إلى كل شيء وضعه بيده قبل سفره.. وتردد كلماته ووصاياه لها لرعاية طفليهما.. «يحيى» الابن الأكبر 3 سنوات و«فريدة» الابنة الصغرى عمرها عام وكانت نائمة وقت اللقاء لا تعرف ما سبب بكاء والدتها المستمر ويحيى ما زال مرددا «إمتى بابا هييجى هو العيد إمتى علشان بابا ييجى».. وبدأت الزوجة المكلومة الحديث بصوت حزين ممزوج بالدموع قائلة... ما زلت أتصل بزوجي لكي أسمع صوته وأطمئن عليه كعادتي كل ليلة، وعندما يدق جرس الهاتف ابنى «يحيى» يأتى لى بالهاتف ويقول لى «بابا» بيتصل وقلبى يصرخ وهو يقول بابا فلمن سوف ينطق هذه الكلمة بعد استشهاد والده.. ورددت: أطالب بالقصاص لزوجى من اليد الإرهابية التى تسببت فى يُتْم أولادى ومزقت قلبى حزنا عليه. واستكملت الزوجة المكلومة: الشهيد محمد زوجى قبل سفره أوصانى على الأولاد وخرجت معه قبل يوم سفره وكان يحلم بأن يدخل يحيى ابننا مدرسة متميزة وأن تلتحق فريدة بمدرسة أجنبية. واستطردت قائلة: زوجى الشهيد محمد كان يحلم أن يكون يحيى ضابطا مثله لأن عائلتنا تحب خدمة الوطن وكان زوجى يحب وطنه ويريد مصر آمنة قبل سفر زوجى قام بوضع صورته داخل المصحف وعندما سألته لِمَ تضعها هكذا قال لى لا تخرجيها من المصحف.. فتركتها. وأضافت الزوجة: فى الساعة الواحدة والنصف ظهرا من يوم السبت الماضى «يوم مقتله» - اتصل بى «محمد» وكان مهتما أن أذهب لشراء ملابس العيد لأولادنا يحيى وفريدة وردد أثناء المحادثة أريد رؤية أولادى أفتقدهم بشدة أشعر برغبة شديدة فى أن أراهم. واستكملت زوجة الشهيد: كانت هذه آخر محادثة بيننا ونوهت الزوجة بأن سبب إصراره على أنها تشترى ملابس العيد لأنه كان من المفترض العودة فى ثالث يوم العيد. وعقب الإفطار رأيت على شاشة التلفاز اسما مكتوبا بالخطأ من ضمن شهداء الفرافرة محمد درويش فاعتقدت أنه زميله ولكن وجدت أخى يتصل بى ويعزينى وقال لى اتصلى بزوجك لتتأكدي أنه لن يرد عليك لأنه مات .. اتصلت كثيرا على هاتفه على أمل أن يرد ولكن خاب أملى وذهب أخى إلى المستشفى ليتأكد من الخبر .. إلى أن تعرف على الجثة وكانت الصدمة التى لم أصدقها إلى الآن.. فما زلت أشعر أنه سيحدثنى ويطمئن على. وواصلت الزوجة: تزوجت محمد منذ 4 سنوات وكانت أحلامه بسيطة جدا وهى أن يكون له منزل وأسرة وأولاد وكان يخاف الله، يؤدى الصلاة محبوبا من الجميع، كنا نعيش فى سعادة إلى أن صحوت على كابوس مزعج، فقد قتل الإرهاب زوجى «أبو أولادى» وأصبحت وحدى لتربيتهم، ورددت وهى فى حالة بكاء مستمر «حسبى الله ونعم الوكيل.. حسبى الله ونعم الوكيل». ولم تستطع زوجة الشهيد استكمال الحديث وانهارت فى البكاء مطالبة بالقصاص لزوجها ولأبنائها من القتلة.