قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل - في مؤتمره الصحفي الذي عقده في الدوحة مساء اليوم الأربعاء - إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألبس حماس تهمة قتل المستوطنين من أجل القيام بعدوان على غزة لإسكات أصوات المزايدين عليه، مثل وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان في حكومته. وأكد مشعل أن نتنياهو أراد تخفيف الضغوط عليه وأبرزها انتقادات وزير خارجيته، مشيرا إلى أن هناك من ظن أن غزة لقمة سهلة لأنها منهكة، وراهن البعض على استعراض للعضلات في القطاع وانتصار سهل، لكن الجيش الإسرائيلي قهر في غزة بفضل مقاومة الفصائل الفلسطينية الباسلة، المقاومة الفلسطينية كانت أكثر قدرة على صد العدوان الإسرائيلي. وأشار إلى أن حماس كانت صادقة منذ بداية العدوان على عكس بيانات الجيش الإسرائيلي، كما كانت المقاومة أخلاقية فلم تستهدف المدنيين بل المستوطنين وهناك فرق لأن معظم المستوطنين مسلحين. وصف مشعل نتنياهو بالفاشل لأنه استهدف أهالي غزة المدنيين للانتقام من حركة حماس، مؤكدا على صمود سكان القطاع على الرغم من الحصار الظالم ومن القصف المتواصل للجيش الإسرائيلي على أحياء غزة. وأكد مشعل أنه مع التهدئة الإنسانية التي ليس فيها التفافا على مصالح قطاع غزة، لكنه في نفس الوقت لن ينخدع بأي مبادرة لا تضمن حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن حماس لم تقبل بأي مبادرة ولم تسع إلى وقف لإطلاق النار، بل جون كيري وزير خارجية أمريكا من طلب من وزيري خارجية تركيا وقطر التحرك لدى حماس من أجل وقف إطلاق النار. وأشار مشعل إلى أن مقاومة فلسطين أثبت أنها أقوى من جيش الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، فهناك من قدم أن حماس قدمت تنازلات لشعبها من أجل المصالحة فظنوا أنها ذهبت إلى المصالحة ضعفا وما علموا أنها خفضت جناحها لشعبها، لكنها الأسد في قلبها وعقلها عندما تتعرض للعدوان. وحيا مشعل رجال المقاومة وكل الكتائب وعلى رأسها القسام قائلا :"هؤلاء الذين أصبحوا نموذجا ومفخرة لأنهم رفعوا رؤوسنا فرفع الله رؤسهم.. أعزنا الله بهم، جزاهم الله عن فلسطين وعن الأمة خيرا نقبل رؤسهم ونفخر بهم ونشرف أن نخدمهم. ولولا هذا النضال لم تكن لنا صورة ولا مكانة ولا صوت يسمع في العالم، لأننا أمام عالم لا يحترم ألا القوة والمصالح، أم القيم والأخلاق فآخر ما يفكرون به". وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن المقاومة "أثبت أنها لم تكن تمارس تجارة الأنفاق بل كانت تمارس إبداع الأنفاق، وأثبتت أنها كانت تعد وتطور وتبني وتصنع وتخدم وتسهر من أجل شعبها، مشيرا إلى أن غزة آية ونموذج وها هي غزة برهان الله للعالمين، وخاصة للعرب والمسلمين ولا عذر لأحد يقول لا استطيع فهذه غزة". وأضاف أنه لم يكن التفوق للمقاومة في الميدان والإبداع والإنجاز فحسب، بل التفوق في المصداقية والشعب الإسرائيلي يعلم أن بيانات الجيش الإسرائيلي مضللة وكاذبة، موضحا :" نحن لا نتمنى الحرب ولا استمرارها ولكننا لن ننكسر أمامها، فنحن ندافع عن شعبنا والدليل على ذلك شهداءنا مدنيون وشهدائهم عسكريون". وشدد مشعل على أنه لا أحد يستطيع أن ينزع سلاح المقاومة.. مشيرا إلى أن غزة بها مليونا و800 ألف في بقعة صغيرة محاصرون منذ ثماني سنوات، وقد واجهوا الحصار وأبدعوا وصنعوا سلاحهم وحاربوا دفاعا عن أنفسهم ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ثلاث حروب، فضلا عن العدوان المستمر، وصنعوا حياتهم من جحيم الموت، وهؤلاء هم أهل غزة. وتطرق بالقول إن هناك ألف منزل هدم في غزة بالكامل وأكثر من 15 ألف منزل هدم جزئي، مشيرا إلى أن ما يجري في غزة كارثة وعدد الضحايا المدنيين كبير جدا، موضحا أن نتنياهو فشل عسكريا وينتقم من المدنيين وليس صحيحا أن المقاومة في غزة تتدرع بالمدنيين، الصحيح أن نتنياهو لم يصل للمقاومة فقتل المدنيين. ودعا مشعل، الدول والحكومات والشعوب والمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني أن تهب سريعا لنجدة غزة ولا تنتظر وقف الحرب، وأردف قائلا : "نعم بعد الحرب إغاثة وإعمار وكسر للحصار من الآن .. غزة تستحق أن يضعها العالم على رأسه فخرا بها وإغاثتها حد أدني من أداء الواجب.. أدعو أن تفتح المعابر التي هي ملك العرب وأن يسمح للقوافل والإغاثة والفرق الطبية وأدوات الإيواء ل 150 ألف مهجر داخل غزة الذين يقومون الآن في المدارس المتبقية.. نريد وقودا ومواد غذائية وكهرباء، وهذا واجب على الجميع". وأضاف أن من يطرح تهدئة إنسانية في قطاع غزة نحن نحرص عليها، وليس التفافا على مطالب المقاومة والشعب.. وأي تهدئة إنسانية مدعومة ومعززة ببرنامج إغاثة حقيقي يقدم لأهل غزة ونحن أحرص الناس عليها، ولكننا لا ننخدع بتوظيفها، مجددا أن مطالب حماس تم تقديمها لمصر وقطر وتركيا وكل من يستطيع إنجازها نرحب بجهوده لوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. وأردف قائلا : "إن بعض الأطراف تراهن على انكسار المقاومة، مؤكدا أن المقاومة أصبر وأطول نفسا، وقادرة على الصمود طويلا حتى تفرض مطالب الشعب الفلسطيني بوقف شامل للعدوان، ورفع كلي للحصار. وتابع أن الحصار قائم على قطاع غزة منذ العام 2006، وأنه قتل من الفلسطينيين أكثر مما قتلت منهم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع، موضحا أن المقاومة لا تتمنى استمرار الحرب على غزة، ولكن أهل غزة حملوا المقاومة رسالة مفادها رفع الحصار عنهم.