ما شهدته مصر أخيرًا من محاولة إرهابية يائسة لقتل جنودنا في الأيام العشر الأواخر من رمضان، نتمنى أن يكون حدًا ونهاية فاصلة، لهذا العبث الإرهابي اللعين، وبداية مرحلة جديدة من ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار. باعتقادنا أن يد الإرهاب الغادر لن تتوقف، وستستمر إلى حين، محاولات نشر الاضطرابات، ولكننا على يقين أن ذلك لن يدوم طويلًا، فلا دماء بلا ثمن، ولا أرواح تصعد إلى بارئها من دون ردع، والعقاب آتٍ لا محالة، والحساب عاجل لن ننتظره طويلًا. نحن على يقين، من أننا لن نستسلم يومًا لضربات الإرهاب، التي حولت مشهد قتل الجنود المصريين على يد الإرهابيين القتلة، خاصة فى ساعة الإفطار، خلال شهر رمضان، إلى مشهد متكرر كل عام ليلقى الشهداء ربهم وهم صائمون. ربما أصبح المصريون على موعد مع الإرهاب الأسود في الشهر الفضيل، فلا نكاد نفيق من غفوة حتى نستيقظ على كابوس مرعب، لنتجرع الحسرة تلو الأخرى على فلذات أكبادنا الذين يقدمون أرواحهم قربانًا على مذبح الاستقرار.. وعلى رغم مرارة ما حدث ويحدث، إلا أن ذلك لا يعدو كونه تعجيل بنهاية الإرهاب، الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة. إن الإرهابيين، الذين يرتكبون تلك المذابح، لا دين لهم، فهم يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا، ولا مفر من تعقبهم والقصاص منهم، جزاء ما اقترفته أياديهم القذرة، من جرائم يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان، بحق الوطن وأبنائه. نعلم أن الإرهاب الأسود يسعى بكل قوة وخسة إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، والنيل من وحدته، وتقويض كل محاولات تحقيق السلم الاجتماعي، وتهديد الأمن القومي، من خلال فتح جبهات جديدة واستدراج الجيش الى دائرة صراعات إقليمية بلا أي داعٍ، وهذا سبب كافٍ لمواجهة الإرهاب بكل حزم وحسم. الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون، لا أصل لها في الشرائع السماوية، ولا يستند القائمون بها إلا على الإفك والضلال.. فأي أعمال قتل بحق أبرياء يمكن تصنيفها جهادًا؟ وأي فتاوى يستندون إليها تعد زحفًا مقدسًا!.. إنهم جبناء، أصحاب أيادٍ غادرة، يجب مواجهتهم بكل قوة. إن حرمة دم المسلم أشد من حرمة هدم الكعبة، وزوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة، وما يقترفه هؤلاء، لا أقل من أن نصفه بجرائم ضد الإنسانية، لأن هؤلاء الضالون مفسدون في الأرض، يحاربون الله ورسوله، ولذلك نعتقد أن حوادث الإرهاب لن تخيف أحدًا، ومهما فعلوا، في الفرافرة أو رفح أو العريش.. في رمضان أو غيره، واستساخ تجارب الإرهاب العفنة، فلن تحقق أي نجاح، ولن يكتب لها أي استمرار. إننا نعتقد أن ما يحدث، لا يمثل سوى حالة حرب حقيقية، لن تكسر الدولة، لأن مصر أكبر من أي تنظيم أو جماعات، مهما كان حجمها أو وزنها، وما فعله هؤلاء الإرهابيون من عمليات خسيسة لن تنال من عزيمة الوطن بجيشه وشعبه في اقتلاع الإرهاب من جذوره.