تبدلت المعايير .. واختلفت القيم .. واختفت المبادئ .. وتحول العدو الصهيوني الي صديقي العزيز بريز هكذا قال الرئيس الاخواني المؤمن محمد مرسي قبل عامين .. وأصبح الجهاد يفتح بابه لقتال المسلمين في سوريا والعراق بدلا من اسرائيل .. وتحولت المقاومة الي حركات ارهابية يتم استئجارها لإضعاف مصر قلب العروبة النابض بدلا من طرد الاحتلال الصهيوني .. وتم تحريف القرآن علي ايدي شيوخ داعش ليدهسوا عقولنا بسكراتهم وان الله قدم قتال المسلمين علي اليهود المحتلين للارض والمغتصبين للعرض لاكثر من 8 عقود، وأصبح العملاء والخونة يتهمون الشرفاء بمن فيهم، وخدم اسرائيل هم من يتشدقون بالعروبة والقومية والقضية الفلسطينية لدرجة ان بعضهم يقضي ليلته في حانات تل أبيب ليلا ويصحو من نومه ليحدثنا عن المقاومة والجهاد وإقامة الخلافة الاسلامية. دعونا قبل ان نفقد صوابنا، وتتوه بصلتنا، ويظفر أعداؤنا بنا، ان نفكر معا ولو قليلا، علنا نتذكر او نخشي، فتحديد مواقف جميع الاطراف الفاعلة يجعلنا نعرف بسهولة ويسر من خان ومن باع وكم الثمن الذي قبضه في إطار مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي أنفقت عليه امريكا مليارات الدولارات وجندت له آلاف العملاء. جاهل او حاقد من لا يعرف تضحيات الشعب المصري من اجل القضية الفلسطينية ورغم المواقف المخزية لحركة حماس منذ 2007 والتي تصاعدت بعد الثورة لم نغير ثوابتنا وسعينا لإقامة دولة فلسطين، فليس من النخوة والعروبة والإنسانية ان نعاقب اهلنا في القطاع بسبب ذنب ارتكبه مجموعة منهم، لن نتخاذل لدعم شعبنا في فلسطين، لكن لن ننسي طعنات حماس في ظهرنا والحساب قادم هما مرت الايام « المصريون لا ينسون ثأرهم ابدا» فلابد ان يتأدب كل من تورط في اقتحام السجون، وقتل جنودنا في رفح، وتدريب عناصر الاخوان والجماعات الارهابية داخل غزة. وعلي الحركة التي تسري في عروقها الخيانة واسألوا كيف قتل قادتها المؤسسون الشيخ احمد ياسين ود.عبدالعزيز الرنتيسي ألا تكف عن المتاجرة بالقضية وان تطهر نفسها بنفسها فمواقف حماس في الفترة الاخيرة تعكس تناقضات عديدة حولتها من فصيل مقاوم الي «تاجر شنطة» يبحث عن اي مكسب ولو بالخداع والتضليل فتحولت القضية الي «سبوبة» جعلت قطر العميل الصهيوني التي كان وزير خارجيتها حمد الجاسم يقضي إجازته في منتجعه الخاص في تل ابيب اثناء ضرب غزة في 2008 رمز المقاومة وصديقه لقادة حماس بعدما دفع لهم اميرها السابق حمد آل ثان 250 مليون دولار في زيارته المشبوهة للقطاع في عهد المعزول مرسي ليست لدعم خيار المقاومة واسترداد فلسطين وإنما لاقامة دولة غزة الكبري علي اراضي سيناء وقبول اخواني بتوطين الفلسطينيين في مصر فتضيع القضية للأبد وبدأ الفلسطينيون شراء مساحات شاسعة من الأراضي المصرية لولا تدخل قواتنا المسلحة بتخطيط صهيو أمريكي بعدما منح المعزول 50 ألفاً منهم الجنسية المصرية. ونفس أطماع السلطة هي التي جعلت حماس تقبل بمبادرة المعزول رغم انها تلزم حماس بوقف جميع الاعمال العدائية ضد اسرائيل كأحد القرابين التي قدمها الاخوان لامريكا حتي يسرقوا السلطة في مصر، ولم نسمع صوت طلقة واحدة ضد اسرائيل طوال حكم مرسي لماذا؟ واختفي صوت الاخوان الذي كان يغلف السنوات السابقة لرحيل مبارك» بالملايين علي الاقصي رايحين» فملايينهم لم نشاهدها الا فرحة في قتل ابناء الوطن ومليونيات تهديده قبل ثورة 30 يونية ولم نسمع صوتها الا حين فتح الجهاد ضد شعب سوريا الشقيق، أصواتهم الحنجورية لا تعلو الا عندما يقتل جنودنا علي ايدي الجماعات الارهابية التي يدعمونها، اخيرا تذكر الاخوان الآن المتاجرة بالقضية بعدما خسروا السلطة التي وصلوا اليها بمؤامرة مع الصهاينة انفسهم فهل نسي مرسي وصفه للرئيس الاسرائيلي ب «صديقي العزيز بيريز» ام يتصورن ان ذاكرتنا كالأسماك؟. اما تميم ابن موزة فعليه ان يعرف ان الخونة لا ثمن لهم ولا يساوون طلقة ستأتيهم يوما «فالمتغطي بالأمريكان عريان»، فعليه ان ينظر للإخوان ومن قبلهم من حكام العرب الذين خانوا شعوبهم امثال مبارك وبن علي والقذافي وعلي عبدالله صالح لكنهم لم يخونوا اوطانهم، ولما اسكت خادمه القرضاوي فلم يفتنا في امر اسرائيل أحلال شرعا جواز قتل بشار الاسد ومعمر القذافي بينما لا نسمع له صوتا تجاه ما تفعله تل ابيب .. حقا زمن العملاء وأنصاف الرجال. ويؤدي أردوغان شخصيتين في مسرحية واحدة فتارة يوهمنا بأنه البطل الرافض للعدوان على غزة ويثور ويغضب ويهدد، لكنه لا يترك الفرصة لخيالنا فنكتشف انه يؤدي في الشخصية الأخرى دور العميل حيث يشارك نجله أحمد في إرسال السفن والشاحنات التجارية إلى إسرائيل، ويوافق بصفته الرسمية في تركيا على نقل المواد البترولية الواردة من مناطق عربية إلى إسرائيل، ويشارك في نقل النفايات النووية الإسرائيلية لدفنها في الصحراء الليبية.. وفوق ذلك كله يحافظ على الإتفاقيات الأمنية العسكرية بين إسرائيل وتركيا والتي تتضمن بشكل صريح عمليات تجسس ضد عدد من الدول العربية، انه حقا ممثل بارع بدرجة عميل. الحقيقة أننا نبكي بدل الدمع دم ، فقد تاهت بنا السبل، وأصبحنا امة بلا ثمن فمن يشتري أمة اغلب قادتها عملاء وخونة؟؟!