طالبت فى مقال الأمس بفتح تحقيق عاجل حول مذبحة الفرافرة الثانية، ومعاقبة من قصروا وعزلهم من مناصبهم، كما طالبت بأن يشمل التحقيق جميع الشخصيات والقيادات فى محافظة الوادي الجديد، ونطالب بنشر جميع التحقيقات على الرأي العام للوقوف على الوضع الحقيقي في الفرافرة. وقلت بالأمس إن هذه المذبحة تضع يدنا على تقصير وإهمال شديدين فى التدريب والتسليح والتأمين وجمع المعلومات وفى تلبية الاستغاثة وفى الانتشار السريع عقب الحادث. اليوم لن أزيد عما كتبت بالأمس، فقط سأعرض بعض ما جاء في الصحف المستقلة عن المجزرة، حيث نشرت هذه الصحف بعض الحكايات من خلال مصادر عسكرية، وأخرى أمنية، وثالثة مدنية. انفردت صحيفة «التحرير» بطرح بعض الأسئلة الهامة بجانب التغطية الخبرية وبعض الروايات المتداولة عن سيناريو المجزرة، فى الصفحة الأولى تساءلت «التحرير»: كيف حاصرت السيارات الموقع العسكري ولم ترصدها نقطة مراقبة أو كمين؟، هل هو قصور فى تجهيزات حرس الحدود أم أن المهام أكبر من الإمكانيات؟، لماذا التضارب والتعتيم على الأرقام والوقائع وحتى الأسباب؟، الجناة مهربون أم إرهابيون؟، لماذا يختفي الناجون دائما وتختفي التحقيقات؟، وقد نشرت فى الصفحة الثالثة تقريرا بعنوان: خبراء: التقصير الأمني على الحدود وراء تكرار الحوادث الإرهابية. أطرف تعليق نشرته جريدة «التحرير» كان لمدير أمن الوادى الجديد، حيث قال للجريدة: المهاجمون استهدفوا الكمين لإحكام سيطرته على المدقات وتضييق الخناق على المهربين. جريدة الوطن نشرت فى صفحتها الأولى تقريرا بدأت عناوينه بالغضب الشعبى لتكرار المذابح، وفى الصفحة الثامنة نشرت تقريرا طرح مطلبا على قدر كبير من الأهمية، وهو: إلغاء أكمنة الجيش، وفى تقرير ثان بنفس الصفحة نشرت: المسلحون استغلوا سيارة تمت سرقتها خلال هجوم إرهابى على المنشأة نفسها منذ شهرين فى الحادث، وأيضا: الإرهابيون باغتوا الجنود بوابل من النيران من الخلف. جريدة «المصرى اليوم» انفردت بخبر إن صح وصدق فإن الحكومة مطالبة بإقالة جميع المسئولين عن تلقى البلاغ، حيث نشرت الجريدة فى صدر صفحتها الأولى ما نصه: بلاغ لجهة سيادية عن هجوم الفرافرة قبل وقوعه ب 5 دقائق والنتيجة 22 شهيدا، جاء فى الخبر: أكد عز عبدالرحيم صاحب شركة سياحية بالواحات البحرية، أنه أخطر جهة سيادية مختصة قبيل وقوع الحادث الإرهابى ب 5 دقائق، بوجود سيارتين متوقفتين قبل موقع السرية ب500 متر، وفى إحداهما أسلحة والأخرى ترفع علما أسود ، حيث رآها أحد السائقين المتعاملين مع الشركة. وروى أحد الضباط فى الموقع تفاصيل الحادث للمصرى اليوم، مؤكدا أن قائد الكمين الشهيد النقيب محمد درويش، طلب قوات احتياطية لصد الهجوم وصلت إليه بعد نحو ساعة من مكان يبعد 60 كيلو مترا بقيادة ضابط برتبة رائد استهدفه الإرهابيون أيضا فور وصوله بقذيفة أر بى جى ما أدى لإصابته بجراح خطيرة. استدراك: المفترض أن وظيفة أفراد الكتيبة، التي قتل معظم أفرادها، مفاجأة الدخلاء والمتسللين والمهربين بالمنطقة وإلقاء القبض عليهم، وليس وظيفتها أن يقوم الإرهابيون والمهربون بمفاجأة أفراد الكتيبة وقتلهم.