خرج أردوغان يوم الجمعة الماضى ليهاجم المبادرة المصرية التى دعت إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ غزة من براثن عدوان إسرائيلى آثم أودى بحياة المئات بخلاف آلاف الجرحى. تجاوز «أردوغان» حدوده وخرج عن الجادة وغرق فى هذيان سياسى عندما شكك فى موقف مصر من القضية الفلسطينية متهما إياها بالعمل إلى جانب إسرائيل ضد حماس. وطعن فى شرعية السلطة فى مصر.بدا على حقيقته رجلا فقد عقله وبدد اتزانه السياسى بالهرتلة التى نسجها ضد مصر التى تبنت موقفا مسئولا وسارعت بطرح مبادرة لوقف عدوان إسرائيل. خلط أردوغان الأوراق عندما تطاول على الرئيس «السيسى» ووصفه بالطاغية. ولم تكن هذه سقطته الأولى فلقد فعلها من قبل عندما خرج فى معرض دفاعه عن المعزول «مرسى» فى يوليو من العام الماضى وهاجم شيخ الأزهر واتهمه بالتواطؤ والوقوف إلى جانب من أسماهم بالانقلابيين وأن التاريخ سيلعنه من أجل ذلك. لقد أصيب أردوغان بمس من الجنون وبدا كشخص معتوه فقد وعيه وغيب نفسه عن الواقع وغرق فى مستنقع بذاءة اللسان وراح يهذى فى معرض دفاعه عن الإخوان، جماعة الشر التى ارتكبت الفظائع والجرائم. جماعة فقدت رشدها فقتلت وروعت وسحلت ومثلت بالجثامين وحرقت الكنائس وحاكت الدسائس وتاجرت بالدين ويكفى قتلها الأبرياء والمجندين. ويكفى تماهيها مع أمريكا فى مخطط التقسيم. نشرت القتل والدمار وروعت كل بيت ودار. لقد أثبت أردوغان جهله المطبق بالحقائق ونسى فى خضم أسهمه الطائشة أن قراءة الواقع تحتاج لدراسة معطياته لا القفز عليها. خرج عن معايير الدبلوماسية وراح يصدر بضاعته الفاسدة. ولاغرابة، فالرجل ينفذ أجندة الإخوان فى المنطقة ويسعى للظهور بمظهر الزعيم، فهو الهائم فى ملكوت الضياع يحاول أن يبحث له عن نفوذ فى المنطقة من خلال انتقادات عبثية يطلقها جزافا. كان الأولى به وهو يتظاهر بالدفاع عن فلسطين أن يبادر ويخلع وسام الشجاعة اليهودى عن صدره وهو الوسام الذى قدمه له رئيس لجنة الشئون العامة اليهودية الأمريكية «الآيباك» فى 10 يونيو 2005 . كما أن عليه أن يوقف تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود وهى التى تشن غاراتها على الفلسطينيين وأن يحد من علاقاته الحميمية ببنى صهيون. نسى أردوغان أن السياسة فن وليست لعبة أو هواية أو قفزا فوق المستحيل. نسى أن مصر لايهزها تشنجاته وتطاوله على رموزها. دامت مصر ودامت وحدتها وسقطت أطروحات هذا الدعى الذى يبحث عن دور ولكن هيهات.