أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله عز وجل فى السر والعلن، واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، محذرًا من الذنوب وقسوة القلوب. وقال فى خطبة الجمعة التى ألقاها اليوم فى المسجد الحرام: إن العبد مطلوب والعمل مكتوب وقد أذنت الشمس بالغروب فاحذروا الذنوب وقسوة القلوب، فإنكم لم تخلقوا عبثًا ولن تتركوا سدًى فى الدنيا, خُلقت لكم وأنتم خُلقتم للآخرة، وليس فى الآخرة إلا الجنة أو النار، وما بعد الموت من مستعتب. وأضاف يقول: إننا فى خواتيم هذا الشهر الكريم وفى أفضل لياليه وأيامها العشرة الأخيرة, وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يخصها بمزيد من الطاعة والعبادة والجد, وكان يحيى ليله ويوقظ أهله ويشد المئزر ويجتهد فى العبادة. وتحدث "ابن حميد" عن آية من كتاب الله تهز القلوب القاسية وتوقظ النفوس الغافلة وتستدعى التأمل وتدعو إلى التفكر، آية فى كتاب الله شابت منها رءوس الأتقياء ووجلتها قلوب الأولياء وذرفت لها دموع الخائفين، إنها قول الله عزّ شأنه: {وَبَدَا لَهُم مِنَ اللهِ مَا لمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون}، مشيرًا إلى أن هذه الآية عظم خوف السلف منها، وقال أهل العلم إن من الذين يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون قوم عملوا أعمالاً صالحة ولكن كانت عليهم مظالم، فظنوا أن أعمالهم الصالحة ستنجيهم، فجاء الحساب فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين إلى استذكار حديث المُفلس الذى يأتى بحسنات أمثال الجبال ويأتى وقد ضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا، محذرًا من ذنوب الخلوات والغرور والأمانى والتمادى فى المعاصى واستصغار الذنوب، قال تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٍ}. ودعا "ابن حميد" إلى التأمل فيما يحبط الأعمال ويأكل الحسنات من الحسد والرياء والسمعة والغيبة والنميمة والظلم والكبر والعجب وأكل الحرام وتقطيع الأرحام والإسراف فى المأكل والمشرب والانغراق والانهماك فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل بما لا يفيد. وقال: "إن العاجز من اتبع نفسه هواها يطلب المغفرة من غير توبة ولا أخذ بأسباب الغفران، فليحذر من يريد النجاة لنفسه الانصياع للهوى والملذات والانكباب على موائد المتشهيات لا يبالى مخرجها من مدخلها ولا طيبها من خبيثها", داعيًا إلى استغلال ما تبقى من أيام هذا الشهر الكريم وتحرِّى ليلة القدر والتقرب إلى الله بالعمل الصالح والاجتهاد فى العبادة. وفى المدينةالمنورة تناول إمام وخطيب المسجد النبوى الشيخ عبدالمحسن القاسم فى خطبة الجمعة اليوم الغاية من خلق الثقلين، وهى عبادة الله تعالى وحده؛ لأنه سبحانه غنى عنهم ولا غنى لهم عنه, وعبادته وحده سبب دخول جنات النعيم, مستشهدًا بما ورد فى الحديث النبوى الشريف حين جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: دلنى على عمل إذا عملته دخلت الجنة, قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدى الزكاة المفروضة وتصوم رمضان». وقال: إن الله تعالى جعل رمضان موسم التعبد، والنبى صلى الله عليه وسلم كان يخص رمضان كما لا يخص غيره من الشهور وحرص الصحابة على اغتنامه. وتحدث إمام وخطيب المسجد النبوى عن فضل العشر الأواخر من رمضان, وفضل ليلة القدر, حيث جعلها أفضل ليلة فى الشهر، فكان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد المئزر, مشيرًا إلى أن العمل فى هذه الليلة ثوابه كبير، وأن العبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر، وأن أفضل الكتب نزل فى ليلتها قال تعالى: {إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى ليْلَةِ القَدْرِ}. وبيَّن أن جبريل عليه السلام كان يدارس النبى صلى الله وسلم القرآن فى رمضان، وفى العام الذى توفى فيه دارسه القرآن فى رمضان مرتين. وحث فضيلته المسلم على جعل لحظاته فى قراءة القرآن كتاب الله فى شهر البركات لأن بركة القرآن مع بركة رمضان, مشيرًا إلى فضل ليلة القدر, حيث قال صلى الله عليه وسلم «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». ولفت "القاسم" النظر إلى فضل الاعتكاف فى العشر الأواخر من الشهر الكريم وقال: كان عليه الصلاة والسلام يعتكف فى العشر الأواخر حتى توفاه الله تعالى, مما يدل على أن الاعتكاف من السنن المؤكدة؛ لأنه مما واظب عليه النبى صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيه قطع الصلة بالعباد للتفرغ لعبادة الله وحده. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوى إلى بذل الخير فى رمضان لأنه موسم للمتصدقين يتنافس فيه الأغنياء بالبذل والإنفاق فى فعل الخيرات ومد يد العون والمساعدة إلى ذوى الفاقة والمساكين, مشيرًا إلى أن رمضان مغنم للتوبة والإنابة، يقيل الله فيه العثرات ويمحو فيه الخطايا والسيئات.