ربما يصيب الفشل في حل النزاع النووي الايراني قبل حلول الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق المفاوضين المرهقين في فيينا بخيبة أمل ويجدد التوترات في الشرق الاوسط لكن تمديد أجل المحادثات قد يحقق مكاسب سياسية للزعيم الأعلى في الجمهورية الاسلامية. فالزعيم الأعلى آية الله خامنئي يريد إنهاء النزاع بشروط في صالح بلاده. لكن إطالة أمد المفاوضات بضعة أشهر سيسهم في تعزيز مركزه في هيكل السلطة المعقد في ايران من خلال تأخير تخفيف العقوبات الذي يرجح أن يفيد منافسيه الليبراليين في الانتخابات المقررة في أوائل عام 2016. ويقول دبلوماسيون إن من المرجح فيما يبدو أن تستمر المفاوضات حول برنامج طهران النووي بعد انقضاء المهلة التي اتفقت عليها الاطراف المعنية في 20 يوليو تموز الجاري. وربما كان الغرض من تدخل شخصي من جانب خامنئي الأسبوع الماضي قيد حرية مفاوضيه في إبرام اتفاق هو تحقيق مثل هذا الهدف. وتحاول ايران والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إنهاء خلافاتها حول برنامج طهران النووي الذي تخشى الدول الغربية أن يكون الهدف منه اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية. وتنفي ايران هذا الاتهام. ويحتفل خامنئي هذا العام بعيد ميلاده الخامس والسبعين ومرور 25 عاما على توليه دوره الذي يمنحه سلطة القول الفصل في المسائل الكبرى للدولة وهو يريد وضع نهاية للعقوبات الغربية الرامية لدعم الاقتصاد. لكن المراقبين المتابعين للأمر عن كثب يقولون إن الحسابات الانتخابية تعني أن التأخير بعض الوقت لن يضره في شيء. وسعى خامنئي منذ توليه منصبه عام 1989 من مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني لضمان عدم اكتساب أي فئة أو جماعة بما في ذلك حلفاؤه المحافظون نفوذا كافيا لتحدي وضعه. وسبق أن تدخل خامنئي لعرقلة رؤساء سابقين من الجناحين الإسلاميين الاصلاحي والمتشدد, ورغم أنه بارك مساعي الرئيس الجديد حسن روحاني منذ انتخابه قبل عام لمواصلة السعي إلى تسوية للنزاع النووي والتواصل مع واشنطن فإنه لن يرغب في تضخم نفوذه السياسي.