لا شك أن مخرجي ومؤلفي الدراما التليفزيونية يحصلون على النسبة الأكبر من الشهرة والنجاح، حتى في المقابل المادي، والأمر نجده مختلفاً بالنسبة إلى مخرجي ومؤلفي الدراما الاذاعية فتشعر أنهم نجوم يعيشون في الظل لا يحصلون على اي قدر من الدعاية وربما تكون أعمالهم أفضل حالاً من الكثير من المسلسلات التليفزيونية. التقينا ببعض من هؤلاء المبدعين للتعرف على طبيعة أعمالهم التي تذاع حالياً عبر ميكروفون الاذاعة. المؤلف محمد عبد السميع أبو النصر، ويذاع له حالياً مسلسل «أبناء العزيز» على شبكة البرنامج الثقافي، بطولة سوسن بدر وباسم ياخور ومحمد رياض ولقاء سويدان اخراج أميرة الدسوقي. يقول» إن المسلسل يتناول فترة حكم الحاكم بأمر الله والصراعات بين خادمه وأمه ست الملك، والحاكم بأمر الله نفسه والاضطرابات السياسية والاجتماعية في عهده، وقال أبو النصر: المسلسل استغرق 3 أشهر في الكتابة بعد أن اطلعت على الكثير من المراجع التاريخية. وهذا النوع من الكتابة يحتاج للكثير من الدقة لأن ذلك أمانة تاريخية ودروس للأجيال. المسلسل يصلح تماما كعمل تليفزيوني لكنه يحتاج لامكانيات مالية هائلة واضاف عبد السميع: قدمت قبل ذلك العديد من الاعمال الاذاعية الدرامية منها «كفاح طيبة» و«أحلام رية وسكينة» و«شاكر وشكير»، ولي حالياً في قطاع الانتاج مسلسل «قاهرة المعز» أتمنى أن يرى النور ورغم أنني أعمل في جهاز الشرطة برتبة عميد لكن استهوتني الكتابة وأجد فيها متعة خاصة وبصراحة فإن مؤلفي الدراما الاذاعية اشعر بأن حقهم مهضوم رغم أنهم لا يقلون موهبة أبداً عن كتاب الدراما التليفزيونية. المخرجة هبة الشال، مخرجة مسلسل «المستخبي» الذي يذاع حالياً على شبكة الشرق الأوسط تأليف طارق بركات بطولة: بشرى ونضال الشافعي. تقول هبة المخرج الاذاعي يبذل جهداً خارجاً حتى يرى المسلسل النور خاصة أن أجورنا ضعيفة للغاية وتعتمد على علاقاتنا الشخصية للاتفاق مع النجوم. ومع ذلك نقدم أعمالاً على اعلى مستوى. مسلسل «المستخبي» تدور فكرته حول محاولة كل انسان اكتشاف ما في داخله من فضائل من خلال قصة حب بين فتاة ارستقراطية وشاب فقير يحاول كل منهما اكتشاف اجمل الصفات بداخله، وذلك بعد الثلاث سنوات التي شهدتها مصر عقب اندلاع ثورة يناير 2011. للأسف بعد الثورة ظهرت أسوأ الصفات في المصريين وأظهرنا ما بداخلنا من صفات سيئة المسلسل أيضاً لتحدث عن جوانب انسانية عديدة واعتقد مهما تعددت المسلسلات على الفضائيات المختلفة تبقى الدراما الاذاعية لها سحر خاص. ويقول المخرج علي عبد العال مخرج مسلسل «ما محبة الا بعد غباوة» بطولة مصطفى شعبان وحورية فرغلي، ويذاع على راديو مصر واذاعة الشرق الأوسط، المسلسل انتاج خاص، وهو مهدي للاذاعة المصرية وهو كوميديا هادفة تتضمن مقالب بين شاب وفتاة يرفضان الزواج ويجمع الحب بينهما في النهاية. وقال عبد العال للأسف الشديد انتاج الاذاعة الدرامية أصبح محدوداً للغاية مما يضطرنا للبحث عن مسلسلات من انتاج القطاع الخاص. وأنا أعمل كمخرج اذاعي منذ أكثر من عشرين سنة أخرجت خلالها عشرات الأعمال الناجحة ولدى أمل في أن تعود للدراما الاذاعية سيرتها الأولى بشرط أن يعي المسئولون أهميتها التي شكلت وجدان الناس عبر سنوات طويلة. وقال: للأسف الشديد من ممكن أن يمر عام أو عامان دون أن نخرج مسلسلاً اذاعياً مما أصاب المخرجين بحالة من الاحباط والملل وهذه المشكلة تتفاقم عام بعد عام.