«أحمد ومحمد» شقيقان قدما الدليل على أن الماديات أصبحت أقوى من الأخوة، وأن جريمة قتل قابيل وهابيل كانت الأولى ولم تكن الأخيرة، وإنما هى بداية لسلسلة من الجرائم، التى تحدث على مدار الساعة. تخلي أحمد عن عقله وتحول إلي دمية لعب بها الشيطان وطاوعته يده القاسية علي الاحتكام إلي السكين للتخلص من شقيقه الأكبر محمد, وبالفعل تجرد من مشاعره الإنسانية وصلة الدم وأسقطه قتيلا وسط بركة من الدماء لاسباب غير منطقية.. فهى عبارة عن بضعة قراريط لا تغنى ولا تسمن من جوع تركها لهما والدهما المعدم. تحولت دماء الأخوة إلي ماء وغضب عارم أحرق الأخضر واليابس, وتدثرت نساء الأسرة بالسواد, حين قام أحمد بطعن شقيقه محمد بالسكين عدة طعنات نافذة بالصدر والبطن, وظل يطعنه، من دون أن تشفع له توسلاته, ولم تأخذه به أدني شفقة أو رحمة, حيث استمر في طعنه حتي أزهق روحه. كان الجاني أحمد في كامل وعيه, ويدري ويعي كل شيء, من دون أن تتحرك آدميته لمشهد جسد شقيقه وتلوث يديه بدمائه, ووقف أحمد يروي تفاصيل جريمته المروعة التي نفذها بقلب بارد طمعا في الميراث وبسبب الخلافات الأسرية. وبعد فوات الأوان انهار وسالت دموع الندم والحسرة, وظل يبكي علي جريمته البشعة ويتهم الشيطان الذي سول له قتل أخيه, ولكن كل هذا الندم ماذا يفيد! لأنه فقد شقيقه الأكبر الذي كان الأب والأخ والصاحب له, وكان سنده في الحياة, وطالما عاشا أياما جميلة معا. وبدأ المتهم يسرد تفاصيل الواقعة حيث أكد أنه حدث خلاف بسيط بينه وبين شقيقه بسبب الخلافات الأسرية تطور هذا الخلاف إلي مشاجرة وتشابك بالأيدي قام علي أثره بطعن شقيقه وهو في غير وعيه ولم يدر إلا وأخوه مسجي قتيلا سابحا في دمائه. ويكمل المتهم حديثة بعد أن تيقنت بمقتل شقيقى لم اعلم ماذا اصابنى وكيف لعب الشيطان بعقلى وقمت بإخفاء جثته داخل منزل العائلة ومسحت اثار الدماء من على الارض واخفاء كافة معالم الجريمة وبعد ان كثر سؤال اشقائى عنه قمت بوضعه بقلب بارد داخل بطانية ونقله في «توك توك» وألقيت به داخل مياه ترعة قريبة من المنزل للتخلص منه وابعاد كافه الشبهات عنى، ولكن اراد الله ان تكشف جريمتى ويقتلنى الندم وليت المحكمة تقضى بإعدامى حتى اتخلص من شبح محمد الذى لا يفارقنى. القصة بدأت عندما تلقى اللواء مصطفي بكر مدير أمن الأقصر إخطارًا، بالعثور علي جثة ملقاة في ترعة منشأة العماري شمال الأقصر بجوار مطار الأقصر الدولى، وبتكثيف تحريات البحث الجنائى، تبين أن الجثة لعامل فى العقد الخامس من عمره يدعى محمد خليل، مقيم بشارع المنشية بوسط المدينة، وبمعاينة الجثة وجد بها آثار ذبح بالرقبة، و3 طعنات بالصدر، وأنها موثقة اليدين والأرجل، وداخل جوال. وعندما أزكمت الرائحة أنوف الأهالى اتجهوا ناحية الجوال ووجدوا الجثة، فأبلغوا الشرطة، التى توصلت إلى أن مرتكب الواقعة هو شقيقه الأصغر، ويدعى احمد محمد ويعمل صبى قهوجى، ويصغر القتيل بعامين. ودلت تحريات المباحث علي أن وراء الجريمة شقيق المجني عليه بسبب الخلافات الأسرية علي الميراث, واتضح أنه في يوم الجريمة نشبت مشادة كلامية بين المجني عليه وشقيقه تطورت إلي مشاجرة عنيفة استل خلالها أحمد سكينا من طيات ملابسه وظل يطعن به شقيقه, حتي سقط علي الأرض غارقا في دمائه وفر أحمد هاربا، تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.