عندما تنقطع صلة الأرحام يسود الجفاء العلاقات الأسرية وتتحول الخلافات إلي مشكلات يصعب حلها بطريقة ودية عندها يهون الدم وتمتد الأيدي الآثمة بسلاح الغدر والجحود لتقتل أقرب الناس. ومهما اختلفت الثقافة ومستوي التعليم فإن المتهم في الجرائم العائلية يرتكب فعلته في لحظة غضب يتسلط فيها الشيطان علي رأسه ويفقده عقله ويدفعه لارتكاب جريمة يندم عليها إلي الأبد. القصة لمندوب مبيعات ورعه الشديد وتقواه كانا السبب في الصدام بينه وبين ابني شقيقه اللذين كانا يفتقدان للوازع الديني ورغم محاولاته الدائمة لتقويم سلوكهما ومنعهما من ارتكاب السرقات إلا أن ذلك كان سببا في عنادهما, وزاد من عندهما وقسوة قلبيهما تصديه لهما ومنعهما من تزويج شقيقتهما الي ابنة خالهما المسجل خطر.. فإدمانهما المخدرات ومعاشرتهما للمسجلين خطر جعل شخصيتهما غير قابلة لأي محاولة لإصلاحهما حتي لاينسب هذا التغيير إلي عمهما بل كان الشقيقان يتماديان في حماقاتهما التي تتمثل في سرقتهما لمتعلقات عمهما الشخصية واستيلائهما علي مايقع تحت أيديهما من نقود وغيره. فاق إجرامهما كل الحدود, حيث كشرا عن أنيابهما وعقدا العزم وبيتا النية علي الاشتراك مع ابن خالهما لقتل عمهما فاستدرجوه إلي شقة بميت عقبة بالعجوزة بعد إيهامه بإعادة هاتفه المحمول الذي سرقاه منه منذ عدة أيام وعندما دخل الشقة أطلقا عليه النيران وانهالا عليه بالضرب بماسورة حديدية والطعنات النافذة بسكين بمساعدة ابن خالهما حتي فارق الحياة وحملوا جثته داخل بطانية وألقوا بها في ترعة البراجيل بأوسيم. وكان اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث بالعثور علي جثة شخص في العقد الرابع من العمر ملقاة بترعة البراجيل مصابة بطلق ناري بالصدر وجروح متفرقة بالرأس والجسد. علي الفور شكل اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث برئاسة اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة لفحص علاقات المجني عليه وخلافاته التي قد تدفع أحدا للانتقام منه, وتبين من فحص العميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال والعقيد درويش حسين مفتش المباحث أن الجثة لشخص يدعي حمدي38 سنة مندوب مبيعات ومقيم بالبراجيل ودلت تحريات المقدم عطية نجم الدين رئيس مباحث أوسيم والرائد محمد مجاهد داود رئيس مباحث البراجيل. علي أن وراء ارتكاب الجريمة عبدالله22 سنة ميكانيكي وشقيقه محمود27 سنة عامل ابني شقيق المجني عليه وابن خالهما حسن20 سنة عامل وجميعهم مقيمون بالعجوزة, فتم عمل كمين نجح خلاله النقيبان رامي سرور ومحمد حسني معاونا المباحث في ضبط المتهمين. وبمواجهتهم بالتحريات وبتضييق الخناق عليهم أمام العميد حسن عبدالهادي مأمور مركز أوسيم والرائد أحمد نصر رئيس مباحث بشتيل انهاروا واعترفوا بجريمتهم النكراء بسبب خلافات بينهم وبين المجني عليه لاتهامه الدائم لهما بسوء السلوك وانهما وراء سرقة متعلقاته الشخصية وكذلك وقوفه عقبة في زواج ابن خالهما المتهم الثالث من شقيقتهما. واعترفوا بأنهم يوم الجريمة اتفقوا فيما بينهم علي التخلص من المجني عليه, وحصلوا علي فرد روسي من أحد أصدقائهم واستدرجوا المجني عليه إلي شقتهما بالعجوزة بعد ايهامه باعطائه هاتفه المحمول الذي فقد منه منذ عدة أيام وقام المتهم الأول باطلاق عيار ناري علي صدر المجني عليه وانهال عليه المتهمان الآخران بماسورة حديدية علي رأسه وبسكين حتي فارق الحياة واستولوا علي حافظة نقوده وبها مبلغ6900 جنيه وخوفا من افتضاح أمرهم قاموا بوضع الجثة في بطانية وأكياس بلاستيك ونقلها علي دراجة نارية وألقوا بها في الترعة.