تخلي أحمد عن عقله وتحول إلي دمية لعب بها الشيطان وطاوعته يده القاسية علي الاحتكام إلي السكين للتخلص من شقيقه الأكبر سيد, وبالفعل تجرد من مشاعره الإنسانية وصلة الدم وأسقطه قتيلا وسط بركة من الدماء. لقد تحولت دماء الأخوة إلي ماء وغضب عارم أحرق الأخضر واليابس, وتدثرت نساء الأسرة بالسواد, حين قام أحمد بطعن شقيقه سيد بالسكين عدة طعنات نافذة بالصدر والبطن, وظل يطعنه في قلبه وصدره, من دون أن تشفع له توسلاته, ولم تأخذه به أدني شفقة أو رحمة, حيث استمر في طعنه حتي أزهق روحه. وللأسف كان الجاني أحمد في كامل وعيه, ويدري ويعي كل شيء, من دون أن تتحرك آدميته لمشهد جسد شقيقه وتلوث يديه بدمائه, ووقف أمام المحقق في جريمته المروعة يروي تفاصيلها الجريمة التي نفذها بقلب بارد طمعا في الميراث وبسبب الاخلافات الأسرية. كان اللواء عبدالعزيز النحاس مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج قد تلقي اشارة من مستشفي سوهاج العام بوصول سيد27 سنة مصابا بعدة طعنات نافذة بالجسد, ولفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله المستشفي.. قام المقدم كمال الضبع رئيس مباحث مركز سوهاج ومعاونه الرائد مصطفي النحاس فريق بحث, باشراف العميدين الحسن عباس ومحمود العبودي مدير ورئيس إدارة البحث لكشف غموض الواقعة وضبط الجناة. ودلت تحريات المباحث علي أن وراء الجريمة شقيق المجني عليه أحمد23 سنة بسبب الخلافات الأسرية علي الميراث, واتضح أنه في يوم الجريمة نشبت مشادة كلامية بين المجني عليه وشقيقه تطورت إلي مشاجرة عنيفة استل خلالها أحمد سكينا من طيات ملابسه وظل يطعن به شقيقه, حتي سقط علي الأرض غارقا في دمائه وفر أحمد هاربا. وبسؤال حسين ق.م23 سنة زوج شقيقة المجني عليه ايد ما جاء بالتحريات. تم القبض علي المتهم وضبط الأداة المستخدمة, وبمواجهته أمام المحقق انهار وسالت دموع الندم والحسرة, وظل يبكي علي جريمته البشعة ويتهم الشيطان الذي سول له قتل أخيه, ولكن كل هذا الندم كان بعد فوات الأوان لانه فقد شقيقه الأكبر الذي كان الأب والأخ والصاحب له, وكان سنده في الحياة, وطالما عاشا أياما جميلة معا. وبدأ المتهم يسرد تفاصيل الواقعة حيث أكد أنه حدث خلاف بسيط بينه وبين شقيقه بسبب الخلافات الأسرية تطور هذا الخلاف إلي مشاجرة وتشابك بالايدي قام علي أثره بطعن شقيقه وهو في غير وعيه ولم يدر إلا وأخوه مسجي قتيلا سابحا في دمائه وقام بتمثيل أحداث الجريمة وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة وباشرت التحقيق.