أثار مناقشة الحكومة إصدار قرار لتحديد أسعار الأسمدة المدعمة، التي تقوم المصانع الحكومية بإنتاجها ليصل سعر الطن إلى 2000 جنيه بدلا من 1500 جنيه، استياء عدد من المهتمين بقطاع بقطاع الزراعة، موضحين إن قطاع الزراعة في مصر يعاني من مشكلات عدة، ورفع أسعار الأسمدة سيؤدي إلى عزوف الفلاحين عن شرائها، وسيترتب على ذلك هدر الأراضي الخصبة وبوارها. من جانبه قال محمد برغش رئيس مجلس إدارة جمعية السلام الزراعية بمحافظ البحيرة، إن رفع سعر طن الأسمدة من 1500 جنيه إلى 2000 جنيه سيضر بالعملية الزراعية، قائلا: "الحكومة في كثير من الأحوال تصبح في حالة عمى بصيرة عن حقوق ومطالب وأحوال الفلاحين". وأضاف "برغش"، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، اليوم الأربعاء، أن الدولة بذلك تمارس سياسة التجارة في السوق السوداء، في الوقت الذي تتعطش فيه الأسواق للأسمدة، موضحا أن سعر طن الأسمدة بالسوق السوداء يبلغ 2400 جنيه. وأشار "برغش"، إلى أن تطبيق قرار رفع الأسعار على الأسمدة سيؤدي إلى زيادة الأعباء علي الفلاحين، وهو ما سيؤدي إلى تخفيض نسبة الأراضي المزروعة إلي النصف، وهو ما سيؤثر بالسلب علي المنتجات الزراعية في مصر، وعلي الوضع الاقتصادي بشكل عام لانخفاض نسبة الصادرات الزراعية. فيما أكد هاشم فرج عبدالباقي، رئيس الاتحاد العام لنقابات صغار المزارعين، إن رفع أسعار الأسمدة، سيؤدي إلى عزوف الفلاحين عن شرائها وهو ما سيؤدي إلى بوار الأراضي الزراعية الجيدة. وأوضح "عبدالباقي"، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إن الأراضي الزراعية في مصر تحتاج إلى 16 مليون طن من الأسمدة سنويًا، لافتا إلى إن مصانع أبو قير والدلتا تنتج فقط 5،5 مليون طن، ولذلك يواجه الفلاح عجز في كمية الأسمدة المطلوبة، للحفاظ علي خصوبة الأراضي. وأشار " عبدالباقي"، إلى أن المصانع الاستثمارية للأسمدة تصدر إنتاجها للخارج، متابعاً: "كان لابد من زيادة مصانع الأسمدة لزيادة الحصة التي يحصل عليها الفلاح للحفاظ علي كفاءة التربة الزراعية". وقال على رجب النقيب العام لنقابة الفلاحين ونقيب الفلاحين بالفيوم، إن غلاء أسعار الأسمدة سيجبر الفلاح على زراعة نصف المساحة المزروعة سنويا، موضحا أنه لا يوجد أي خيار آخر بديل لذلك. وأضاف "علي"، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الفلاح المصري يعاني من مشكلات عدة، والحكومة لا تدرك ذلك، مستطردا: "المفروض الحكومة تساعدنا مش تصعب علينا الأمور برفع الأسعار". واستنكر حمدي جنيدي عضو نقابة الفلاحيين بالفيوم تواتر أنباء عن زيادة أسعار الأسمدة، خاصة في ظل رفع الدعم عن البنزين والسولار وبعض السلع الأساسية، متسائلا:" إحنا هنعمل ايه دلوقتي والزيادة محاوطانا من كل الاتجاهات". وأوضح "جنيدي"، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، إن الفدان يحتاج سنويا إلى 4 شكائر من السماد الصيفي و4 شكائر من السماد الشتوي و4 شكائر من السماد النيلي حتي تحتفظ الأرض بخصوبتها، في حين أن الفلاح يحصل على 3 شكائر فقط. وطالب "جنيدي"، من الحكومة التفكير جيدا، وإخضاع قرار رفع أسعار الأسمدة تحت دراسات عدة وعميقة، للإلمام بالأضرار التي ستعود علي العملية الزراعية في مصر بشكل، وعلى الفلاح بوجه خاص.