تيزا براينات رئيس الأعمال ببنك باركليز يقدم خمس نصائح للاستثمار في أفريقيا

فرص تمويلية فى المشروعات الصغيرة.. وابتعد عن الفساد واعمل فى مجالك

قدم تيزا براينات، رئيس تغطية الأعمال وعضو اللجنة التنفيذية لقطاع الاعمال المصرفي بباركليز أفريقيا خمس نصائح لرجال الأعمال لاستثمار في دول أفريقيا: عدم تغيير الأعمال التي نجحوا فيها في بلادهم عند دخول بلد جديد في أفريقيا، والعمل من خلال فريق يفهم السوق جيدا في الدولة التي يريد الاستثمار فيها سواء محامياً أو بنكاً أو شركاء في هذه الدولة ولا يجب التعامل مع الوسطاء الذين يريدون توصيلك لاحد الاشخاص بل يجب التعامل مع الخبرات، ولا تتعامل مع الفساد والرشاوي في الدول الافريقية وقم ببناء أعمال بطريقة صحيحة.
قال تيزا إن لديه خبرة مصرفية 30 عاما في المجال المصرفي في أفريقيا «أهم قطاع هو اللي أنت تعرف تعمله».
وأضاف تيزا براينات رئيس تغطية الأعمال ببنك باركليز أفريقيا في لقاء صحفي مع الوفد علي هامش منتدي الأعمال المصري الأفريقي 2014 الذي عقد بالقرية الذكية بالقاهرة أن اقتصاديات أفريقيا تتغير بسرعة كبيرة لهذا لا يمكن بناء استراتيجية البنك علي قطاع محدد، لأن هناك تغيرات تحدث من اقتصاد لآخر، كما لا يمكن التركيز علي قطاع محدد ففي أفريقيا كل بلد مختلف عن الآخر، ولا تستطيع تحديد القطاع الأكثر الأهمية إلا أنه علي المستوي العام هناك قطاع الصناعات المغذية، وقطاع الموردين والنقل والصناعات الخفيفة، والملابس كما أن أفريقيا تعد قارة تجارية بحكم موقعها، ولكن هناك تغيراً يحدث في القارة الافريقية فمنذ ثلاث سنوات كان القطاع الأهم هو الاتصالات.
يضيف تيزا - الحاصل علي البرنامج التنفيذي المتقدم من كلية ادارة الأعمال من جامعة جنوب أفريقيا أن البنوك فشلت في التمويل متناهي الصغر، لهذا لجأ مواطنو جنوب أفريقيا إلي ما يعرف في مصر بالجمعيات لتلبية احتياجاتهم التمويلية، ولكي نجد حلولاً عملية للتمويل متناهي الصغر، لابد من استقطاب خبرات تعمل في هذا المجال.
يشير تيزا الحاصل علي البكالوريوس التجارة جامعة رودس إلي أن هناك مجالاً كبيراً في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر وأفريقيا، مشيراً إلي ان طبيعة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لا تختلف كثيرا من دولة أفريقية لاخري فهي تمثل ما بين 60 و70% من الاقتصاد، لهذا لا يمكن للقطاع المصرفي تجاهل هذا القطاع.
وألمح إلي ان هذا القطاع يشهد نمواً متسارع مما يخلق تحدي امام الجهاز المصرفي للتعامل مع هذا النمو السريع، مشيراً إلي ان قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة يمثل نبض الاقتصاد إلا أن بنك باركليز متواجد في 12 دولة افريقية ولا يوجد ما يمنع من الدخول في دول أخري، ولكن هذا متوقف علي ما الذي نقدمه للعملاء في هذه الدول؟ مشيرا إلي أنه تم نقل إدارة السوق الأفريقي من مقر المجموعة الأم باركليز بإنجلترا إلي جنوب أفريقيا.
ونفي تيزا براينات وجود أي رغبة للتخارج من أي دولة أفريقية بسبب الظروف السياسية التي تشهدها بعض الدول، موضحاً أن باركليز يحتفل بمرور أكثر من 150 سنة علي تواجده في مصر، كما يتواجد ما بين 60 و70 سنة في الدول الأفريقية ولم يفكر في الخروج من أي دولة أفريقية تواجه مشاكل سياسية، لأنه يركز علي خدمة عملائه. ومصر ليست أول دولة افريقية يحدث فيها مشاكل سياسية فقد حدث علي سبيل المثال في جنوب أفريقيا في الثلاثينيات وزيمبابوي عام 2000 ودائما قرار المجموعة هو الاستمرار في الاستثمارات في الدول الافريقية.
وأوضح أن مجموعة باركليز وضعت خطة استراتيجية لمدة خمس سنوات، وتعتبر فيها السوق الافريقي من الأعمدة الرئيسية للمجموعة، كما أنه لن يحدث تسريح للعمالة في أفريقيا وما حدث في مناطق أخري هو نتيجة التغير في بعض الأعمال، وغلق بعض الإدارات، وفي المقابل يتم فتح ادارات أخري يتطلبها السوق.
وألمح إلي أن المؤشرات المالية قوية خاصة الأفريقية لكن هذه المرحلة تمثل فترة سكون لا يمكن الإفصاح عن البيانات المالية حاليا.
قال رئيس تغطية الأعمال ببنك باركليز أفريقيا إن استراتيجية البنك تم تغييرها خلال الشهور الماضية، فقد كانت هناك مجموعة منتجات يتم عرضها علي العملاء، ولكن الآن يتم عمل بحوث ودراسات علي العملاء، وتصميم منتجات وفقاً لاحتياجات العملاء، وبالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة هناك فلسفة يتبعها البنك تتمثل في الوقوف بجوار العميل حتى يستطيع الدخول في مجال الشركات الكبري.
كريم صادق العضو المنتدب لشركة القلعة:
التواجد علي الأرض شرط رئيسي للنجاح
أكد كريم صادق العضو المنتدب لشركة القلعة القابضة، أن الشرط الأساسي للنجاح في أفريقيا أنه لابد من التواجد علي الأرض، ولا يجوز التعامل بالتليفون، وإنما عن طريق الاتصال المباشر بدول أفريقيا مشيرا وأن دول أفريقيا بها شبه كبير بمصر، سواء في بيئة العمل أو ظروف السوق، وكل من يقدم سلعة أو خدمة لديه فرصة في السوق الأفريقي ولكن لابد من التواجد في السوق.
وألمح صادق إلي ان السوق الأفريقي ليس صعباً وإنما يتطلب من المستثمر التواجد المباشرة بالسوق الأفريقي والعمل في المجال الذي يجيده مؤكدا أنه لا توجد إحصائيات عن المستثمرين المصريين في أفريقيا ولا حجم اعمالهم، واعتقد أن عددهم لا يتجاوز 10 شركات تستثمر في افريقيا، ويجب أن يتم سؤال وزارة الاستثمار في ذلك.
وأشار «كريم» الذي عمل ببنكي التجاري الدولي والعربي قبل إلتحاقه بالقلعة إلي أن دور الدولة المصرية مهم في العمل علي خلق بيئة مشجعة علي الاستثمار في أفريقيا من خلال الاتفاقيات الدولية التي توفر الحماية للاستثمار وتمنع الازدواج الضريبي وخلق آلية لتمويل الشركات المصرية في الدول الافريقية، ولا مجال للحديث عن بنك تنمية الصادرات لأنه يمول المستثمرين داخل مصر، وإنما مطلوب تمويل الشركات للاستثمار خارج مصر.
وأضاف انه خلال السنوات الماضية لم يهرب القطاع الخاص من مصر، بل استمر في العمل، وحجم أعماله من الناتج المحلي الاجمالي ما بين 60 و70%، وليس متأخراً عن التواجد في أفريقيا، ولكن الشركات المتوسطة تحتاج إلي دراسة وبيئة تشريعية مناسبة واتفاقيات علي مستوي الدول لتحمي الاستثمارات المحلية.
توقع صادق الذي التحق بشركة القلعة عام 2004 ارتفاع عدد الشركات المصرية التي تستثمر في افريقيا إلي 300 شركة بدلا عن عشر شركات إذا ما تم تهيئة العوامل والمناخ الذي يدفع الشركات المصرية المتوسطة إلي التوسع خارج السوق المصري، مشيرا إلي أن العائد علي الاستثمار مرتفع، وهناك معدلات نمو قوية في السوق الافريقي، مع ظهور طبقة وسط لديها اهتمامات وتطلعات استهلاكية، ويأتي ذلك في الوقت أن العرض محدود، والشركات المصرية لديها فرص كبيرة للتصدير للسوق الافريقي، وفتح أسواق وعمل مصانع بأفريقيا ولكن يجب أن يتم وضع الاتفاقيات الدولية التي تضمن هذه الاستثمارات، ولا يوجد ما يمنع امتلاك الدولة لشركات عامة تستثمر في أفريقيا أو تقوم بتمويل الشركات المتوسطة، ولكن يجب ان يتم فصل الملكية عن الإدارة حتى تحقق هذه الشركات نجاحاً مثل قناة السويس ومصر للطيران.
وأرجع ضعف الاستثمارات الافريقية في مصر إلي أنه لا يوجد هدف لجذب الاستثمارات الافريقية لمصر، ويسأل عن ذلك وزارة الاستثمار وهل تم عمل جولات ترويجية لجذب الاستثمارات الافريقية لمصر؟ ويوجد أغني مستثمر في جنوب افريقيا في صناعة الاسمنت لماذا لم يتم دعوته إلي مصر؟ ولا توجد استفادة من الامكانيات المتاحة في مصر لجذب الاستثمارات الافريقية لمصر؟
وأضاف أن الدول الأفريقية تحتاج لاستثمار في البنية التحتية تقدر بنحو 93 مليار دولار سنويا ينفذ منها 50% وان الاحتياطي المؤكد من النفط في افريقيا يصل إلي 582 مليار برميل، والقوة الشرائية تصل إلي 800 مليار دولار، ونحو 61% من الأراضي غير مستغل أفريقيا، مشيرا إلي أن 43% من الأسر الافريقية لديها كهرباء بالنازل، وإذا ما تم استبعاد الريف سيصل إلي 10%.