يقول المحللون إن الولاياتالمتحدة، الغاضبة من هجوم تعرضت له سفارتها فى سوريا، تزيد حاليا من حدة تصريحاتها ضد هذه الدولة الواقعة فى منطقة الشرق الأوسط وتنادى بإحداث تغيير هناك. فقد هاجم مؤيدون للرئيس السورى بشار الأسد الاثنين الماضى السفارة الأمريكية ومقر السفير فى دمشق. ومن الواضح ان الهجومين أتيا نتاج زيارتين مثيرتين للجدل قام بهما السفير الأمريكى روبرت فورد والسفير الفرنسى اريك شوفالييه لمدينة حماة، التى تقع فى وسط سوريا وتشهد مظاهرات مناهضة للحكومة، لدعم المعارضة. وذكرت مارينا اوتاواى الخبيرة فى شئون الشرق الأوسط بمعهد كارنيجى اندومنت للسلام العالمى ومقره واشنطن ان "زيارة السفير الأمريكى لحماة اظهرت تغيرا فى الموقف". وانتقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس الأسد على شبكة (سى بى اس) التليفزيونية، قائلا إنه "فوت الفرصة تلو الاخرى لتقديم أجندة اصلاح حقيقة". وأكد أوباما مجددا ان الأسد فقد شرعيته، وأضاف "اننا نعمل على المستوى الدولى للتأكد من اننا نواصل الضغط لرؤية ما اذا كان بامكاننا تحقيق تغيير حقيقى فى سوريا". فى يوم الاثنين الماضى، فى رد فعل غاضب على هجوم السوريين على السفارة الأمريكية، ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ان شرعية الأسد قد انتهت. وكانت هذه العبارة من بين اشد التصريحات التى وجهتها الولاياتالمتحدة للحكومة السورية. بيد ان هيلارى كلينتون لم تحث الأسد صراحة على التخلى عن السلطة، واصرت على ان هناك "اختلافا كبيرا" بين سوريا وليبيا. يقول المحللون إن الولاياتالمتحدة صعدت ضغطها على سوريا فى الشهور الماضية. بعد المظاهرات التى اندلعت فى سوريا فى مارس الماضى، اقتصرت ردود الفعل الأمريكية على التنديد. وفى اواخر أبريل، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على بعض كبار المسئولين السوريين، وفى مايو استهدفت العقوبات الأسد نفسه. وفى 19 مايو، طلب أوباما فى خطابه الرئيسى حول السياسات المتعلقة بالشرق الأوسط من الأسد "إما ان يقود المرحلة الانتقالية، وأما يبتعد". ومن ناحية اخرى، تزيد واشنطن دعمها للمعارضة السورية بدءا من بذل جهود اولية لمحاولة معرفة خلفية المعارضة وطبيعتها حتى عملية تواصل السفير الأمريكى معها مؤخرا فى حماة. وقال اندرو تابلر، وهو خبير فى الشئون السورية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الولاياتالمتحدة "ستركز على العقوبات، وعلى اتخاذ المزيد من الاجراءات الدبلوماسية، وعلى العمل على تطوير المعارضة". ولم تصدر الولاياتالمتحدة بعد مهلة لرحيل الأسد، "لأن تغيير النظام فى سوريا يحتاج لاتباع خطى مختلفة عن الوضع فى ليبيا". ويتحدث البعض فى الولاياتالمتحدة عن عزل سوريا بصورة اكبر من خلال فرض عقوبات على قطاعيها النفطى والمالى. ويقول المحللون إن الخيار الآخر امام الولاياتالمتحدة سيكون تشكيل ائتلاف دولى اعرض للدفع من اجل استصدار قرار من مجلس الأمن الدولى لإجبار الاسد على التخلى عن السلطة.