قال الدكتور محمد عفيفي الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة: "حصلت على وعد من وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور بأن يكون المجلس فضاء حرية بلا سقف"، فيما أكد أن الحكومة الجديدة برئاسة المهندس ابراهيم محلب "تؤمن بأن معركة الثقافة هي معركة مصير لهذا الوطن". جاء ذلك في سياق حديث شامل أدلى به الدكتور محمد عفيفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، مشددا على أن المجلس الأعلى للثقافة الذي يوصف ب"عقل وزارة الثقافة" سيحتضن كل المثقفين والمبدعين المصريين ، فيما وجه عدة رسائل هامة وخاصة للشباب. وطالب الدكتور محمد عفيفي ب"التخلي عن لغة الاحباط والتصورات النمطية والتقليدية والايحاء خلافا للحقيقة بأن المجلس الأعلى للثقافة هو بوق السلطة" ، بينما هذا المجلس في الواقع هو "صوت المثقفين المصريين" ، مضيفا أن " الأحلام في هذا الصرح الثقافي كثيرة وعظيمة لكنها بحاجة لكل المثقفين المصريين". وكشف الدكتور محمد عفيفي عن أن رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب أصدر بالفعل قرارا بتشكيل لجنة وزارية للثقافة والتعليم تضم وزراء الثقافة والتعليم والشباب والأوقاف ، كما سينضم لها ممثل للمجلس الوطني للإعلام بعد تشكيله. وقال عفيفي إن رئيس وزراء مصر أصدر هذا القرار من منطلق اقتناع راسخ بأن "معركة الثقافة هي معركة مصير" لهذا الوطن، فيما أوضح أن هذه اللجنة ستكون على غرار المجموعات الوزارية الهامة في الحكومة مثل المجموعة الاقتصادية. وأضاف أن اللجنة الجديدة للثقافة والتعليم ستنهض بمسئوليات بالغة الأهمية وستسهر على انجاز عملية "التنسيق الرأسي والأفقي" بين الوزارات والأجهزة والهيئات المعنية بالعمل الثقافي أو التي تتصل انشطتها مباشرة بقضايا الثقافة. وأكد الدكتور محمد عفيفي الذي كان رئيسا لقسم التاريخ بجامعة القاهرة حتى توليه منصبه الجديد أنه سيبدأ فورا في انفاذ هذه الرؤية عبر تشكيلات ولجان المجلس الأعلى للثقافة وعلى أساس تصور شامل للعمل الثقافي الفاعل خلال هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن. وعرف الدكتور محمد عفيفي باهتماماته الثقافية العميقة والتي شكلت مصدرا ثريا لعمله الأكاديمي كأستاذ جامعي بارز للتاريخ بأعرق جامعات مصر ومؤرخ قدير له طروحاته المميزة، فيما يبدو التناغم واضحا بينه وبين وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور الذي يتبنى قيم الاستنارة ويسعى لتطوير المنظومة الثقافية المصرية واصلاح أوجه الخلل البنيوي في هذه المنظومة ومؤسساتها الرسمية. وأعرب عفيفي عن تفاؤله حيال امكانية التغيير للأفضل سواء على مستوى المجلس الأعلى للثقافة أو الهيئات والمؤسسات الثقافية الأخرى في ظل قيادة الدكتور جابر عصفور ووجوده في الموقع الأول للمسؤولية وعملية صنع واتخاذ القرار بوزارة الثقافة. وأكد أنه يتفق قلبا وقالبا مع رؤية يتبناها وزير الثقافة بشأن ضرورة استعادة الدور الريادي للثقافة المصرية في العالم العربي والاقليم ، فيما كان يشعر بالأسى حيال "تراجع هذا الدور نتيجة لظروف كثيرة وعوامل متعددة كادت أن تفضي على مدى عقود لغياب مصر عن الساحة الثقافية العربية". وقال الدكتور محمد عفيفي إننا سنمضي قدما لتعود مصر كمركز رئيس للثقافة العربية ، موضحا ان تلك العملية ستكون متعددة الجوانب والأبعاد ويدخل فيها استثمار البعد التاريخي والرأسمال الثقافي الرمزي. وكما صرح الدكتور محمد عفيفي فإن هذه العملية ستشمل حتى اصلاح وتطوير البنية الأساسية لمقار مثل مقر المجلس الأعلى للثقافة بما يليق مع أهمية المجلس ودوره في استعادة الريادة الثقافية لمصر عربيا والملتقيات التي سيشارك بها كبار المثقفين العرب داخل المجلس. وفي رسائل للشباب أعلن الدكتور محمد عفيفي أن المجلس الأعلى للثقافة "لن يكون أبدا جيتو مغلق"، فيما سيسعى المجلس الذي يدخل الآن مرحلة جديدة لجذب الكتاب والشعراء وكل المبدعين الشباب وسيكون هذا المجلس بكل رمزيته "مقرا لحوار أجيال بين المثقفين والمبدعين المصريين". وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن الدكتور جابر عصفور راغب بشدة في "اعداد كوادر ثقافية شابة" ومنحها كل الفرص للتطور بما يخدم الثقافة المصرية والتنمية بمفهومها الشامل. وكشف الدكتور محمد عفيفي النقاب عن أن المجلس الأعلى للثقافة سيشهد قريبا حفلات توقيع للكتب والاصدارات الجديدة للشباب بحضور مبدعين من اجيال اكبر ورموز للثقافة المصرية كجزء من عملية "حوار وتواصل الأجيال بين المثقفين في مصر". وفيما وصف مقولة الفجوة بين الأجيال ب" الفكرة المعرقلة "، أعاد الدكتور محمد عفيفي للأذهان ما كان يحدث في الأيام الخوالي أو العصر الذهبي للثقافة المصرية من تواصل مستمر بين اجيال المثقفين وحواراتهم التي لا تنقطع ضاربا المثل بالمشهد المحفور في الذاكرة الثقافية المصرية من حوار ومساجلات فكرية بين عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين واثنين من شباب المثقفين حينئذ هما محمود أمين العالم وعبد العظيم انيس. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن "شباب مصر في قلوبنا وعقولنا"، داعيا لتبديد أي انطباعات سلبية توحي خلافا للحقيقة وكأن هناك "حالة من التربص المتبادل بين الأجيال وخاصة على مستوى المثقفين" فيما شدد على اهمية وضرورة " التواصل المستمر والحوار البناء" معربا عن قناعته "بأن لا مشروع ثقافي قومي بلا حوار". وفي موقعه الهام بالمنظومة الثقافية الرسمية لمصر تعهد الدكتور محمد عفيفي بأن يسعى المجلس الأعلى للثقافة بلا هوادة لجذب الشباب ومواجهة فكرة القطيعة بين الأجيال وهي "فكرة مدمرة لأي مجتمع"، فيما بشر شباب المبدعين من الكتاب والشعراء بأن المجلس سيسعد باحتفاليات ثقافية لتوقيع اصداراتهم الجديدة بحضور كبار المبدعين. وأضافة لعمله الأكاديمي بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة القاهرة اسهم الدكتور محمد عفيفي على مدى اكثر من عقد في تدريس التاريخ لطلاب كلية الاعلام بهذه الجامعة واعداد الصحفي والاعلامي المتكامل في تجربة يعتز بها وتثير ذكريات الأستاذ مع الأبناء من الطلاب الذين أمسى بعضهم من اصحاب الأسماء الشهيرة في بلاط صاحبة الجلالة ودنيا الإعلام. ودعا الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الصحافة وكل وسائل الاعلام للابتكار والاهتمام بالمضمون الثقافي وتبني أفكار غير تقليدية وعدم الاستسلام أو الركون "لثقافة التوك شو" بخفتها وسطحيتها أحيانا على حساب المعالجة العميقة والجادة لقضايا الحياة المصرية، مع توجيه جرعة ثقافية مناسبة وجذابة للشباب على وجه الخصوص. وأعاد عفيفي للأذهان الدلالات والمعاني السلبية التي اقترنت باستخدام مصطلح "الثورة الثقافية" في الصين بين منتصفي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وحملات التنكيل وممارسات القهر التي تعرض لها العديد من المثقفين الصينيين ، مفضلا استخدام مصطلح "المشروع الثقافي القومي" كبديل عن "الثورة الثقافية". وأوضح الدكتور محمد عفيفي ما يعنيه ب"المشروع الثقافي القومي" بقوله ان "التحدي في مصر ثقافي في المقام الأول"، مؤكدا أنه "لا اقتصاد بلا ثقافة ولا نهضة اقتصادية دون ثقافة تفضي إلى هذه النهضة"، واستشهد في هذا السياق بأمثلة تاريخية عن حالات أمم ودول مثل اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ودور الثقافة في نهضة هاتين الدولتين بعد الخراب الذي حاق بهما أثناء تلك الحرب. ولفت عفيفي إلى أهمية "المشروع الثقافي القومي" في مجابهة الارهاب وحشد المصريين على قلب رجل واحد للتصدي لمخاطر الإرهاب وهزيمة القوى التي تغذي تلك الظاهرة العابرة للقوميات والحدود ولا تريد خيرا لمصر والمصريين. وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على أهمية الثقافة و"المشروع الثقافي القومي المنشود" حتى على مستوى السلوكيات في الشارع المصري وفهم حقوق المواطنة وتحفيز المصريين على العمل والانتاج والانجاز في مرحلة حافلة بالتحديات وبات فيها العمل بمثابة المعيار الحقيقي للوطنية والانتماء لتراب هذا الوطن. ورأى الدكتور محمد عفيفي أن "المشروع الثقافي القومي" يمكن ان ينهض بمهام "تطوير الريف المصري وتحسين اوجه الحياة اليومية لقطاعات واسعة من شعبنا وبث القيم الايجابية في ربوع الوطن وترجمة اهداف ثورة 25 يناير وذروتها المجيدة يوم الثلاثين من يونيو 2013 الى واقع يعيشه المواطن". فالمشروع الثقافي القومي ، كما يقول الدكتور محمد عفيفي لابد وان يؤدي لرفع مستوى الوعي والادراك العام بقدر ما يخدم السواد الأعظم من شعب مصر ويعزز قيم الاستنارة وحقوق المواطنة وثقافة الدولة الديمقراطية تحت مظلة الوطنية الجامعة للمصريين. وعن قضية الكوادر الثقافية والمسائل المتعلقة بالعاملين في وزارة الثقافة وهيئاتها قال الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة أن هذه القضية "بالغة الأهمية ولا يمكن بأي حال من الأحوال انجاز نهضة ثقافية حقيقية الا بحل المشاكل المتصلة بها". وأفصح الدكتور محمد عفيفي عن ان النية تتجه لابتعاث العاملين بوزارة الثقافة للحصول على "دبلوم التنمية الثقافية" من جامعة القاهرة ، موضحا ان هذا الدبلوم يدخل في اطار الدراسات الجامعية العليا وهو سيبدأ بالفعل اعتبارا من العام الجامعي القادم وتتشارك في صياغة برامجه عدة أقسام من بينها التاريخ والاجتماع وعلم النفس . ومدة هذا الدبلوم عام دراسي وهو معتمد بشهادة من جامعة القاهرة ، فيما لفت الدكتور محمد عفيفي الى انه قام على خبرات مستقاة من نماذج ناجحة في اوروبا وامريكا اللاتينية وبقدر ما سيخدم العاملين بوزارة الثقافة ويطور قدراتهم فإن "دبلوم التنمية الثقافية"، سيمنح أيضا للعاملين بوزارتي التعليم والشباب وهما وزارتان وثيقتا الصلة بوزارة الثقافة والعملية الثقافية في مصر. وأشار الى انه كأستاذ جامعي شارك في تلك التجربة الدالة بكلية الآداب في جامعة القاهرة ضمن نخبة من الأساتذة المتصلين بالعمل الثقافي وفي ظل ادراك راسخ بأنه "لا نهضة ثقافية دون كوادر قادرة على العطاء والعمل الثقافي". وبنبرة مفعمة بالتفاؤل قال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة: "نعم هناك عدد كبير من الموظفين بوزارة الثقافة وهيئاتها"، لكن السؤال: "هل هم عائق بالضرورة ام انه يمكن ان يتحولوا الى قوة دفع ثقافي لو احسن تدريبهم وتوظيفهم في اماكن مناسبة لقدراتهم بعد التدريب الكافي"؟ غير أن الأمر يتطلب تجاوبا من قيادات الوزارات التي يمكن ايفاد موظفيها للحصول على "دبلوم التنمية الثقافية" من جامعة القاهرة لأن هذا الدبلوم حسبما أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة "يستدعي نوعا من التفرغ لبعض الوقت" ، وهناك حاجة ملحة لترسيخ قناعات قيادات الوزارات والهيئات المتصلة بالعمل الثقافي "بأهمية التدريب واعادة التدريب". وضرب الدكتور محمد عفيفي المثل بنفسه كأستاذ جامعي بقوله : إن اي استاذ أو باحث هو في الحقيقة في عملية تدريب واعادة تدريب على مدى مسيرته الجامعية والبحثية ، منوها بأهمية "فلسفة الاقناع" لتفجير الامكانات الكامنة لدى العاملين بوزارة الثقافة بما يخدم أنشطة الوزارة وهؤلاء العاملين أنفسهم والذين لا يمكن قبول الحاق اي ضرر وظيفي بهم وانما ينبغي تطوير قدراتهم واعادة تدريبهم ثقافيا باستمرار. ويتحمس الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة لايفاد موظفي المجلس والوزارة ككل للحصول على "دبلوم التنمية الثقافية" من جامعة القاهرة ، ومن ثم فهو بصدد عرض الفكرة على الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة "لأن هناك تكاليف مالية يتعين تدبيرها". وهذا الدبلوم الجديد للتنمية الثقافية يدخل في باب "الاستدامة المعرفية"، فيما ينبغي مكافأة من يحصل عليه بمنحه علاوة مالية ويبدو ان نجاحه معلق على "توافر ارادة على مستوى الحكومة" لتدريب العاملين وتطوير قدراتهم في مجال التنمية الثقافية بكل ما يعنيه ذلك من انعكاسات ايجابية على عملية التنمية الشاملة في مصر. وهكذا يسعى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة للإجابة عمليا على أسئلة مزمنة كادت تتحول لاشكاليات في العمل الثقافي، مؤكدا على "امكانية تحويل الطاقات المهدرة لطاقات فاعلة وان تتحول الكوادر المعطلة بوزارة الثقافة الى كوادر ثقافية ناجحة وايجابية". وإذ يدخل المجلس الأعلى للثقافة الآن مرحلة جديدة ستكون حافلة بالعمل والانجاز على قاعدة مباديء وأهداف ثورة 25 يناير الشعبية المجيدة وذروتها التصحيحية يوم الثلاثين من يونيو 2013 ، أوضح الدكتور محمد عفيفي أن كل من يسعى لخلق تناقض بين يناير 2011 ويونيو 2013 انما يريد في الواقع اجهاض الثورة الشعبية المصرية واسقاط أهدافها وضرب منجزاتها والحيلولة دون أن تحقق هذه الثورة المزيد من المكاسب للجماهير. ومع اقتراب الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو، قال الدكتور محمد عفيفي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة : "لا تناقض بين موجتي الثورة الشعبية في يناير ويونيو"، فيما أعاد للأذهان ما حدث بعد ثورة 23 يوليو 1952 ومحاولات البعض خلق تناقض بين هذه الثورة وثورة الشعب المصري عام 1919. وإذا كان البعض ممن كانوا محسوبين على ثورة 23 يوليو قد سعوا لتصوير ان تاريخ مصر بدأ بهذه الثورة، فإن الدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة يقول إن قائد ثورة يوليو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لم يقل أبدا بهذا الرأي أو يشجعه. واستشهد الدكتور محمد عفيفي بما فعله الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل والمعروف بصلته الوثيقة بالزعيم جمال عبد الناصر عندما قام هيكل وهو على رأس مؤسسة الأهرام في عام 1969 بتنظيم احتفالية ثقافية بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1919 وهي احتفالية كانت في جوهرها ترمي "لكسر القطيعة الوهمية والتناقضات المصطنعة بين ثورتي 1919 و1952". وقال عفيفي :"ان من يفعل ذلك الآن لخلق قطيعة وهمية واثارة تناقضات مصطنعة بين الموجتين الثوريتين في يناير ويونيو، انما يهدف في الواقع لاسقاط الثورة بموجتيها معا كما فعل البعض من قبل عندما انخرطوا في محاولات بناء حائط للخصومة التاريخية بين ثورتي 1919 و1952 وهم في الواقع كانوا يريدون اسقاط ثورة 23 يوليو ذاتها". وأكد أستاذ التاريخ المعاصر والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على "ضرورة توثيق ثورة 25 يناير-30 يونيو بأسلوب علمي وبشكل سليم"، والاستفادة من دروس ومشاكل التوثيق والتأريخ لثورة 23 يوليو 1952 منوها في هذا السياق بأهمية دور لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة. كما لفت الدكتور محمد عفيفي في ختام حديثه الشامل لوكالة أنباء الشرق الأوسط لامكانية الاستفادة في عملية توثيق "ثورة يناير- يونيو" من التلفزيون ومكتبة الأسكندرية، مشيرا إلى"اشكالية عدم الاهتمام في مصر بصناعة الوعي التاريخي"، وهي اشكالية يعتزم التصدي لها بجهود فاعلة للمجلس الأعلى للثقافة.