أضرب 1500 نزيل في ستة سجون بولاية كاليفورنيا الأمريكية عن الطعام في واحدة من أقسى وحدات السجن الانفرادي في الولاية، اعتراضاً على ما اعتبروه من معاملة سيئة وغير إنسانية، حسبما أعلن مسئولو السجن لموقع هافينج بوست الإلكتروني. وقد بدأ الإضراب عن الطعام منذ أسبوع ونظمه مساجين محبوسون في وحدة الحبس الآمن في سجن خليج بيليكان التابع للولاية وهو المنشأة الأكثر تحوطاً من الناحية الأمنية وموقعها قرب الحدود مع ولاية أوريجون. والنزلاء هناك مسجونون في زنازين انفرادية بلا نوافذ لأكثر من 22 ساعة في اليوم ولا اتصال لهم ببقية المساجين منذ أعوام بل ربما أحياناً عقود! وقالت مجموعة من المساجين في سجن خليج بيليكان إنهم كانوا على استعداد للموت جوعاً بدلاً من الاستمرار في الخضوع لهذه الظروف في السجن التي يعتبرونها انتهاكاً لحقوق الإنسان والحقوق المدنية الأساسية. واستشهد موقع هافينج بوست بقول مسجون يقضي مدة سجن مؤبد بتهمتي القتل والسرقة في قوله في بيان قدمه ائتلاف المساجين "لا أحد يرغب في الموت ولكننا نعيش في نظام لا يمكن اعتباره سوى أنه تعذيب رهيب، وليس أمامنا بديل آخر". وقد جاء الإضراب عن الطعام بعد أسابيع فقط من حكم المحكمة العليا لولاية كاليفورنيا بتقليل كثافة عدد المسجونين بسبب الزحام الشديد الذي يُعرِّض النزلاء لمستويات عالية من العنف والأمراض. وقد كانت ظروف السجون في كاليفورنيا سيئة للغاية، و"لا يمكن تحملها لاسيما بمقارنتها بمفهوم حقوق الإنسان"، حسبما كتب القاضي أنتوني كينيدي في صحيفة "رأي الأغلبية". وهكذا جاء الإضراب عن الطعام احتجاجاً ليس على الزحام ولكن ضد معاملة الجناة الذين يتم عزلهم عن بقية المساجين بسبب انتمائهم إلى عصابات أو جرائم ارتكبوها أثناء وجودهم في السجن. ففي يونيو حذر نزلاء سجن خليج بيليكان مسئولي السجن من نيتهم بدء إضراب عن الطعام وقدموا ستة مطالب رئيسية تشمل إصلاحا لسياسات السجن فيما يخص السجن الانفرادي طويل المدى. وقد استشهد المساجين بتقرير أعدته مجموعة محامين ومتخصصين في تطبيق القانون، عام 2006، وقرر أن الحبس الانفرادي طويل المدى في السجون الأمريكية يمكن أن يخلق ظروفاً تعذيبية تسبب تدهوراً نفسياً وعقلياً. وقد رفضت محاكم الولاية والمحاكم الفيدرالية قضايا المساجين الذين يسعون إلى تغيير لوائح السجون. وقالت المتحدثة باسم مديرية التأهيل والإصلاحيات في كاليفورنيا تيري ثورنتون إن المساجين في وحدة الحبس الانفرادي بسجن خليج بيليكان قد حُبسوا هناك بسبب انتمائهم إلى عصابات خطيرة أو تصرفاتهم العنيفة التي ارتكبوها أثناء حبسهم. وواصلت حديثها قائلة إن الغرض من وحدة الحبس الآمن هو إبعاد تأثير أفراد العصابات عن النزلاء الآخرين وإبقاء السجن آمنا. وقد طالب المساجين أيضاً بتغيير سياسة السجن الداعية إلى الحبس إلى أجل غير مسمى لأولئك المشتبه في استمرار انتمائهم إلى عصابات إجرامية والذين يمكن إطلاق سراحهم لو اعترفوا أو أدلوا بمعلومات عن أفراد العصابات التي يعرفونها، ومن يرفض يُحكم عليه على الأقل بست سنوات في الحبس الانفرادي. ويمكن أن يظل فيه إلى أجل غير مسمى لو تورط في جريمة في السجن تشبه ما كان يرتكبه مع عصابته قبل دخول السجن.