قال رئيس منطقة الحكم الذاتى الكردية مسعود بارزانى اليوم الثلاثاء إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يواجه تحديات هائلة فى البحث عن حكومة فى العراق.. معلنا "إننا نواجه واقعا وعراقا جديدين". وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - على موقعها الإلكترونى - أن زيارة كيرى إلى العاصمة الإقليمية الكردية آربيل هى الأولى له كوزير للخارجية، والتقى خلال الزيارة مع بارزانى، الرئيس الكردى، بعد اجتماعات فى بغداد أمس الاثنين مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، ومع سياسيين من الشيعة والسنة. وأشارت إلى أن آخر زيارة من قبل وزير خارجية أمريكى لأربيل كانت فى عام 2006 عندما قامت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بزيارة العراق. ولفتت إلى أنه بعد سيطرة المسلحين من الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" على الموصل بدأوا بالتحرك إلى الجنوب، وردت قوات الأمن الكردية على ذلك بالانتقال إلى كركوك، وهى مدينة تقع فى المنطقة الغنية بالنفط التى لطالما كانت نقطة الصراع بين العرب والأكراد. وأوضحت أن التوسع الكردى وضعهم فى موقف للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتى فى المحادثات السياسية حول مستقبل العراق، ولكنه من شأنه أيضاً تعقيد الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة عراقية جديدة، بحيث لا تشمل المالكى، الذى طالما اتهم بالنزعات الاستبدادية من قبل السياسيين العراقيين. وأوردت قول رمزى ماردينى، وهو خبير فى العراق وزميل غير مقيم فى مجلس الأطلسى، وهو مؤسسة بحثية مستقلة، "إن الإطاحة بالمالكى تتطلب تعاون جميع الكتل الأخرى".. مضيفا "لكن العراق ليس المكان الذى تطغى فيه المصالح الجماعية على المصالح الشخصية، الأزمة خلقت وقائعا جديدا على الأرض، وستؤثر على الأرجح على تشكيل الحكومة المقبلة، وعلى سبيل المثال، تعاون السنة والأكراد يحتمل أن ينتهى فور تشكيل الحكومة بعد أن انتزع الأكراد كركوك". وقالت الصحيفة، إن الهدف الأمريكى من زيارة كيرى هو الإصرار على أن الأكراد عليهم أن ينحوا جانبا أية أفكار عن الاستقلال الفعلى والقيام بدور نشط فى عملية تشكيل الحكومة الجديدة. ورأت "نيويورك تايمز" أن الأكراد عنصر حاسم فى المعادلة السياسية فى العراق، ولكن العلاقة بين بارزانى والمالكى تشوبها الكثير من التوترات، كون المالكى شيعيا، وأن تشكيل حكومة تشمل جميع طوائف الشعب العراقى هو أمر غير متوقع وغاية فى الصعوبة.