رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه فى الوقت الذى تبحث فيه إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما كيفية الرد على العمليات التى تشنها جماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" فى شمال العراق للسيطرة على المزيد من الأرض هناك نتيجة واحدة يجب وضعها فى الاعتبار من الإدارة الأمريكية: وهى الحاجة الملحة لإعادة تقييم خطط البيت الأبيض المعلنة أخيرا عن أفغانستان، خاصة التعهد بسحب جميع القوات الأمريكية من الأراضى الأفغانية بحلول نهاية عام 2016 . قالت الصحيفة – فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى- بالطبع أفغانستان ليست العراق.. مشيرة إلى إن هناك اختلافات جوهرية بين البلدين، وأنه ينبغى على الولاياتالمتحدة الاستفادة من الدروس السابقة فى كل الحروب التى خاضتها وإلا تعرضت لأخطار كبيرة. أضافت الصحيفة، أنه كما الحال مع العراق قبل 3 سنوات، برر البيت الأبيض مقترح الانسحاب من أفغانستان بأنه لإنهاء واحدة من الحروب التى ورثتها الولاياتالمتحدة، و بالنظر إلى الانسحاب الكامل المخطط للقوات الأمريكية من أفغانستان فهو يهدد ببدء مرحلة جديدة من تفكيك كل ما فعلته وضحت من أجله القوات الأمريكية فى أفغانستان، كما تواجهه أيضا فى الوقت الحالى فى العراق. ومضت الصحيفة تقول إن خطط إدارة أوباما فى أفغانستان تزيد بشكل ملحوظ من أخطار ازدياد نفوذ تنظيم القاعدة، وإعادة ظهور التابعين لهذا التنظيم من جديد فى المناطق التى تم التخطيط فيها لهجمات11 من سبتمبر.. مشيرة إلى التداعيات الخطيرة جراء ذلك على أمن الولاياتالمتحدة وحلفائها . ولفتت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة استطاعت الحد من تهديدات الإرهابيين فى أفغانستان والمناطق القبلية المجاورة لها في باكستان في السنوات الأخيرة، وأشارت إلى احتمالية أن تنقلب تلك المكاسب ما لم يتم مواصلة الضغط . وأردفت واشنطن بوست قائلة: إن الوضع سيكون معقدا للغاية في غياب وجود عسكري على الأراضى الأفغانية - كما رأينا في العراق حيت ترتبط القاعدة بشبكات تم تدميرها فى عامى 2007 - 2008 عادت للانتقام عقب انسحاب الولاياتالمتحدة بنهاية عام 2011. واختتمت الصحيفة القول بأنه مثلما حدث فى العراق فإن الانسحاب الكامل من الأراضى الأفغانية سيزيل عاملا حاسما من استقرار الحياة السياسية التى لا تزال هشة، وسيخلق فراغا يشجع الدول المجاورة على تصعيد تدخل غير مفيد، ناهيك عن ازدياد أخطار انزلاق البلاد فى حرب أهلية .