الابتسامة الجميلة هي جزء هام من شخصية الإنسان و لكن لا تكتمل الابتسامة بدون أسنان سليمة و مرصوصة بطريقة جميلة. وتلعب تشوهات الأسنان والفكين دورا كبيرا في التأثير النفسي على الإنسان خاصة في مرحلة الطفولة؛ فاختلاف شكل الأسنان وبروزها إلى الأمام يدخل الطفل في مرحلة من عدم الاتزان النفسي, لذلك يعتبر تقويم الاسنان جزءا هاما فى العلاج التجميلى للوجة والفكين. وتتفاوت الحالات التى تحتاج الى العلاج بالتقويم كما ان هناك حالات لا تنجح بالتقويم وتحتاج الى التدخل الجراحى ولكن هل هناك سن مناسبة لعمل التقويم؟ وهل تنجح تلك العمليات دائما ؟ ومتى يحتاج المريض الى التدخل الجراحى؟ أنواع التقويم يقول الدكتور محمد مصطفى يحيى مدرس مساعد تقويم الاسنان وعضو المجلس العالمى لأطباء تقويم الأسنان: إن تقويم الأسنان له أشكال عديدة وأماكن عديدة أيضا، فهناك أجهزة يتم تركيبها على الجهة اللسانية اى خلف الاسنان بحيث لا يراها احد , وهناك اجهزة التقويم التى التى توضع على الاسنان Braces وهى اما مصنوعة من المعدن وهو الاكثر شيوعا نظرا لتكلفتها القليلة ولقوتها كما انها اكثر ثباتا , او مصنوعة من الخزف والذى يتميز بقرب لونه للأسنان وعدم وضوحه للآخرين وهذا النوع تفضله الفتيات أكثر. ويقوم الطبيب بتركيب القطع المعدنية اولا ثم يقوم بتطبيق قوى خفيفة ومحسوبة علميا على الاسلاك المعدنية والتى تقوم بتحريك الاسنان ثم يقوم الطبيب بشد هذه الاسلاك كل فترة فى الاغلب كل شهر حتى يصل الطبيب إلى الشكل المطلوب والذى يرضى المريض فى نفس الوقت . بعدها يقوم الطبيب بتثبيت سلك رفيع على الاسنان من الداخل لضمان عدم تحرك الاسنان مرة ثانية بعد نزع التقويم من على الأسنان, وهذا ابسط انواع التقويم خاصة مع التقدم العلمى كما انه ينجح فى جميع الاعمار. وينبه الدكتور يحيى على ضرورة الاهتمام بنظافة الاسنان، فالاهمال فى تنظيف الاسنان قد يؤدى فى نهاية فترة العلاج الى تسوس الاسنان او حدوث التهابات مستديمة باللثة، لذلك يجب غسل الاسنان اربع مرات يوميا وبعد اى وجبة واستعمال فرشاة خاصة بالتقويم، وتكون رفيعة للوصول الى الاماكن الضيقة فى التقويم واستخدام المحاليل المطهرة للفم واللثة, وتجنب الاكلات القاسية حتى لا تتسبب فى ايذاء الاسنان او كسر اجزاء من التقويم، وايضا التخفيف من الاطعمة والمشروبات التى تحتوى على السكر كالقهوة والشاى والشيكولاتة والايس كريم . تابعى طفلك ويؤكد الدكتور محمد ان هناك تقويما لا يتم الا فى مرحلة الطفولة فلابد ان لا يتعدى المريض سن15 عاما حتى ينجح، وهو التقويم الخاص بالفك، وهو نوعان: إما لتنظيم نمو الفك وعدم زيادة نموه، ويتم تركيب كابح للفك headgear ، اما النوع الثانى فهو موسع للفك expander palatal والذى يقوم بزيادة نمو الفك فى حالة صغره او التأخر فى نموه. لذا يجب على الوالدين ضرورة متابعة حالة نمو الأطفال من قبل الوالدين ومراجعة طبيب الأسنان في حالة ملاحظة أي تغيير غير طبيعي في نمو الفكين كحالات البروز مثلا. أما فى حالة عدم علاج هذه الحالات فى سن مبكرة فإنها تحتاج الى التدخل الجراحى لتعديل شكل عظام الفكين، لكن بشرط ان تكون بعد اتمام سن البلوغ سواء للبنت او الولد وان يسبق الجراحة تنسيق الأسنان بالنسبة للفك وذلك باستخدام جهاز تقويم الأسنان الثابت وتتفاوت مدة وحالة العلاج حسب شدة وحالة التشوه. والجراحة قد تشمل الفك العلوي أو السفلي أو كليهما معا ويتم فيها إعادة توجيه الفك، حيث من الممكن تحريك الفك في عدد من الاتجاهات أمامية كانت أو خلفية أو علوية أو سفلية بواسطة الجراحة، بعد ذلك يتم تثبيت عظام الفك بواسطة مسامير وشرائح معدنية داخلية مثبتة. اما المضاعفات المصاحبة للعملية وهي طبيعية ومشابهة لأي عملية أخرى فقد يعاني المريض من نزيف أو انتفاخات في الوجه، والتحكم في هذه المضاعفات يعتمد على الالتزام بالتعليمات و أخذ الأدوية بانتظام حسب تعليمات الطبيب، كما يمكن أن يعاني بعض المرضى من تنميل لبعض المناطق في الفك والذي يختفي مع الوقت ولن ننسى المحافظة على التغذية السليمة بعد العملية، لأنها تساعد على التئام الجروح بصورة سريعة وصحية. وينصح الأطباء المريض في البداية بتناول الأطعمة اللينة والسائلة حتى يتم التعود على الوضع الجديد و العودة إلى الأكل الطبيعي بصورة تدريجية.