تحت عنوان "اختطاف الشباب في الضفة أوقع حماس في الفخ"، قال المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" في مقال نشرته صحيفة "هاآرتس" العبرية أن تلقي حماس المسئولية عن الاختطاف من شأنه أن يفسر كمحاولة مقصودة لإفساد المصالحة الفلسطينية، والتنصل منها معناه التنازل عن مبدأ المقاومة المسلحة. وأضاف أن القوات المصرية طولبت بتعزيز قواتها في الأيام الأخيرة ورفعت درجة الاستعداد على امتداد الحدود مع قطاع غزة فضلاً عن التفتيش المشدد لمن يجتازون معبر رفح الذي فتح أمس بشكل محدود، وهدم المصريون أمس الأول خمسة أنفاق تربط بين غزة وسيناء، وعلى ما يبدو أيضاً حصلوا على معلومات مبكرة من إسرائيل حول نيتها بشأن مهاجمة غزة حيث انسحبت القوات المصرية قبل الهجوم الإسرائيلي لمسافة 300 متر عن الحدود. ورأى الكاتب أن التعاون بين مصر وإسرائيل، في الوقت الذي تتطلع فيه حماس لتحسين علاقاتها مع حماس، يتسبب في أزمة شديدة لحماس، مشيراً إلى أن تحمل حماس مسئولية اختطاف الشباب الثلاثة في مستوطنة جوش عتسيون أو حتى فقط تأييده قد يفسر بمصر كمحاولة مقصودة من قبل حماس لإفساد المصالحة الفلسطينية التي تدعمها القاهرة وكذا تدمير فرص الحكومة الفلسطينية الموحدة لبدء مشوارها. وتابع بأنه من الناحية الأخرى فإن التنصل من الاختطاف معناه تخلي معلن عن مبدأ المقاومة المسلحة، والذي تشبثت به حماس، رغم أنها أوضحت مؤخراً أن المقاومة قد تكون سياسية أيضاً. وأضاف أنه من هنا ينبع أيضاً الخلاف في حماس حول مسألة كيفية الرد على الاختطاف، مشيراً إلى أنه حتى الأمس رغم التصريحات الداعمة للخاطفين والاختطاف لم يؤكد أو ينفي المتحدث الرسمي بأن حماس تقف وراء العملية، حيث قال "سامي أبو زهري" المتحدث باسم حماس في تطرقه أمس للاختطاف إن "الاتهامات الإسرائيلية غبية وأهدافها استخبارية. الاحتلال الإسرائيلي سيتحمل مسئولية التصعيد في الضفة". وقال ناشط حمساوي في حديث مع صحيفة "هاآرتس" إنه ليس واثقاً في أن توقيت الاختطاف يلعب في صالح منظمته: "نحن مستغرقون حالياً في مسيرة مصالحة مع حركة فتح، وليس لدينا مصلحة لتوفير ذريعة لإسرائيل لتحطيم ما تم التوصل إليه. الاعتراف الأمريكي بحكومة الوحدة يعد إنجازا في حد ذاته. ولست متأكدا تماماً من أن القيادة وافقت أو حتى عرفت شيء عن عملية الاختطاف".