أشار الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل إلى أن قيادات حركة حماس يدركون ضرورة تغيير استراتيجيتهم والتحول إلى حركة سياسية غير مسلحة إذا كانوا يريدون تعزيز علاقاتهم مع مصر وكسر الحصار بفتح معبر رفح. قال برئيل، وفي مقاله اليومي بصحيفة "هاآرتس"، إن بوادر ذلك ظهرت في لقاء مرسي مع رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية أول أمس؛ حيث أعلن هنية عقب اللقاء أن مصر ستمد فترة فتح معبر رفح لمدة 12 ساعة في اليوم وتسمح ل1500 فلسطيني من غزة بالعبور إلى مصر. وأضاف برئيل أن مرسي وهنية اتفقا على أن تقوم مصر بتشغيل عدد أكبر من المراقبين في النقاط الحدودية لتيسير الحركة على الفلسطينيين، وزيادة كميات الوقود لتشغيل محطة كهرباء غزة، وزيادة عدد حاويات الوقود التي تدخل القطاع من مصر من ستة إلى ثمانية يوميا، لكن الاستجابة المصرية لمطالب هنية كانت جزئية، لأن مصر لا تزال غير مستعدة لفتح معبر رفح أمام مرور البضائع، بسبب الضغوط الأمريكية ولأن المجلس العسكري يريد أن يكون أي تنازل لحماس يقابله تغيير في مواقف الحركة. وأشار برئيل إلى أن المطلبين الرئيسيين المصريين من حماس هما الانفصال التام عن الخلايا "الإرهابية" في سيناء التي تلحق أضرارا اقتصادية وسياسية بمصر، والثاني دفع المصالحة الفلسطينية من أجل بناء قيادة موحدة. ويعتقد برئيل أن صعود قيادة جديدة في مصر وترك مقر الحركة في سوريا، وقطع العلاقات مع إيران، إلى جانب الاعتراف بعدم جدوى الصراع العسكري ضد إسرائيل، كل ذلك يلزم حماس بدراسة بدائل إستراتيجية، وإعلان الرئيس مرسي وقيادات الإخوان صراحة تمسكهم بمعاهدة كامب ديفيد يعتبر معضلة أمام حركة حماس، وتساءل قائلا "إذا كانت الحركة الأم -الإخوان المسلمين في مصر- قد اعترفت بإسرائيل، فهل ستكون حماس -من الناحية الأيديولوجية على الأقل- أكثر تقوى من البابا؟"، وأجاب بأن "المشكلة ليست أيديولوجية ولا دينية، فحماس لا تستطيع العمل ضد إسرائيل بصورة تدفع الحكومة المصرية بقيادة الإخوان المسلمين لأن تكون في وضع تختار فيه بين "دعم الإرهاب" والحفاظ على مكانتها (وعلاقاتها مع الغرب) باعتبارها دولة تحرص على أمن المنطقة". وأشار برئيل إلى حدوث تغيير في الدور المصري تجاه غزة، فعلى عكس مبارك الذي لم يتردد في تطبيق العقوبات على غزة، لا يريد مرسي أن يكمل تلك السياسة، لكنه يحتاج تنازلات من جانب حماس خاصة في مجال النشاط المسلح، الأمر الذي أدركه مشعل بالفعل.. ومرسي لا يحدد شروطا مسبقة، ويستجيب لبعض المطالب، لكنه ما زال ممسكا بأوراق المساومة القوية في يديه ويلقي بالكرة في ملعب حماس، والسؤال المطروح الآن هو إلى متى سينجح هنية ومشعل وباقي قيادة "الجناح السياسي" في إقناع الجناح العسكري بضرورة تغيير الإستراتيجية ونقل دور الوصي السياسي من سوريا إلى مصر؟.