استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الإمام الأكبر الأستاذ الدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بحضورالدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف. كما حضر اللقاء الدكتور نصر فريد واصل، والدكتور الأحمدي أبو النور، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، أعضاء هيئة كبار العلماء. وقدم الإمام الأكبر وأعضاء الوفد التهنئة للرئيس باسم الأزهر الشريف ومؤسساته المختلفة بمناسبة أداء سيادته اليمين الدستورية، داعين الله عزَّ وجل أن يوفقه في قيادة الدولة بما يحقق تطلعات وآمال الشعب المصري ويعزز من بث قيم الإسلام الصحيحة التي تتميز بالاعتدال والوسطية. وقد عبر الرئيس عن تطلعه لاضطلاع الأزهر الشريف بدوره في نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة وتصويب الخطاب الديني سواء في المساجد أو بالمناهج التعليمية أو على مستوى كافة مؤسسات الدولة، معربا عن دعمه الكامل للأزهر الشريف في الاضطلاع برسالته كاملة. ومن جانبه، قدم الإمام الأكبر تصوره لدور الأزهرالمستقبلي ومتطلبات المرحلة القادمة في توضيح صحيح الدين، على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية، دينا وسلوكا وقيما أخلاقية، كما أبدى الأزهر استعداده لإيفاد علمائه إلى كافة الدول التي تجد في خطابها الديني الإسلامي حاجة إلى تصويبه. وقد تم خلال اللقاء استعراض جهود قوافل العلماء الدعوية التي يتم إيفادها بالتنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء إلى المحافظات المختلفة لنشر الفكر الإسلامي الوسطي وتصحيح الأفكار والرؤى الدينية المغلوطة. وارتباطاً بالجهود المشتركة مع الكنيسة المصرية، تطرق اللقاء أيضاً إلى جهود "بيت العائلة" وقوافله المشتركة من علماء الأزهر ورجال الكنيسة، التي يتم إيفادها على مستوى المحافظات المختلفة في عدد من بؤر التوتر لمعالجة المشكلات المجتمعية، والحيلولة دون تكرارها. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر يشترك مع الكنيسة المصرية في تنظيم دورات تدريبية مشتركة تجمع الأئمة والقساوسة؛ لإعدادهم للتعامل مع تلك المشكلات. وقد وافق الرئيس على مطلب الإمام الأكبر بإصلاح المنظومة التعليمية والإعلامية والفنية، حيث اقترح إنشاء لجنة تضم وزراء التعليم العالي، والتربية والتعليم، والثقافة، والإعلام، والأوقاف، وكبار الأدباء والفنانين، على أن تقوم اللجنة بوضع رؤية عامة وهدف مشترك لإصلاح المنظومة التعليمية وتطوير المنظومتين الإعلامية والفنية، بما يخدم مصلحة المرحلة الجديدة، من خلال إنتاج فني يخدم محتواه قضايا المجتمع. كما وافق الرئيس على إنشاء "بيت الزكاة والصدقات المصري" كهيئة مستقلة تابعة للدولة يرعاه الأزهر، مشدداً على أهمية تزويده بآليات متكاملة تضمن من خلالها الدولة حسن إنفاق الأموال في المصارف الشرعية للزكاة، ووصول الصدقات لمستحقيها. واستفسر الريس عن قناة الأزهر التليفزيونية، للوقوف على تطورات إنشائها، معربا عن التطلع بدء نشاطها وإسهامها في تصحيح الخطاب الديني، حيث أوضح الإمام الأكبر أن العمل قد بدأ على مستوى الإنشاءات، مشيراً إلى حرص الأزهر على التعجيل بتفعيل القناة للاضطلاع بدورها، واعداً السيد الرئيس بإطلاقها في مستقبل قريب.