يستضيف ستاد مينيراو بمدينة بيلو هوريزونتى في السابعة مساء بتوقيت القاهرة المباراة التي ستجمع منتخبي كولومبيا و اليونان في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة في واحدة من المواجهات الصعبة في بداية المونديال. المباراة ستجمع بين منتخبين يمثلان النقيضين في عالم كرة القدم، فالمنتخب الكولومبي الذي ينتمى لمدرسة امريكاالجنوبية الكروية هو عاشق للكرة الهجومية ويميل لاعبوه للاستعراض الكروي على ارض الملعب وبه مجموعة من اللاعبين اصحاب المهارة الرائعة، فيما يمثل منتخب اليونان الواقعية الكروية بكل ما تمثله الكلمة من معنى، حيث يعتمد في اغلب مبارياته على الدفاع القوى والمحكم واغلاق كافة المنافذ امام مهاجمي المنتخبات المنافسة، ثم الانطلاق في هجمات مرتدة سريعة، ولذلك سيكون الصراع محتدما داخل ارض الملعب بين المدرستين. يدخل منتخب كولومبيا المباراة وهو يعاني من أزمة غياب نجمه رادميل فالكاو نجم موناكو الفرنسي احد ابرز ضحايا الاصابات، ما قلل بلا شك من القوة الهجومية للمنتخب الذي يدخل النهائيات بطموحات كبيرة لبلوغ الادوار النهائية لتعويض الغياب الطويل عن البطولة منذ عام 1998 بفرنسا. العروض الرائعة التي قدمها المنتخب الكولومبي في التصفيات جعلت بعض الخبراء يضعونه ضمن المرشحين للوصول للدور ربع النهائي لكن في نفس الوقت لا يرغب الكولومبيون فى تكرار سيناريو عام 1994 بالولاياتالمتحدةالأمريكية عندما ذهبوا الى النهائيات كمرشحين للقب لكنهم غادروا البطولة من الدور الاول. المدير الفني لمنتخب كولومبيا والمدير الفني السابق لمنتخب الأرجنتين خلال كاس العالم 2006 خوسيه بيكرمان يمثل نقطة قوة لمصلحة الفريق لما يمتلكه من خبرات كبيرة في بطولات كأس العالم سواء على مستوى الكبار أو على مستوى منتخبات الشباب، حيث سبق له قيادة منتخب الشباب الأرجنتينى للفوز بكأس العالم مرتين، وبالتالي فإن بيكرمان الذي أصبح معشوقا لجماهير كولومبيا بعد قيادته لمنتخب كولومبيا للنهائيات بات مطالبا بضرورة تعويض الغياب المؤثر للنجم فالكاو وهو ما سيظهر خلال المباريات في النهائيات لأن المنتخب الكولومبي كان من المنتخبات القليلة التي لم تلعب مباريات ودية جادة قبل النهائيات، حيث اكتفي بمواجهة ودية أمام منتخب الأردن وفاز فيها بثلاثة أهداف لكنها لم تكن المباراة التي يمكن أن تظهر كل إمكانيات المنتخب، ويبدو أن مهاجم بورتو البرتغالي جيمس رودريجيز أبرز الاعبين المرشحين لتعويض غياب فالكاو. المدير الفني لمنتخب كولومبيا بيكرمان تحدث عن غياب فالكاو قائلاً: علينا أن نواجه الحقيقة أننا سنشارك في المونديال دون فالكاو.. الأمر مؤسف للغاية إلا أنه علينا إثبات قدرتنا على منافسة كافة المنتخبات في كأس العالم دون تواجد فالكاو وإننا لسنا منتخب النجم الواحد، فلم يعد لمثل هذه المنتخبات او الفرق تواجد في الكرة العالمية. وأضاف: لدينا كوكبة من النجوم الموهوبين الذين يتطلعون لاثبات موهبتهم في المونديال ولدينا رغبة جامحة في إسعاد الشعب الكولومبي الذين نثق في تواجدهم لمساندتنا في المباريات. في المقابل، فإن منتخب احفاد الاغريق يبدو جاهزاً لخوض النهائيات لوضع بصمة غابت كثيراً عن الكرة اليونانية في كأس العالم، فالمنتخب اليوناني ربما يكون بلا تاريخ حقيقي في النهائيات، حيث كان ظهوره الأول في الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994 باهتا وغادر البطولة بعد ثلاث هزائم متتالية، كما كانت المشاركة الأخيرة في جنوب أفريقيا 2010 متواضعة أيضاً إلا أن التشكيلة الحالية لمنتخب اليونان قادرة على تغيير الصورة من خلال تواجد مجموعة الكبار مثل كاراجونيس وساماراس وجيكاس والمهاجم المتألق ميتروجلو الذي يتوقع تألقه وقيادته لهجوم المنتخب اليونانى. المدير الفني لمنتخب اليونان فيرناندو سانتوس لن تكون الأجواء في البرازيل غريبة عليه، فهو برازيلي الجنسية وبالتالي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الأجواء في البرازيل، وهو أمر سيكون في صالح المنتخب اليوناني. نجم منتخب اليونان كاراجونيس أبدى استياءه من الترشيحات المبدئية والتي أبعدت منتخب اليونان عن المنافسة للصعود للدور الثاني ومنحت الأسبقية لمنتخبي كولومبيا وكوت ديفوار وأكد أن الحقيقية ستظهر على أرض الملعب خلال المباريات والتي سيبذل فيها كل لاعبي اليونان جهداً كبيراً لفرض انفسهم مجددا كنجوم للبطولة. وقال كاراجونيس ان هدف فريقه الأساسي هو الصعود للدور الثاني لتحقيق إنجاز هو الاول في تاريخ الكرة اليونانية في كأس العالم ولم يستبعد إمكانية الذهاب بعد ذلك بعيدا في المونديال، مشيراً الى تفاؤله الكامل بقدرة الفريق والجهاز الفني على تحقيق هذه الآمال.