أصبحت المملكة العربية السعودية، مرجعية للعالم في عملية فصل التوأم المعقدة ومنارة أمل للتوائم السيامية بعد الإنجازات الطبية غير المسبوقة والتي حققت فيها خطوات منقطعة النظير وبنجاح تام منذ العام 1990 حتى الآن، بلغت 34 عملية من هذا النوع لتوائم سعوديين وعرب وأجانب. وأجريت تلك العمليات على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الخاصة، ولذلك واستحقت المملكة أن يطلق عليها «مملكة الإنسانية» بناء على خدماتها وإنجازاتها الإنسانية، والتي تقدّمها هذه الدولة على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي والعالمي لذا، كان توجيه خادم الحرمين الشريفين باستخدام شعار «مملكة الإنسانية» لهذا الوطن لكل المساعي الإنسانية، ومدّ يد العون التي تتميّز بها المملكة تتعدى الحدود الجغرافية والحواجز الثقافية والعرقية وكذلك حاجز الدين واللون والإقليم إلى أن تصل إلى الإنسان البسيط المحتاج أينما حلّ وأينما كان. ومن بين عمليات الفصل الناجحة كانت عملية فصل التوأمين السياميين المصريين حسن ومحمود (10 شهور)، والتي تحمل رقم 21 في رصيد عمليات فصل التوائم في السعودية، في أقل من 15 ساعة عبر 8 مراحل، وذلك بعد تلبية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنداء والديهما عام 2009، حيث أمر بدفع تكاليف جراحة فصلهما على نفقته الخاصة، إذ نقلت عائلة التوأمين من مصر للرياض وتم توفير السكن لجميع أفراد العائلة طوال فترة علاج التوأمين. وبنجاح الفريق الطبي للفصل في عملية التوأمين السودانيين ممدوح ومحمود الأخيرة في سلسلة عمليات الفصل الناجحة بفضل الله ثم بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين، فإن ذلك يضيف نجاحا جديدا الى مجموعة من النجاحات السابقة لأعقد عمليات جراحية عرفها الطب الحديث، وقد أبلى الفريق الطبي السعودي بلاء حسنا في الفصل الأخير الناجح وهو الرابع والثلاثون في سلسلة تلك العمليات التي ما زالت تكلل بالنجاح بفضل الله وتوفيقه، وكما هو الحال في العمليات السابقة، فإن العملية الأخيرة اتسمت بصعوبة بالغة غير أن الفريق الجراحي السعودي وقد تمرس في اجراء مثل تلك العمليات، نجح في عملية الفصل التي مرت بتسع مراحل وتمكن من تقليص مدتها وتم الفصل بنجاح باهر كما هو الحال في العمليات السابقة. وتنم تلك النجاحات المضطردة عن المستويات الطبية الرفيعة والمتقدمة التي وصلت اليها المملكة بفضل الدعم المتواصل والمطلق الذي تتلقاه الشؤون الطبية والصحية من قبل خادم الحرمين الشريفين، وقد أدى هذا الدعم الى نجاح الجهود المثمرة التي بذلها وما زال يبذلها الفريق الطبي السعودي المتخصص في عمليات فصل التوائم، فالعمل الدؤوب من قبله أدى الى تحقيق تلك الانجازات الطبية المتميزة. يبقى أن نجاح هذه العمليات التي تعد الأكثر تعقيداً في العالم، أكبر دليل على التطور الذي حققته المملكة في المجال الطبي مما جعلها تحتل موقع الريادة في المجال الطبي على مستوى العالم.