فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في أفغانستان، وبدأ التصويت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، فيما سمع دوي انفجار وسط العاصمة كابل أعقبه انطلاق صفارات الإنذار في الحي الدبلوماسي الذي يضم عدة سفارات ومقر قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأعلنت حركة طالبان أنها استهدفت مقر سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في كابل بقذيفتين موجهتين، بينما قللت الشرطة الأفغانية من حجم التفجير. وكانت حركة طالبان هددت باستهداف مراكز الاقتراع وطلبت من المواطنين الامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية. وحثت الحركة -في بيان صدر مؤخرا- مقاتليها على توجيه ضرباتهم دون هوادة طيلة يوم الانتخابات بهدف القضاء على ما أسماه البيان "العدو" وإلغاء هذه الانتخابات. وحذرت الناخبين من أنهم يعرضون أنفسهم للمخاطر والأهوال إذا ما توجهوا إلى الاقتراع. ويتنافس في هذه الجولة كل من عبدالله عبدالله الذي يعد الأوفر حظا للفوز، ورجل الاقتصاد وزير المالية الأسبق أشرف غني على منصب الرئاسة خلفا للرئيس الحالي حامد كرزاي في دورة ثانية من الاقتراع. وخلال فترة الصمت الدعائي حث المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان جان كوبش الشعب الأفغاني على التوجه بكثافة للانتخابات، والتصرف كمواطنين مسؤولين حتى يعتلي سدة الحكم الشخص الذي يرغب به معظم الشعب. من جهته، قال رئيس مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة ثيس برمان إنه من الضروري أن تتسم الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الأفغانية بشفافية تامة "لتجنب أي غموض" والتوصل إلى نتيجة تكون مقبولة من الجميع. وتعد هذه الانتخابات أول انتقال للسلطة بين رئيسين أفغانيين منتخبين، كما تعد اختبارا لهذا البلد الفقير الذي تسيطر على جزء منه حركة طالبان، وتعتزم قوات الناتو بقيادة الولاياتالمتحدة الانسحاب منه قبل نهاية العام الجاري. وستشكل الانتخابات نهاية لعصر كرزاي الذي تولى السلطة في أفغانستان عقب غزو عسكري قادته الولاياتالمتحدة وأطاح بحكم طالبان عام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وتواجه أفغانستان عدة صعوبات، فإلى جانب تهديد طالبان، يستشري الفساد في البلاد وزراعة المخدرات، وهي صعوبات لم يتمكن وجود عسكري أميركي وغربي كبير لمدة 12 عاما من القضاء عليها. وقد شددت السلطات الأفغانية من إجراءاتها الأمنية بعد أن تهديدات طالبان وفتشت الشرطة والجيش في أفغانستان جميع السيارات تقريبا في كابل وفي المدن الأخرى الجمعة، لإحباط أي محاولة اعتداء قد تشنها حركة طالبان. وأعرب رئيس عمليات الجيش الأفغاني الجنرال أفضل أمان عن تخوفه من أن تسعى طالبان للحيلولة دون مشاركة كبيرة في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة. وأشار أمان إلى أن القوات الأمنية شنت عمليات في كل أنحاء البلاد في الشهرين الماضيين لطرد "المتمردين" وتأمين المناطق المختلفة لإجراء الانتخابات. من جهته قال الجنرال محمد ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع إن حوالى 400 ألف جندي وشرطي وعنصر في أجهزة الاستخبارات يشاركون في التدابير الأمنية لحماية الانتخابات. تجدر الإشارة إلى أن عبد الله حل في المرتبة الأولى في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي بنسبة 44.9% من الأصوات مقابل 31.6% لمنافسه غني.