برديس هى إحدى قرى مركز البلينا بمحافظة سوهاج والبالغ تعداد سكانها ما يزيد علي 120 ألف نسمة أصبحت هذه القرية محط أنظار الجميع فهى الأكثر شراسة بين قرى المحافظة إنها قرية الدم والنار كما يطلق عليها حيث لا صوت يعلو فوق صوت إطلاق الأعيرة النارية فلا يمر يوم إلا وتسمع إطلاق وابل من الرصاص ولا يمر يوم إلا وتكون معركة بين عائلتين وهنا يتجدد الثأر وتحترق المنازل وتغلق المحلات التجارية والمقاهى وأصبحت قرية برديس مرتعاً للسلاح والمخدرات برغم ما تبذله مديرية أمن سوهاج من مجهودات للقضاء على الخصومات وضبط الأسلحة غير المرخصة بإشراف شخصى من اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج، وما يحدث بين عائلتى أبو نحيلة والشيمى هو أشبه بالحرب الباردة التى يروح ضحيتها كل عدة أشهر ضحايا ومصابون لا حصرلهم ففى عام 2012 تجددت الخصومة الثأرية بين الطرفين بسبب الأولوية على المرور أثناء حفل زفاف وقتل فيها أحد أفراد عائلة النحيلات وتم ضبط المتهم وهو محبوس حالياً على ذمة القضية وفى عام 2013 حدثت مشاجرة بين العائلتين احترق فيها 14 محلاً تجاريا ومنزلاً بسبب تجدد الخصومة الثأرية ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قتل 3 أشخاص لا ينتمون للعائلتين وتوقفت حركة القطارات ما يزيد على الساعتين وتوقفت معه الحياة فى القرية التى أصبحت وكأنها قرية مهجورة بلا سكان حيث أصبح نهارها ليلاً فلا ترى بشراً يمشى فى الشوارع والطرقات الكل أصبح خائفاً من أصوات طلقات الرصاص العشوائية حتى أن مديرية أمن سوهاج فى ذلك الوقت دفعت بأعداد كبيرة من قوات الأمن المركزى للسيطرة على الموقف ومنع تجدد الاشتباكات وتم ضبط عدد كبير من الأسلحة الآلية من الطرفين وكانت هذه الحرب الباردة قد اشتعلت منذ شهرين وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين وفى 8 من الشهر الجارى فوجئ أهالى القرية بسماع إطلاق نار كثيف فى تبادل لإطلاق النار بين العائلتين حيث تجددت الخصومة الثأرية بينهما مرة أخرى وأصبحت القرية وكأنها فى حالة حرب فالأعيرة النارية تطلق من كل مكان دون أن يُعرف لها اتجاه وأصبحت القرية فى ذلك اليوم المشئوم قرية بلا حياة حيث توقفت حركة القطارات لمدة ساعة كاملة ولقى شخصان من العائلتين مصرعهما وهما نور الدين وينتمى لعائلة الشيمى وعبدالرازق وينتمى لعائلة النحيلات كما أصيب آخرون بطلقات نارية وتم نقلهم للمستشفيات المختلفة وأصبح أهالى القرية يعيشون فى حالة من الرعب والفزع بسبب الخوف على بناتهم وأبنائهم من الطلقات الطائشة التى تحصد الأرواح دون حساب والأهالى يتساءلون إلى متى تعيش القرية فى هذه الحرب الباردة التى تحصد أرواح الأبرياء، ويقول العميد حسين حامد مدير إدارة المباحث الجنائية بمديرية أمن سوهاج إن مديرية الأمن تبذل قصارى جهدها لمنع مثل هذه الاحتكاكات بين العائلات، ففى عام 2012 حاولت الأجهزة الأمنية إتمام الصلح بين العائلتين المتناحرتين خاصة بعد أن أخذت عائلة النحيلات بالثأر وقتلت أحد أفراد عائلة الشيمى ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، وفى عام 2013 حدثت مشاجرة بين العائلتين بسبب استفزاز الشباب لبعضهم البعض وتم إحراق المحلات التجارية وعدد من المنازل وتبادل الطرفان إطلاق النار وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 12 من المتهمين وتم إلقاء القبض عليهم وقتل فى هذه المعركة أحد أفراد عائلة النحيلات وأضاف العميد حسين حامد أنه تم الدفع بالأجهزة الشعبية لإتمام الصلح ولكن دون فائدة والمديرية من ناحيتها قامت بعدة حملات مكبرة على العائلتين تم ضبط أسلحة وذخائر من الطرفين وتم تحديد 11 متهما ً من مثيرى الشغب من أفراد العائلتين وأحيلوا للمحاكمة وتمت إحالة أوراقهم لفضيلة المفتى وبرغم ذلك لم يرتدع الطرفان وحدثت المشاجرة الأخيرة والتى راح ضحيتها شخصان وما زالت الجهود مبذولة، حيث قامت قوات الأمن بتعيين خدمات لمنع الاشتباكات بين العائلتين والدفع بتشكيلات من الأمن المركزى والحملات مستمرة على القرية لضبط المتهمين والمطلوبين وكذلك الأسلحة المستخدمة فى المشاجرة، وأضاف العميد حسين حامد أن هناك مشاجرات يومية بسبب أتفه الأسباب وأكثرها لعب الأطفال وأولوية المرور ويروح ضحيتها ضحا يا لا ذنب لهم وسبب ذلك نقص الوازع الدينى ومن الجدير بالذكر أن هذه العائلات لا تريد لهذه المشاكل أن تنتهى بسبب المبالغ المالية التى يتم فرضها على أفراد العائلة وخاصة الذين يعملون بالخارج.