اسمحوا لى أن أعيد عليكم مقالى الذى نشرته يوم 24 07 2013 حول مستقبل الليبرالية فى مصر!! الليبرالية ونجاحها مرتبط بكم، بمن يؤمن بالديمقراطية والحريات العامة!! قد تسألنى: ولماذا تعيد نشرها؟ الإجابة بسيطة.. لأننا فى حاجة إلى تأكيد أن الحريات لايمكن أن تتأجل وأن الديمقراطية هى كلمة السر عند الدول الناجحة..اقرأوا معى المقال مرة أخرى.. وهذا نصه: هل الليبرالية تواجه أزمة فى مصر؟! الإجابة.. نعم! لأن أنصارها مازالوا يتعاملون مع المنهج باعتباره ضرورة يجب على الناس اتباعها، دون جهد حقيقى يبذله هؤلاء الأنصار، لتمهيد الأرض وتطبيق المنهج، من خلال وجود ظهير جماهيرى أكبر! لا يكفى أبداً أن ينتشر المنهج وسط المتعلمين والمثقفين، ولكن يلزمه حجم انتشار أكبر وسط البسطاء، الذين مازالوا يتعرضون، لعملية، مسح أدمغة، وتحريض ضد المنهج، وقادته، ورموزه، ويكفى أننا نواجه كل يوم عمليات تشويه، صحيح لم تقنع معظم الناس، وأغلبيتهم الساحقة، ولكنها تمنح قبلة حياة جديدة، لتيار يستغل الدين ويعيش على التجارة فيه، وهذا هو الخصم الحقيقى الذى يجب مواجهته بالحجة، والفكر، وهزيمته، حتى ينقرض، ليصبح الدين لله والوطن للجميع.!! أول سؤال يجب أن نطرحه على الناس، هو.. هل الليبرالية حرام.. والليبراليون زنادقة من أنصار الشيطان؟.. هذا السؤال يجب أن نطرحه، نحن، وسط الناس قبل أن يزج به غيرنا، لأنه لا يجوز ترك تجار الدين، يطرحون هذه الفكرة، طبقاً لرؤيتهم، مستندين فيه لأكاذيبهم، ونحن فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وبعد مرور خمسين عاماً، أو أكثر على قيام من يستخدمون العقل فى التفكير، بالصعود إلى القمر. تجار الدين يطلقون أكاذيبهم على المقاهى والشوارع والمنتديات الصغيرة وصفحات الفيس بوك، وكأن هؤلاء المفكرين الجدد لا يعرفون كيف يفكر العالم، ولا يفهمون أن وسائط التفكير السليم لا تتعارض عادة مع الدين، بل تتلاقى معه إذا فهمنا كيف نختلف ونناقش الأفكار بلا تعصب أو تمسك برأى واحد ووحيد، فالليبرالية تدعونا إلى التفكير، والإيمان بحق الآخر فى أن يقول رأيه دون حجر عليه، أو تسلط، أوقهر، أو تكفير!! الليبرالية لمن لا يعرفها، تعنى الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، وحق جميع المواطنين فى التنافس بمجال الاقتصاد والسياسة، بلا احتكار للمال ولا السلطة.. فجميع المواطنين سواء أمام القانون، الذى يجب أن يكون عاماً يطبق على كل الناس ومجرداً لا يصدر من أجل شخص بعينه ولا حالة بعينها.. ما رأيكم فى هذا المنهج الحرام ..وهؤلاء الليبراليين الفاسدين؟! نعرف أن هناك حملة شرسة على الليبراليين فى مصر يقودها أصحاب نظريات ومناهج أخرى، بسبب انفجار الثورة الشعبية يوم 25 يناير ثم ثورة 30 يونية على أيدى شبان صغار فى السن يعتنقون الليبرالية منهجاً.. ونجحوا فيما فشل فيه غيرهم من أصحاب المدارس الأخرى، بعد سنوات طوال، من العمل وسط الجماهير... والهجوم المنظم الذى يمارس على الليبراليين الجدد فى مصر، بدعوى أن الليبرالية «حرام» هو جزء من هذا المخطط، الذى يستهدف تفريغ الساحة من أصحاب مبادرة الثورة على الحاكم، فهؤلاء الثوار الليبراليون هم الذين تستقبلهم القنوات الفضائية كل يوم، هم أصحاب «الترمومتر» فى ميدان التحرير، وهم الذين دعوا إلى مليونيات هائلة، فى مواجهة الإخوان المسلمين، فنجحت، رغم أنها موجهة ضد التيار الأكثر عدداً من حيث التنظيم، فكان الثمن المقابل لهذا النجاح هو تعرض «المنهج» للهجوم والتشويه، بنفس الطريقة التى تم بها تسويق، التصويت ب«نعم» خلال الاستفتاء على الدستور، وقبلها التعديلات الدستورية، والتى ثبت بعدها، لمن قالوا «نعم» إن كلمة «لا» كانت هى الأصوب، ولكنهم، تعرضوا لعملية خطف عقلى سريعة ومباغتة، على أيدى أصحاب فتاوى الحلال والحرام فى زمن غزوات الصناديق!! الأزمة التى يعانى منها الليبراليون الكلاسيكيون فى مصر أنهم بلا قائد، وترجع هذه الفوضى التى يعانون منها، إلى طبيعة المنهج، الذى لا يعتمد قوالب ثابتة، وعندما ظهر الشبان الذين يعتنقون الليبرالية منهجاً، دون الانتماء لتنظيم سياسى، ثبتت الحاجة إلى توحيد صفوف الليبراليين المصريين، فى اتحاد أو ائتلاف يضم كافة الفصائل الليبرالية، حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها لإفساد خطة الاستيلاء على ثورة هى ليبرالية بالأساس، قام بها شبان من مدارس مختلفة، لكنهم يؤمنون بأن الليبرالية السياسية،هى السبيل لنهضة هذا الوطن، الذى يجب أن يصبح حراً،حتى لا يعود مرة أخرى للوراء!! أدعو كل الليبراليين المصريين للالتقاء، ومناقشة الأمر لأنه خطير، فهذا المنهج الحر ليس شركاً، ولا الليبراليون شياطين، ولا الليبرالية ملعونة، ولا الشبان الذين فجروا الثورة فى ميدان التحرير من الكافرين!!