نائب محافظ سوهاج ووكيل وزارة الصحة يكرمان قيادات المديرية والمتفوقين من أبناء الصيادلة.. صور    «إكسترا نيوز»: دعم ذوي الإعاقة وتنسيق مع الصحة والبنوك استعدادًا للاستحقاق النيابي    لقاء مفتوح بين وزير السياحة ومستثمري الأقصر وأسوان لوضع خريطة استثمارية جديدة    بدر عبد العاطي وحديث ودي حول وقف الحرب في غزة وانتخابات اليونسكو    استشهاد 70 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    بايرن ميونخ يكتسح فرانكفورت بثلاثية ويواصل مطاردة الصدارة في البوندسليجا    ريال مدريد يواصل التألق بثلاثية في شباك فياريال ويعزز صدارته لليجا    سيراميكا يعبر الحدود بثلاثية مثيرة في الدوري    مصرع طفل وإصابة شخصين في حادث دراجة نارية بالفرافرة    حكاية ضابط بطل تصدى لقائد سيارة متهور ومنع كارثة    هاني رمزي يحتفل بزفاف ابنه بحضور أشرف صبحي والمشاهير | صور    متحدث اللجنة المصرية لإغاثة غزة: اكتبوا في التاريخ أن السيسي أكثر عربي وقف بجانبنا وكسر المجاعة وناصر قضيتننا    تتبقى فرصتان.. المغرب يتسبب في ضياع أولى هدايا تأهل مصر في كأس العالم للشباب    محمود مسلم: السيسي لم يتواصل مع قيادات إسرائيل منذ بدء حرب غزة.. ووصفهم ب«العدو» تطور خطير فى العلاقات    نشأت الديهي للمحافظين: كنتم فين والتعديات على النيل تحدث.. يجب إزالتها سواء عشة أو قصر    صادر له قرار هدم منذ 53 عامًا.. انهيار جزئي لعقار في جمرك الإسكندرية دون خسائر بشرية    مصرع 3 عناصر إجرامية شديدة الخطورة خلال مداهمة وكرهم ببني سويف    الري: أراضي طرح النهر تُمنح للأفراد بحق انتفاع وليس بعقود إيجار دائمة    ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز تشيلسي ضد ليفربول.. أرسنال يخطف الصدارة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مظاهرات حاشدة تطالب برحيل بنيامين نتنياهو.. ترامب: لن أتهاون مع أى تأخير من جانب حماس وسأعامل الجميع بإنصاف.. الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبنانى    لأول مرة فى تاريخها.. اليابان تختار سيدة رئيسة للحكومة    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    شريف فتحي يشارك في اجتماع غرفة المنشآت الفندقية بالأقصر    ضحايا فيضان المنوفية: ندفع 10 آلاف جنيه إيجارًا للفدان.. ولسنا مخالفين    أخبار × 24 ساعة.. قافلة إغاثية لمتضرري ارتفاع منسوب نهر النيل في المنوفية    دوري أبطال أفريقيا.. قائمة بيراميدز في مواجهة الجيش الرواندي    بشير التابعى: مجلس الزمالك ليس صاحب قرار تعيين إدوارد ..و10 لاعبين لا يصلحون للفريق    المحافظات ترفع الطوارئ لمواجهة ارتفاع منسوب مياه النيل: «الوضع مطمئن»    «الهيئة الوطنية» تُعلن موعد انتخابات النواب 2025 (الخريطة كاملة)    «الأوقاف» تُطلق البرنامج التثقيفى للطفل    بداية فصل جديد.. كيف تساعدك البنوك في إدارة حياتك بعد الستين؟    قافلة عاجلة من «الهلال الأحمر» لإغاثة المتضررين من ارتفاع منسوب مياه النيل في المنوفية    أمطار واضطراب الملاحة.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم الأحد    سطو مسلح على محل فوري في كرداسة.. المتهمون ارتدوا أقنعة واستخدموا بندقيتين خرطوش (تفاصيل التحقيقات)    تغيرات مفاجئة ونشاط للرياح.. تفاصيل حالة الطقس حتى يوم الجمعة المقبل    إعلام عبرى: إسرائيل تبلغ أمريكا نيتها الإبقاء على وجودها داخل المنطقة العازلة    تعرف على برجك اليوم 2025/10/5.. «الأسد»: تبدأ اليوم بطاقة عاطفية.. و«الحمل»: روح المغامرة داخلك مشتعلة    بعد الانتهاء من أعمال الترميم.. افتتاح تاريخي لمقبرة أمنحتب الثالث بالأقصر    رئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم    اللواء محمد إبراهيم الدويري: يجب إنقاذ غزة قبل الحديث عن المصالحة الفلسطينية    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    ياسمين الخطيب تهاجم الساخرين من فارق العمر في زواج رانيا يوسف: الدين لم يحرّم ذلك    لمتابعة الأداء ومستوى الخدمات.. حملات مرور ميدانية على الوحدات الصحية في إهناسيا ببني سويف    «الصحة» تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر «قلب زايد» بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب في مصر    «مدبولي»: أراضي طرح النهر لا يجوز التعدي عليها بالزراعة أو البناء (تفاصيل)    غدًا .. عرض 4 أفلام نادرة مرمَّمة توثّق لنصر أكتوبر المجيد    شريف العماري: الزواج السري يجعل الزوجة تعيش في حالة خوف واختباء من أبنائها ومعارفها    محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول الطلاب بالصف الأول الثانوي للعام الدراسي الجديد    المدير الرياضى للأهلى ل «الأخبار»: احتراف الشحات مرفوض وعبدالقادر يرحب بالتجديد    محافظ شمال سيناء يدعو المواطنين للاحتفال بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر    محافظ المنيا: الدولة تولي اهتماماً كبيراً بصحة المرأة ضمن المبادرات الرئاسية    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد كريمة: هيئة كبار العلماء مليئة بالإخوان الذين يتحدَّون الطيب

أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: 6 مواد فى الدستور الحالى تخالف الشريعة.. وانتظر رد ممثلى الأزهر فى «التأسيسية» عليها

«السلفيين حاطينى فى راسهم».. والأزهر أول من يتخلى عنى

لا عيب فى دعم المذهب الشيعى فهم قوم يصلون صلاتنا

لا بد من وضع قانون لتجريم الخارجين على المنهج الوسطى

السلطة الدينية لا تنتج إلا الفاشية.. واستخدام الدين يعود بنا إلى العنف المسلح

خاض الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر القاهرة معارك كثيرة مع المتشددين والتيار السلفى تحديدا، قبل الثورة، وقد ظهرت هذه المعارك بعد الثورة فى جامعة الأزهر، التى رغم منهجها الوسطى تضم أكبر تجمع سلفى بين الطلاب، وهو الأمر الذى زاد من الأمور تعقيدا فى التعامل مع الطلاب الذين يعتبرونه من الشخصيات التى لا تخدم الدعوة.

■ هل هناك إمكانية لعودة مؤسسة الأزهر إلى طبيعتها كنموذج الوسطية الإسلامية، بعد تحولها إلى مرتع للسلفيين المتشددين؟

- فى رأيى أن أول خطوة لإصلاح مؤسسة الأزهر هى إصدار قانون يجرم كل من يخرج على الأزهر وينحرف عن المنهج الأزهرى، فعلى سبيل المثال لا يستطيع السلفيون فى دولة مثل المملكة العربية السعودية أن يعتنقوا الفكر الصوفى لأنهم يعلمون جيدا أن نتيجة هذا عقاب حاسم، وهناك بعض الأزهريين يهدمون الأزهر بأفكارهم الشاذة والمتطرفة، وغيرهم متلونون يظهرون بالزى الأزهرى، ويعلنون انتماءهم إلى الأزهر، لكنهم يعتنقون الأفكار السلفية المتشددة ويشوهون ثقافة الأزهر، وأيضا هناك كوادر إخوانية تعمل داخل الأزهر ولا تبالى بسمعته ولا تهتم إلا بمصلحة الجماعة ويأخذون الأزهر وسيلة لنشر فكرهم السياسى، وهؤلاء يجب أن يعاقبوا، وأن يكون هناك قانون صارم يجرم هذه الأفعال، فبدون قانون سيظلون يمرحون داخل الأزهر دون ضابط، وقد وصل الأمر بهم إلى التطاول على شيخ الأزهر تحت دعوى الإصلاح.

■ من الأخطر على الأزهر السلفيون أم الإخوان؟

- بالطبع السلفيون أشد خطورة على تاريخ الأزهر، وسيكونون سببا فى القضاء على هذه المؤسسة العريقة، لأن أفكارهم تضرب فى أساس المنهج الأزهرى المعتدل، إضافة إلى أن عددهم أضعاف الإخوان، أما الإخوان فهدفهم واضح ومعروف، وهو الاستحواذ على المناصب القيادية بالأزهر.. الإخوان يريدون أن يمتلكوا المؤسسة ويسيطروا عليها مثل أى مؤسسة فى الدولة، لكن السلفيين يضربون المنهج الأزهرى فى مقتل، فالإخوان لا تهمهم الثقافة الأزهرية، لكن تهمهم فقط المناصب التى سيأخذونها وسيحصلون عليها إن عاجلا أو آجلا.

■ لماذا تجزم أنهم سيحصلون عليها؟

- المشهد الحاصل الآن يؤكد ذلك، يكفى النظر إلى ما حدث فى وزارة الأوقاف وما تم من أخونتها عن طريق الوزير الجديد الدكتور طلعت عفيفى، إضافة إلى وجود أعداد خطيرة فى هيئة كبار العلماء من المنتمين إلى الفكر الإخوانى.

■ تقصد منْ؟

- لن أذكر أسماء، لأن الوضع خطير، والمسألة لا تقتصر على عضو أو اثنين، لأن هناك شخصيات صاحبة رأى وكلمة داخل الهيئة تؤيد هذا الفكر وتتحدى به أحمد الطيب ولا أريد الحكم عليهم، لأننى فى نهاية الأمر بعيد عن صناعة القرار.

■ ما أسباب الصراع الواضح بينك وبين السلفيين؟

- لا يوجد صراع بينى وبين أى فئة أو جماعة، كل ما فى الأمر أننى أقوم بتأدية رسالتى التى تتلخص فى تصحيح المفاهيم المغلوطة، وهو ما لا يرضى المتشددين، فأنا بكل فخر قمت بذلك منذ نصف قرن فى وقت سطوة الجماعات الإرهابية التى هى الآن أهم أجزاء المشهد الغريب الذى نعيشه وانتقدت مبادئهم عام 1993 خصوصا فى ما يتعلق بقضية الحكم بغير ما أنزل الله، وفى هذا الوقت أظهرتهم على حقيقتهم، وذلك من خلال كتاباتى وفضحتهم عندما كتبت أهداف الفكر الوهابى والسلفية بين الأصيل والدفين، كما قدمت كتاب صحيح الإسلام للخارج بواسطة وزارة الخارجية وكل ذلك مجهوداتى الفردية، وكان هدفى بهذه المجهودات أن الناس أعداء ما جهلوا، وأن دورنا هو التوضيح والتفسير لذلك «هما اللى حاطنى فى راسهم وما زالوا يحاربوننى حتى الوقت الراهن».

■ كيف يحاربونك؟

- فى كل مكان بدءًا من وجودى فى المساجد وإلقائى الدروس التى يضيقون علىّ فيها، وكذلك الدروس الخاصة التى أعطيها للشباب والنساء، إضافة إلى حملات التهديد وتلفيق الاتهامات التى يشنونها ضد شخصى وتزوير مقاطع من الإعلام لإثارة الرأى العام ضدى، والغريب أن الأزهر يكون فى هذا الوقت أول من يتخلى عنى إذا أصابنى مكروه.

■ كيف تخلى عنك الأزهر؟

- لا ألوم المسؤولين، ولا ألوم أحدًا على الإطلاق، لكن مجرد وجودى وسط زملائى الذين يبتعدون عنى وقت الأزمات وهم يعلمون جيدا أننى على حق، إما خوفا على مصالح وإما عدم رغبة فى خوض المعركة يجعلنى أشعر أن الأزهر يتخلى عنى ويبيعنى، وأنا لا ألومهم، لأن لكل إنسان منطقه وفلسفته فى الحياة.

■ ما وجهة نظرك فى ضرورة تنقية المذهب السلفى؟

- الحل واضح وسهل للجميع، لأن المحاسبة والمعاقبة هما أداة الردع لهؤلاء، وقد قمت بإرسال مذكرة لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، وأعلم جيدا أنها لم تصله لأن زكريا عزمى ما زال موجودا فى القصر، وقد اشتملت هذه المذكرة على رؤية للإصلاح الدينى والثقافى، ولم يرد علىّ أحد.

■ ما أخطر ما يقوم به السلفيون الآن؟

- أخطر ما يقومون به هو الإساءة إلى الإسلام وتشويهه أمام المسلمين أنفسهم، وذلك عندما يعلنون أن القذف والسب هو منهج القرآن، وبالمناسبة ذكرت ذلك للرئيس فى مذكرتى ولم يرد، كما طرحته على بعض ممثلى الأزهر فى الجمعية التأسيسية للدستور.

■ هناك اتهامات لك بدعم المذهب الشيعى فى مصر؟

- لا عيب فى دعم المذهب الشيعى، لكنى لا أقوم بذلك حقيقة، فأنا أزهرى سنى الثقافة حتى النخاع، وأنتمى إلى الأزهر الذى يرحب بالتعددية، لكن لا يوجد بينى وبين الشيعة أى اتصال أو تواصل من أى نوع ولا أقتنع بأى من مبادئهم، لكن أنا لا أكفرهم وهذا ما يأخذه علىّ المتسلفون ويحاربوننى بسببه، وأتحدى من يثبت أن لى علاقة بالشيعة، وأنا لا أتمذهب بأى مذهب، لأن الدين عند الله الإسلام، إضافة إلى أن الشيعة قوم يصلون صلاتنا، والنبى قال «هو سماكم المسلمين، وأن الدين عند الله الإسلام» وأنا لا أترك الصبغة النبوية مع احترامى للشيعة، ولم ولن أكون.. كل ما فى الأمر أننى حاولت تفهم وجهة نظر الآخر، وهذا الادعاء هو محاولة يائسة من بعض السلفيين لهدمى، فمرة يقولون متصوفا ومرة شيعيا.

■ ما رأيك فى استخدام الدين فى السياسة والوضع الراهن لمصر؟

- استخدام ورقة الدين يعود بنا إلى القرون الوسطى ويجر العنف الفكرى والعنف المسلح والغلو والتشدد ويجعلنا مثل إسرائيل وهذا ما كان يقوم به باباوات الكنيسة فى القرون الوسطى، وهو الأمر الذى قضى على هذه العصور، لأن اللعب بورقة الدين يجر على المسلمين معارك طاحنة، لأن هؤلاء يستخدمون الدين استخداما سيئا، لأن الدين والسياسة أمور مرتبطة ببعضها، وأنا عندما أفقد عقلى أتكلم عن فصل الدين عن السياسة، لكن الاستخدام السيئ للدين خصوصا لتمرير الدستور وانتخابات المجالس النيابية والتلويح بالجنة والنار هذا هو العيب وقد استخرجت ستة مواد فى الدستور الحالى تخالف الشريعة، وأنا الآن أحرك هذا الموضوع وأرسلتهم إلى ممثلى الأزهر فى الجمعية التأسيسية وأنتظر الرد.

■ ما هذه المواد؟

- أغلبها مواد تتعلق بالمرأة والعمال.

■ هل ترفض ما يسمى ب«الحكم الإسلامى» فى مصر والدول العربية؟

- السلطة الدينية لا تنتج إلا الفاشية والديكتاتورية والتسلط والقهر والتعذيب، لأن السياسة من الأمور الصعبة ومسألة الشرع أصعب، لذلك يظهر لنا فشل الإسلاميين الآن فى الحكم.

■ ما الحكم الشرعى فى نظام الرئيس مرسى؟

- الحكم الشرعى يسأل عنه الإفتاء ومشيخة الأزهر فهذه ليست مهمتى.

■ لكنك رجل دين أزهرى وداعية إسلامى؟

- هناك أمور لا يحق لرجل الدين التدخل فيها، خصوصا إذا كانت تتعلق بالشأن العام.. هل تريدننى أن أقول إن حكمه حرام وباطل.. سأكون بذلك أحرض ضده وهذا ليس شأنى.. أم تريدين أن أقول إن حكمه جائز وصحيح وهذه إجابة تحمل ترويجا للنظام.. أنا لن أجيب عن هذا السؤال لا رغبة ولا رهبة.. السيد الرئيس أمره إلى الله، وأقول له كل نفس بما كسبت رهينة، وسيذهب الرئيس إلى الله بأوزاره وحسناته.

■ ما رؤيتك فى إصلاح الوضع الذى تعيشه مصر الآن؟

- مما لا شك فيه أنه يوجد حراك مجتمعى يعبر عن حرية التعبير وإبداء الرأى ويجب على المسؤولين استغلال هذا الحراك الاستغلال الصحيح واستيعاب الآخر وعدم التلاعب بورقة الدين أو ورقة الوطن، إضافة إلى شرط هام وضرورى وهو إخلاص النيات، لأن الكل لا يصدق النية، ولا يرعى الله فى هذا الوطن.

■ من تقصد ب«الكل»؟

- الكل على السواء.. المؤيدون والمعارضون.. الإخوان وغير الإخوان.

■ تقصد جبهة الإنقاذ؟

- نعم.. كلهم لا يعملون لمصلحة هذه البلاد والمسألة دخلت فى خصومة بعيدة عن الوطن، وهو ما سيجعلنا نسقط فى الهاوية، فالأحوال ضبابية والأمور تسير بعشوائية، ومرد ذلك غياب صدق النية مع الله عز وجل و«إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى»، فلو صحت النوايا لرزقنا الله أنوار الحق، ولأخذ بأيدى الخلق إلى ما فيه الخير، فالعجلة وحب الظهور والأنانية أمراض عاصفة قاصمة لكل عمل يقوم به أى طرف من أطراف هذا الوطن، فالكل سواء ممن كانوا من داخل القوى الدينية والتيار الإسلامى أو التيار المدنى، وأشعر أن مصرنا الغالية أصبحت فريسة يتصارع عليها تجار الدين وتجار الوطن، ويستعصرونها بمطامعهم، ومما لا شك فيه أن هناك طرفا سيستحوذ و«يكوش» عليها وهناك طرف آخر سيظل يناضل.

■ تقصد الليبراليين؟

- لا تعنينى الرموز، لكنى أهتم بالشباب التائه الحائر الشارد من الطرفين.. الذى يدفع من دمه وروحه دون مقابل ودون أى حسابات، وهم إما شباب تم غسل أدمغته بشعارات دينية لا علاقة للإسلام بها، أو بشعارات عن المواطنة والحرية وهؤلاء هم الفاعلية الحقيقية، والطرفان يستخدمونهم وقودا وقد تم خداعهم مرتين، عندما استخدم الشباب الحر فى خلع النظام السابق ثم تم تهميشه وتصفيته من المشهد، والنتيجة أنه عائد مرة أخرى بين قتيل وبين من ينتظر القتل أو معتقل، وآخر يختبئ وينتظر الاعتقال وسط من سطا على مسرح الأحداث، فهذه القوى الملعونة تستخدم الشباب عند الطلب.. المنسوبون إلى الدين يرفعون شعار الشريعة والآخرون يلوحون بالمدنية وكلهم متاجرون.

■ هل يساعد الناس فى ذلك؟

- الأمية الثقافية عند الناس هى السبب لأنهم ينساقون وراء هذه الشعارات، والمحركون يحصدون الغنائم.

■ ما دور الأزهر لحل هذه الأزمة؟

- لن يستطيع الأزهر القيام بأى حلول فى الوقت الراهن، لأنه مخترق منذ وقت طويل، ولن يتمكن من النهوض بين عشية وضحاها، لكن لا بد أن يتم ذلك وفق خطة ومراحل، لأن اختراقه بدأ منذ ما لا يقل عن أربعين سنة، وقد ظهرت ثمار الاختراق فى أواخر النظام السابق، فالأزهر يحتاج إلى مساعدة أكثر من كونه منقذا.

■ إذن ما الحل لإصلاح الأزهر؟

- الحل أن يبتعد الجميع عن سياسة الجزر المنعزلة، وكل مؤسسة فى مصر تعمل كأنها دولة مستقلة مع عدم وجود إدارة لمعالجة الأزمات، إضافة إلى اختراق بعض ضعاف النفوس للأزهر بالمال، وهؤلاء هم الذين جلبوا لنا أموال الخليج، وأغرقوا الأزهر بمطبوعات هائلة للفكر السلفى داخل جميع المؤسسات، وفى نفس الوقت تعامل المسؤولون باستهانة مع ما يحدث ولو استمر الحال على ما هو عليه سيكون الأزهر مثل الهرم مجرد أثر تاريخى، لأن السلفيين يعملون بقوة لتغيير عقيدة ومنهج الأزهر واستبدالهما بالثقافة البدوية حتى يكون مؤسسة وهابية ويتم إعلاء المذهب الوهابى، وهم يريدون فرض مذهب ابن تيمية فى العقيدة وأحمد بن حنبل فى الفقه وتنحية ما سوى ذلك ولا بد أن ينهض رجال الأزهر، لأن الإصلاح سنة كونية فى التاريخ الدينى، وقد ثبت ذلك عندما قال موسى لهارون «ولا تتبع سبيل المفسدين»، فمن يقدر أن يترجم هذه الآية، لا بد أن يبدأ فى الإنقاذ الدينى والأزهر حتى الوقت الراهن ملىء بالدرجات العلمية التى تتجرد للحق وليس لها أى حسابات، ولا بد من قيامهم بتدابير زجرية وتوقيع عقوبات ضد الخروج على المقتضى الوظيفى.

■ لماذا دافعت عن إلهام شاهين؟

- لم أدافع عن إلهام شاهين، لكنى دافعت عن سمعة الدعوة الإسلامية، عندما تعرض لها من يدعى انتسابه إليها، فمساندتى كانت للمبدأ ولا اطلاع لى على سلوكها، ولا أظن فى كل مواطن إلا الخير «فلست عليهم بمسيطر»، فلم أدافع عن شخص، وكان مقصدى تبرئة الدعوة الإسلامية، ولا يسعدنى أن أرى الأزهر يهبط لهذه المعتركات، لأن هذا شأن سياسى لا علاقة له بالدين.

■ ما رأيك فى انتخابات المفتى.. ومن كان الأصلح لمنصب المفتى فى رأيك؟

- لا أرى فى الموجودين على الساحة من يستطيع القيام بمهمة الإفتاء فى الوقت الراهن، لأن معظم الأكفاء أحيلوا إلى سن التقاعد فى جامعة الأزهر، والشخصيات الموجودة الآن كثيرة، لكنها لا ترقى إلى منصب الإفتاء، وأرفض أن يكون الافتاء حقل تجارب أو غنيمة أو أن يستخدم لترضية بعض الجهات عن طريق شخصية غير متخصصة.

■ ما رأيك فى هجوم القنوات الفضائية الدينية عليك؟

- لن أنزل إلى هذا المستوى، لأن هذه ليست قنوات إسلامية، لكنها قنوات الإساءة الإسلامية، وهم مجموعة من المسترزقين باسم الدين، المنصبين على الفكر السلفى، وأنا أواجههم بالكتاب والسنة ومؤلفاتى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.