آمال عديدة تنتظر قطاعات مختلفة من الشعب المصري تحقيقها على يد الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي بمجرد استقراره في قصر الاتحادية، ليخلصهم من الفقر والجهل والمرض، ويوفر لهم العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية، كما سبق وأنقذ مصر من براثن جماعة الاخوان الفاشية والتنظيم الدولي للاخوان بعد محاولتهما الانقضاض على مصر ومن براثن أمريكا لتنفيذ مخطط تفتيت الأمة العربية لانشاء الشرق الأوسط الجديد الذي تقسم فيه مصر لأربع دويلات، ويجري فيها ما جري في السودان والعراق واليمن وأفغانستان، وكاد يتحقق المخطط بوصول الاخوان الخونة لحكم مصر وسمعنا عن وعود المعزول محمد مرسي باقتطاع جزء من سيناء لحماس بالاتفاق مع الامريكان واسرائيل على ذلك وتسليم حلايب وشلاتين للسودان، وترك مياه النيل لإثيوبيا لاقامة سد النهضة وفي سبيل ذلك كان التمكين لكل مفاصل الدولة من قبل مرسي لأهله وعشيرته، تاركاً أحلام وآمال المصريين في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فتفاقمت المشاكل وتردت الأوضاع الأمنية وانتشرت الفوضي، وهو ما انعكس على الاستقرار الداخلي وبالتبعية تدهورت علاقات مصر الخارجية وفقدت هيبتها وريادتها بل ومكانتها، وهو ما أكدته التقارير الرسمية المحلية والدولية التي توقعت نشوب حرب أهلية في مصر قبل ثورة 30 يونيو ما بين مرسي وعشيرته ما بين جموع المصريين والذين هبوا من جديد بالملايين في 30 يونيو لاسترداد ثورة 25 يناير ومصر من الجماعة الارهابية، وجاء عبد الفتاح السيسي وانحاز للشعب ووضع رقبته على المحك وحمى مصر من حرب أهلية بخارطة الطريق التي وضعها وحدد ملامحها وتوقيتها ثم طالب المصريين بتفويضه لمحاربة الارهاب. وبدأت خارطة الطريق بالتصويت على دستور 2014 ثم طالب السيسي المصريين بالنزول غير المسبوق في الانتخابات الرئاسية.. فكان له ما أراد وأصبح يحظى بشرعية دستورية تمسح كل ادعاء بشرعية سابقة ويتمتع بإجماع وطني غالب يعكس مساندة شعبية قوية بعد أن حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات نزيهة لعلها الأولى في تاريخ الانتخابات المصرية من حيث نزاهتها وشفافيتها وحجم حضورها، ترسم الملامح الأساسية لجمهورية جديدة أهم ما يميزها الارتباط الوثيق والمعلن بين الغالبية العظمى من الشعب والرئيس المنتخب بعد أن أصر المصريون على ترشيحه بل وألزموه بقبول هذا الترشيح حباً وثقة منهم في قدرته على الوفاء بما تعهد به في حملته الانتخابية وبرنامجه من أهداف واضحة تعيد الى مصر الأمن والاستقرار، وتحقيق ليس فقط العيش والحرية والعدالة الاجتماعية بل وتجعل مصر في مصاف الدول المتقدمة من خلال تحول ديمقراطي تحرسه دولة قوية ومؤسسات فعالة تحسن المبادرة والتخطيط والابتكار والمتابعة وتستحدث آليات تنفيذ جديدة تختصر زمن الانجاز وتضمن جودته لتقفز مصر للامام وتضمن مستقبلاً باهراً للأجيال القادمة بالعمل الجاد واللحمة ما بين فئات المجتمع المصري، وليس بمفرده، لقد أصبح السيسي رئيس مصر بالانتخاب وبملايين الأصوات التي لم يتحصل عليها رئيس قبله على مدار تاريخ رؤساء مصر، فاكتسب شرعية التفويض والاكتساح النابعة من شعبيته التي اكدتها نتائج الانتخابات 94٪ من الأصوات وتفرض عليه في المقابل مسئوليات جساماً. عودة الهيبة حسام الخولي سكرتير عام مساعد حزب الوفد يؤكد أن المصريين يريدون عودة الدولة وهيبتها لشعورهم بالخوف من المستقبل في ظل الارهاب والمخططات الداخلية والخارجية، والسيسي رجل دولة ضحى بأمنه مقابل أمان المصريين ومن هنا جاءت شعبيته وشرعيته الكاسحة وكلاهما يعطي قوة في الأداء مما يجعله جريئا في اتخاذ القرارات والاجراءات وهذا يتطلب المسئولية الكاملة، فاختياراته لابد أن تتسم بالتدقيق في الأجهزة المعاونة لها لخوف الناس من الوجوه القديمة خاصة مع وجود الكثيرين منها في حملته الرسمية وهو ما قد يفسر ارتفاع نسب الأصوات الباطلة ويستلزم مراجعتها، كذلك هناك المطالب باقامة حياة اقتصادية وسياسية متزنة ومستمرة في ظل حكمه ومن بعده قائمة على حياة حزبية يتم فيها تداول السلطة والحكومات بائتلافات ويحدث منها التغيير بسلاسة وبالتالي ضمان تحقيق الحياة الديمقراطية السليمة وعدم عودة الاخوان أو أي افكار متطرفة خاصة وأنهم كانوا موجودين بقوة قبل 1952 وكان الوفد هو من يتصدى لهم ولذلك فالحلول الأمنية مطلوبة ولكنها لا تكفي ولابد أن يكون الحل مجتمعيا من خلال الأحزاب القوية. عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، قال: إن الشعبية الكبيرة للمشير السيسي والشرعية الكاسحة له في الانتخابات الرئيسية تتطلب استكمال عودة هيبة الدولة وبمشاركة دورها والتزاماتها تجاه المواطنين بحيث يحصل كل مواطن على حقه في التعليم والصحة وفرص العمل للشباب العاطلين ومحاربة الفقر وقبل ذلك كله تحقيق الأمن والأمان والحياة الكريمة عندئذ يكون اختيار الشعب للسيسي على حق وتعود للدولة هيبتها في الداخل والخارج. أفضل أداء الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ترى في الشعبية والشرعية الكاسحة للرئيس السيسي مسئولية كبيرة جداً تطالبه بأفضل أداء مقارنة بغيره من الرؤساء، فإذا كان مبارك الذي خلعه المصريون وصل معدل النمو في عهده ل 7٪ فالرئيس السيسي مطالب بأن يصل المعدل ل 10٪ و12٪ وكذلك هو مطالب بتحقيق رؤيته التى سبق وطرحها من خلال رؤية شاملة تعتمد على العمل في محاور متوازية لرسم تلك الملامح في جميع المجالات، مثل محو التنمية والظهير الصحراوي واستصلاح ال 4 ملايين فدان وتوفير ال 5 ملايين فرصة عمل خلال ال 4 سنوات القادمة والحسم من خلال سياسات الثواب والعقاب كذلك مطلوب من الرئيس السيسي أن يكون قدوة في كل شىء وأولها البعد عن الفاسدين فالقدرة مهمة جداً تم انجازه للعدالة الاجتماعية خصوصاً أن دعمه الأساسي كان من الفقراء، وهذا يتطلب تنفيذ تعهداته فيما يخص الصحة والتعليم والمعاشات. تفويض كبير! الدكتور أحمد يحيى، استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس، يؤكد أن نتائج الانتخابات الرئاسية أكدت من جديد التفويض الكبير والعظيم للسيسي من قبل المصريين، مما يجعله يعمل دائما وهو حريص على ارضاء هذه القاعدة الشعبية الكبيرة التي ساهمت في نجاحه بحشود لم يسبق لها مثيل وبنسبة تصويت ايجابي لم تحدث في التاريخ من قبل لقد نزلت الحشود من أجل السيسي طامعة في أن يتحقق لها آمالها وطموحها وعلى وجه الخصوص الأمن والأمان والعمل والانجاز بل والقفز على حد تعبيره لتغير واقع المصريين ومصر بأكملها. وأوضح أحمد يحيى أن الرئيس السيسي يجب أن يعلم بأن تلك الحشود المؤيدة له قد ينفد صبرها إن لم تجد وبسرعة آثاراً ايجابية ونتائج واقعية لكل ما وعد به وأن يحذر من غضبة الناس إذا تراخت أجهزة الدولة في تحقيق ما خرج من أجله ملايين المصريين وأسقطوا رئيسين بثورتين سيذكرهما التاريخ. صلاح عيسى، الكاتب الصحفي، يطالب الرئيس السيسي بأن يدرك دلالات وأعباء الثقة الواسعة له واكتسابه لشرعية الاكتساح من قبل المصريين من أن تعلق آمال الناس على قدرته في اجتياز مصر للظروف الصعبة خاصة أن المصريين بالفعل سيمنحونه فترة سماح أكثر من غيره تقديراً لما يحيط البلاد من تعقيدات وثقة منه بأنه قادر على أن يعبر بها مرحلة عنق الزجاجة ولذلك فعلى الرئيس السيسي العمل على التأكيد على تحديد أولوياته لأن المشاكل جميعها مترابطة ولا يمكن حلها في وقت واحد والرئيس السيسي قال إنه لا يملك عصا سحرية ومع ذلك اختاره المصريون.