نشرت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" تقريراً مطولاً حول دور قطر على الساحة الدولية بعد قيامها بالوساطة بين واشنطن وحركة "طالبان" بأفغانستان لإطلاق سراح 5 متهمين بالإرهاب من سجن "جوانتنامو"، مقابل إطلاق سراح الرقيب بالجيش الأمريكي "بو برجدال" الذي احتجزته الحركة قبل خمس سنوات. وقالت إن وساطة قطر – بما لها من علاقات طويلة بطالبان- تعتبر حركة كلاسيكية من دولة خليجية صغيرة لكنها غنية بترولياً وذات طموحات كبرى تصل لاستضافة كأس العالم لكرة القدم. وأشارت إلى أن دور قطر ظهر بوضوح في فتح قنواتها لصالح الجماعات الإسلامية لضمان نفوذها في منطقة الشرق الأسوط المتقلبة. وهو ما أكده "كريستوفر ديفيدسون" المتخصص في الشئون الخليجية بجامعة "دورهام" البريطانية, حين قال إن تلك الوساطة هي امتداد لاستراتيجية قطر في جعل نفسها ذات فائدة للدول القوية ومساعدتهم في تسوية مشاكلهم. وشبه "ديفيدسون" قطر ب"سويسرا العرب", ولا تناقض بين علاقتها بالغرب والجماعات الإسلامية. كما أشارت الوكالة إلى جهود قطر لتقوية صلاتها بأمريكا منذ أن أرسلت 100 مليون دولار لدمساعدة الأمريكيين في كارثة إعصار "كاترينا" عام 2005. وطبقاً لوثائق "ويكيليكس", فإن مصدر دبلوماسي قطري قد رد على شكر أمريكا لبلاده, منوهاً على وجوب رد المساعدة إذا ضربت كارثة ما الدولة القطرية. وأكدت الوكالة أن قطر كانت الدولة العربية الوحيدة التي دعمت الناتو لضرب الرئيس الراحل الليبي "معمر القذافي". كما ألقت الضوء على قاعدة "العديد" العسكرية خارج العاصمة القطرية, الدوحة, والتي تخدم كمركز للقيادة والخدمات اللوجستية للقوات الجوية الأمريكية بالمنطقة. كذلك الاستثمارات الأمريكية الكبرى في قطاع الطاقة القطري. إلا أنها أشارت إلى اضطراب العلاقات الأمريكية – القطرية في بعض الأحيان بسبب قناة "الجزيرة" التي وصفها البعض بانحيازها ضد المصلحة الأمريكية, كذلك تأييدها لحركة "حماس" المعادية إسرائيل. كما أشارت إلى توتر علاقتها بالدول العربية على خلفيتها دعمها لتنظيم الإخوان, وملاحقتها بالأسئلة حول حقيقة رشوتها للفيفا من أجل الفوز باستضافة كأس العالم 2022, واستغلالها للعمالة الأجنبية وتشغيل المهاجرين في ظروف قاسية.