قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه رغم فوز المشير "عبد الفتاح السيسي" فوزًا ساحقًا فى انتخابات الرئاسة، إلا أن المفتاح الرئيسى من الناخبين، وهم "السلفيون"، الذين كان متوقع دعمهم له، قاطعوا الانتخابات رغم إعلانهم الرسمى لدعمه فى الانتخابات. وتحت عنوان "حزب النور السلفى فى مصر وتحالفه السياسى الهش مع السيسي"، استهلت الصحيفة تقريرها قائلة: يبدو أن حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية فى مصر، فشل فى حشد أنصاره إلى اللجان الانتخابية، وأكد غياب أعضائه عن الانتخابات الرئاسية توقعات العديد من المراقبين بأن تحالفهم مع السيسي كان "هشًّا"، واعتمد منذ البداية على المصالح المشتركة بين الطرفين. وأضافت الصحيفة قائلة: لو السيسي فقد تحالفه مع حزب النور، الذى وصفته الصحيفة ب"زواج المصلحة"، فسيكون بذلك قضى على التحالف الإسلامى الوحيد فى تحالف القوى الوطنية فى الثالث من يوليو، وهو ما دفعه للحفاظ على حزب النور، وهو فى المقابل ما سيجعل من حزب النور المرشح الأول فى الانتخابات البرلمانية، فى ظل غياب جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد السياسى. ولفتت الصحيفة إلى تداخل مصالح الطرفين فى بعض الأوقات، مثل رفض الحكومة بعض المقترحات التى قدمها حزب النور مثل حظر الكحوليات ومنع ارتداء المايوه على الشواطئ، وهو ما كان يتعارض مع خطط الحكومة المصرية التى هى بأمس الحاجة لتنشيط صناعة السياحة التى عانت كثيرًا خلال السنوات الثلاث الماضية. وألمحت الصحيفة إلى بعض الدلائل التى من شأنها أن تنهى هذا التحالف الهش بين الطرفين، وأكدت ذلك من خلال ما قاله "خليل العنانى"، الخبير بالحركات الإسلامية، بأن دعم حزب النور للسيسي سوف يأتى بنتائج عكسية فى القريب العاجل وبسهولة، خاصة أن الدستور الجديد الذى تم تمريره فى يناير الماضى بنسبة ساحقة، يرفض قيام الأحزاب السياسية على أسس دينية، وهو ما يهدد بقاء حزب النور السلفى بالمشهد السياسى. هذا بالإضافة إلى عدم قناعة العديد من أعضاء الحزب بالسياسة التى اتبعها قادة الحزب مع السيسي، والتى أكد البعض أنها لن تدوم طويلاً. ونقلت الصحيفة عن "هانى لبيد"، عضو لجنة الرياضة بحزب النور: "نحن ندعم الشعب، وليس السيسي كفرد، فعندما رأينا أن جماعة الإخوان دخلت فى مواجهة مع الشعب المصرى، أيدنا الشعب"، وقال إنه سوف يكون هذا هو الحال نفسه مع السيسي.