الكتابة عن البنت هبة رجل الغراب أفضل بكثير من تحليل أسباب ضعف الإقبال على صناديق الانتخابات، لن أخفى عليكم أن المخرج ياسر زايد نجح فى أن يربطنا بأحداث المسلسل، صحيح أنه أخرج بنظام السيت كوم، محدودية المكان مثل المسرح، والميل نحو الكوميديا، لكن الفضول جعلنا نتابع بقوة المشاكل التى تقع فى أوكو موضة. لن انتقد العلاقات التي لا تتفق والأديان، ولا عن المشاهد التى تشعر معها أنك فى مجتمع غير عربي ولا إسلامي، ولن أخوض فى أن المسلسل يتناول طبقة بعينها فى المجتمع، صحيح كنت أتمنى أن تقوم الرقابة الفنية بمراجعة المسلسل وحذف بعض المشاهد وإعادة صياغة مشاهد أخرى، مثل مشاهد العلاقات، ومشاهد مناقشة هذه العلاقات. ابنى اندهش جدا لأنني استنكرت هذه المشاهد وهذه الحوارات، واستنكر نفيى لوجودها فى المجتمع المصري، وأكد أنها موجودة حتى بين الطلبة فى المدارس والجامعات، وبدورى قلت له إن وجودها لا يعنى أنها تمثل ظاهرة فى المجتمع، كما أن وجودها لا يعنى أنني أسلط الضوء عليها وأقدمها كأنها من الأمور الطبيعية فى المجتمع. شخصية رجل الغراب فى بداية الحلقات سرقت الأضواء من أغلب الممثلين، ربما لقبحها، وربما لعبقريتها المعملية الفذة، وربما لأنها من أسرة متوسطة تحاول أنت تجد لنفسها موطئ قدم بين أبناء طبقة العشرة في المائة، لكن بمرور الأيام بعض الممثلين سرقوا الكاميرا من رجل الغراب (إيمى سمير غانم) ومن أدهم (حازم سمير)، وبريهان الغلسة (ريم مصطفى)، ومعتز المتعجرف (ماهر ماهر)، مثل رماح (حمادة بركات) الذي يؤدى بسلاسة وطرافة، وأيضا تيمور (محمد سلام)، وبالطبع لا ننسى أبدا شخصية هادى (محمد سليمان) الذى فرض نفسه بقوة على الشاشة، وسرق الكاميرا من رجل الغراب ومعتز وجميع الأحداث بأدائه المتقن، وقد ساعد فى ظهوره الأداء والحوار الخاص به، خاصة فى المشاهد التى تجمعه وشلة الضيعين. صحيح كنت فى بداية متابعتى للحلقات أتعاطف مع مجموعة أدهم، وأتمنى ألا تسقط الشركة فى يد مجموعة معتز الغلس، لكنني أصبحت أميل إلى أن تعطى الفرصة لمعتز لكي نرى مواقف ومشاهد وحكايات جديدة، وأتمنى أن يمنح هادى فرصة للإدارة لأنه سينقلنا هو الآخر إلى عالم مختلف، وكذلك تيمور يتم الدفع به إلى الشركة ومنحه الفرصة لمنافسة رجل الغراب والانتصار عليها، لأن تيمور على وجه التحديد يعد شريكا أساسيا فى تفوق رجل الغراب، وهيامه ببرى سوف يفتح مساحة جديدة لمواقف ومشاهد وحوارات. أفضل حسنة للمخرج ياسر زايد أنه، كما سبق وقلت، نجح فى أن يربطنا بعالم وشخصيات ومواقف أوكو موضة، وجعلنا ننصرف عن متابعة المشاهد المسفة فى الفضائيات مساء، والتى تتحمل مسئولية انصراف وكراهية أغلبية المصريين للمشهد السياسى، حيث أعادوا لنا ظلال مشاهد وآلية ورموز الفساد قبل ثورة 25 يناير، نفس الشخصيات الإعلامية التى كانت تروج وتبرر وتحلل لنظام ما قبل ثورة يناير، ترفع اليوم أعلام النصر والحرية والديمقراطية، مش بقول لكم: رجل الغراب التى يؤديها مجموعة من الشباب أفضل بكثير من رجل الغراب التى تفرض علينا كل مساء في الفضائيات، مشاكل أوكو موضة أرحم بكثير من مشاكل عالم التووك شوو المسائي والصباحي.