شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، بحضور الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبى، والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الإعلام العربى، المقام خلال الفترة 20-21 مايو بمدينة جميرا فى دبى، ولفيف من قيادات ورموز العمل الإعلامى العربى والخبراء العالميين. حضر الافتتاح محمد عبد الله القرقاوى وزير شئون مجلس الوزراء الإماراتى، وسلطان الجابر وزير دولة، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة فى دبى، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين العرب، وأكثر من 2000 من خبراء وقيادات الإعلام العربى وكبار الكتّاب والمفكرين العرب، وصناع القرار فى كبريات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية. وألقى الكلمة الافتتاحية للمنتدى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصرى، حيث وجّه تحية إعزاز وتقدير إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وإلى الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى شعب الإمارات. وفى مستهل كلمته، أعرب إبراهيم محلب عن سعادته بالوجود على أرض دبى التى وصفها بأنها استطاعت بكل جدارة أن تكون ملتقى ثقافيًا وفكريًا وسياحيًا وتجاريًا وحضاريا دائما؛ بفضل همة أبنائها وحكمة ورؤية قادتها، كما أشاد بالتقدم الذى أحرزه "منتدى الإعلام العربى" منذ انطلاقه فى العام 2001، وقال إن المنتدى هو أحد أهم المنتديات التى يتطلع إليها الإعلاميون والساسة والمثقفون للوقوف على حقائق المشهد وآفاق الحركة. ووصف محلب ثورة الإعلام والمعلومات بأنها باتت فوق الطاقة وفوق المستطاع، وقال إن العالم يذهب مهرولاً من "الخيال" إلى "ما وراء الخيال"، مستشهدًا على سرعة التغيير بتجارب بعض الدول فى مجال التنمية، وقال إن بريطانيا استغرقت مائة وخمسين عامًا لمضاعفة إنتاجها، بينما استغرقت ألمانيا ستين عامًا، واستغرقت الولاياتالمتحدة ثلاثين عامًا، واستغرقت الصين خمسة عشر عامًا فى الدورة ذاتها. وأشار محلب فى كلمته إلى أن النمو العالمى المذهل طال عالم الإعلام، وضرب مثالاً بقطاع التلفزيون وقال إنه تطور من 700 قناة فضائية عربية فى عام 2010 إلى 1320 قناة فضائية عربية عام 2014، ومن 34 قناة إخبارية إضافة إلى 66 قناة إخبارية فى ثلاث سنوات فقط. كما تطرق محلب إلى الثورة المستمرة فى عالم الإنترنت وقال إن نصف سكان العالم تقريبًا يحتشد أمام شاشات كانت تحفل بموقع واحد قبل ربع القرن، صارت تشهد تراصّ الجماهير الغفيرة على صفحات الفيس بوك وحسابات تويتر وصور الإنستجرام، بينما أصبح مئات الملايين حول العالم يعيشون حياتهم وحياة الآخرين عبر مقاطع يوتيوب اللانهائية، ما جعل الإعلام الإلكترونى واحدًا من حقائق العصر الكبرى، بينما وصت إعلاناته فى بعض الدول إلى عشرات المليارات من الدولارات. واستبعد محلب أن يكون تأثير ثورة الإعلام الرقمى عميقًا على الصحافة الورقية، وذكر أن هذه الثورة لم تقصها عن مكانتها، وقال: "على الرغم من إغلاق صحف ومجلات، وتحوّل بعضها من ورقى إلى إلكترونى، فإن توزيع الصحف المطبوعة يوميًا يصل إلى 400 مليون نسخة"، فى حين أكد أن حجم المعلومات المتاح بات يحتاج إلى نظريات جديدة، وآليات مبتكرة للفرز والاختيار. وحول انعكاسات "الربيع العربى" على واقع بلاده، قال رئيس مجلس الوزراء المصرى إن ثورة المعلومات كانت حاضرة، لكن سرعان ما فوجئ الملايين من أبناء الشعب المصرى أن دولة الأمل لم تتأسس، وأن التطرف المدعوم خارجيًا قد سرق الحلم ثم سرق المستقبل، لذا جاءت ثورة استعادة الأمل حيث خرج الشعب المصرى تأكيدًا لهويته فى كونه شعبًا متدينًا باعتدال ووسطية، لا يستطيع أحد كسر إرادته، أو أن يفرض عليه قوالب جامدة من التخلف والظلام. وشدد محلب على عزم وإصرار بلاده على مواصلة درب التطوير وقال: "أؤكد لكم أننا سنمضى كما مضينا من قبل، لا تردد ولا انكسار، لا ارتباك فى خطوة واحدة، ولا عودة نهائيًا إلى الوراء"، منوهًا بالدعم الذى تلقته بلاده من الأيادى الصديقة التى امتدت إلى مصر بالتأييد والمساندة. وعن قيمة التواصل فى واقع الشعوب، شدد المهندس محلب على حقيقة أن بناء الجسور يكون بقوة الإرادة ووضوح الرؤية، وقال إن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تتمتع بمكانة حضارية كبيرة، مؤكدًا إدراك العالم للرسالة التى يحملها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من جاكارتا إلى الدار البيضاء، والتى تعلى قيم الوسطية والاعتدال والتسامح. دعم ونجاح وكانت منى غانم المرى، رئيس نادى دبى للصحافة رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربى قد ألقت كلمة أعربت فيها عن خالص الشكر والتقدير لراعى المنتدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولما يوليه للمنتدى من دعم وتشجيع مستمر، والذى كان سببًا فى النجاح الطيب الذى جعل من المنتدى حدثًا سنويًا ثابتًا على أجندة الإعلاميين العرب، وقالت إن دعم سموه واهتمامه الكبير جعل الإتقان والتطوير والتجديد هدفًا يتوخاه المنتدى فى كل دوراته، إلى أن بات يحظى بثقة كبيرة من مجتمع الإعلاميين العربى كمحفل رائد للتحاور حول واقع مهنتهم بكل ما يزخر به من تطورات وطموحات. وعقب الترحيب بضيوف المنتدى والمشاركين من متحدثين وحضور، قالت المرى إن انعقاد هذه الدورة من المنتدى تأتى فى وقت لا يزال فيه الإعلام العربى يعانى جرّاء ظروف استثنائية أفرزت جملة من التحديات غير المسبوقة، لتأخذ بالمهنة وأربابها إلى اختبارات صعبة، وتركت تلك التحديات آثارًا بالغة التعقيد على واقع الإعلام العربى، بما فى ذلك الإعلام المصرى الذى تميز تاريخيًا بالريادة، معربة عن أملها أن يكون للإعلام دور فى فى ترسيخ مقومات انطلاقة جديدة تستكمل فيها مصر خارطة المستقبل لتنجز العبور الثانى نحو مزيد من الأمن والاستقرار والبناء والتنمية. وقالت المرى: لقد اخترنا لهذا المنتدى عنوانًا هو " مستقبل الإعلام يبدأ اليوم" تذكيرًا لأنفسنا أن الإعلام شريك متضامن فى صناعة المستقبل، وأن دوره حيوى بالغ الأهمية. مؤكدة أن الاستعداد للمستقبل والتحسب لاحتمالاته يتطلّب أن يكون تفكيرنا متطوراً، وتركيزنا على الآتى وليس على الماضى، وعلى متطلبات الغد وليس على نواقص الأمس، وعلى تعزيز التفاؤل والثقة بالذات وبالقدرة على مواجهة أصعب التحديات.