كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية فى تقرير حصرى لها عن الاتهامات الموجهة للمخابرات البريطانية (MI5) بالتواطؤ فى تعذيب "أحمد دينى"، حفيد الدكتاتور الصومالى المخلوع "محمد سياد برى"، فى أحد السجون المصرية فى فبراير الماضى. وأكد "دينى" الذى يحمل الجنسية الهولندية ويقيم ببريطانيا، أنه تعرض للتعذيب فى أحد السجون المصرية على أيدى قوات مصرية على علاقات وثيقة بالمخابرات البريطانية، مدللاً على ذلك من خلال زيارة أحد ضباط المخابرات له فى السجن. ويدّعى "دينى" 25 عامًا، أنه تعرض للتعذيب فى أحد السجون المصرية أثناء استجوابه من قبل ضابط بالمخابرات البريطانية فى وقت سابق من هذا العام، وهذا ما يعد مخالفًا لما أكدته وكالات الأمن والاستخبارات فى بريطانيا العام الماضى بأنها لم تعد تشارك فى العمليات التى يجرى فيها تعذيب المشتبه فيهم أو الذين تحتجزهم دولة أجنبية بصورة غير مشروعة. فقد أكد رئيس المخابرات البريطانية، فى نوفمبر الماضى، أن ضباطه لن يشاركوا أبدًا أو يتغاضوا عن أى عمليات تعذيب. وزعم "دينى" أنه خلال سجنه ثمانية أشهر فى القاهرة كان مكبلاً، وتعرض للضرب مرارًا وتكرارًا، وتجريد ملابسه، وتم تهديده بأن زوجته ستتعرض للاغتصاب، ويزعم أيضًا أنه تعرض للتهديد بالصعق بالكهرباء والجلد. وفى رسالة خطية كتبها "دينى" لمحاميه من زنزانته العام الماضى قال إن ضابط أمن بريطانى يعتقد أنه يعمل مع المخابرات البريطانية زاره ووعده بالمساعدة فى إطلاق سراحه مقابل موافقته على العمل مع الخدمات السرية، ولكن "دينى" رفض العرض. وادَّعى أن المخابرات البريطانية استهدفته للمرة الأولى عندما كان يعيش فى برمنجهام بين عامى 2006 و2011، وشعر بالقلق لدرجة أنه اشتكى إلى وسائل الإعلام حول مضايقته. وورد فى الرسالة التى أرسلها لمحاميه "أندريه سيبريجتس" وروت تفاصيل تعذيبه قال: "أريد أيضًا أن أخبرك أن أمرًا حدث لى فى 17 فبراير 2014، وأنا متأكد 100٪ أن المخابرات السرية البريطانية هى جزء من المشكلة، لأننى قابلت واحدًا من عملائهم والذى حاول إقناعى بالعمل معه مقابل تأمين الإفراج عنى، وزارنى هنا فى السجن، بريطانى أبيض يتحدث اللغة الإنجليزية بلهجة أهل لندن، وقال لى إن الحكومة الهولندية لا تستطيع عمل أى شيء لى". تجدر الإشارة إلى أن "دينى" غادر بريطانيا ليتزوج من امرأة ألمانية عام 2011، وعندما كان فى الخارج أصدرت وزارة الداخلية أمرًا بمنعه من الدخول لاتهامه بالانخراط فى التطرف الإسلامى، ولأنه لم يكن قادرًا على العودة فقد انتقل وزوجته وابنتته إلى مصر، وتم إلقاء القبض عليه عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى. وفى مارس هذا العام أفرجت السلطات المصرية عنه دون توجيه أى تهم، ولكنه فى طريق عودته لهولندا عبر تركيا تم اعتقاله فى إسطنبول بناء على أمر من الولاياتالمتحدة، وهو الآن فى سجن تركى ينتظر أمرًا بترحيله لأمريكا التى تتهمه بالانتماء لحركة الشباب الإسلامى. وأعطت الصحيفة نبذة عن مزاعم التعذيب المتواطئة فيها الحكومة البريطانية، كعمليات التعذيب التى تعرض لها المتهمون بالإرهاب فى سجن جوانتنامو عام 2001. وفى عام 2010، دفعت الحكومة البريطانية للمحتجزين فى جوانتانامو مبلغًا يصل إلى 20 مليون جنيه إسترلينى مقابل إسقاط مطالباتهم بالتواطؤ البريطانى فى التعذيب والترحيل السرى، وغيرها من الحالات الأخرى.